خاص بالفيديو|| ملاك أبو جزر.. طفلة فلسطينية دفعت ثمن صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال
خاص بالفيديو|| ملاك أبو جزر.. طفلة فلسطينية دفعت ثمن صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال
ملاك أبو جزر، طفلة فلسطينية من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، عمرها لم يتجاوز التسع سنوات، ظلت تحلم بالهروب من طائرات الاحتلال التي تحلق في سماء مدينتها، محدثة أصواتًا مرعبة ومخلفة قذائف وصواريخ تحصد أرواح أقاربها وجيرانها وأصدقائها في المدرسة والحي، كانت ملاك تشييع تلك الطائرات بالبكاء لوالدتها وإعلان رغبتها في الهجرة من هذا الرعب، ولم تعلم أن القادم يحمل الأسوء لها حيث ابتلعتها مياه البحر، بعد أن غرق المركب التي كانت تظن أنه يحمل لها مستقبل أفضل بدون حروب أو فقر أو خوف.
المركب الذي غرق في البحر بين تركيا وأثينا، قبالة شواطئ بودروم التركية، كان يحمل على متنه أيضًا 30 شخصًا أخرين، من سوريا وفلسطين، جمعيهم يهروبون من واقعم أملين في مستقبل أفضل لهم وأبنائهم، من بين الثلاثين كانت عائلة الطفلة ملاك أبو جزر المكونة من سبعة أفراد، نجوا جميعًا من الغرق باستثناء ملاك وإيهاب 4 سنوات من نفس العائلة.
أسماء أبو جزر والدة الطفلة ملاك، قالت لبرنامج "ملف الساعة" على قناة الكوفية، إن الأوضاع المذرية في قطاع غزة هي التي دفعت العائلة المكونة من سبع أفراد إلي التفكير في الهجرة، لافتة إلي ان ملاك كانت دائمة الرغبة في الهجرة خوفًا من قذائف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، وأصواتها المرعبة.
وأضافت، أن جميع أفراد العائلة نجوا من الغرق باستثناء ملاك وإيهاب، لنجد أنفسنا محتجزين في السجن بتركيا، مؤكدة أنه حتى هذه اللحظة لم يتم دفن ملاك وإيهاب، حيث لم تسمح لهم السلطات التركية بذلك.
وأوضحت والدة الشهيدة ملاك، أنه حتى الأن لم يتواصل أحد من السفارة الفلسطينية في تركيا أو المسؤولين الفلسطينيين معنا رغم مرور أكثر من ثلاثة أيام على الحادث، إضافة لمنع السلطات التركية العلاج عن مرضانا.
من جانبه، قال رباح والد الطفلين ملاك وإيهاب :" حتى الأن من يوم الاثنين محتجزين في غرفة واحدة بدون علاج لنجلنا المصاب، وبدون إي معاملة إنسانية، لافتًا إلي ان جثث الأطفال حتى الأن محتجزة في المستشفى دون دفن، بدعوى عدم الانتهاء بعد من الإجراءات والأوراق الرسمية، ولم تسلمنا حتى الأن السلطات التركية الجثث".
وعن أسباب الهجرة من غزة، قال رباح :"خرجنا من جحيم غزة، بعد أن قمنا ببيع "ذهب نسائنا" وقررنا الهجرة من غزة بسبب البطالة والفقر، ذهبنا إلي المجهول لتلسب منا الدنيا أفضل مالدينا، أبنائنا"، مؤكدًا استحالة عودتهم إلي غزة مرة أخرى بسبب الاوضاع الاقتصادية المتدهورة والبطالة قائلًا:" أنا عمري 33 سنة ولم أجد فرصة عمل ولدي 3 أطفال فكيف سأعيش".
مأساة كل من الطفلين ملاك وإيهاب أبو جزر، قابلة للتكرار مع آلاف الأطفال في قطاع غزة، المحاصرين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والمفروض على أبائهم وأمهاتهم عقوبات من قبل السلطة الفلسطينية، بداية من قطع الرواتب مرورًا بالتقاعد المبكر وحتى منع العلاج عن المرضى وغيرها من إجراءات عقابية.
صمت المجتمع الدولي على الجرائم الإسرائيلية بحق 2 مليون إنسان يعيشون تحت الحصار منذ أكثر من 12 عامًا، وما شهدته تلك الأعوام من عدوان ومجازر إسرائيلية ارتقى على أثرها آلاف الشهداء وسقط عشرات آلاف المصابين، في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، دون أي رد فعل أو عقاب من قبل مجلس الأمن الدولي أو الأمم المتحدة ضد الإرهاب الإسرائيلي، بل ذهبت بعض الدول لمكافأة الاحتلال على جرائمه بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
الطفلة الفلسطينية التي أبكت شعوب العالم، لم تحرك حتى الآن ساكنًا لدى المسؤوليين الفلسطينيين، فعلى الرغم من مرور أكثر من أربعة أيام على الحادث، لم تجري السفارة الفلسطينية في تركيا، أي اتصال بعائلة الشهيدة أو حتى تقدم اعتذارًا للشهيدة نفسها بدفن جثتها.