نشر بتاريخ: 2021/04/20 ( آخر تحديث: 2021/04/20 الساعة: 05:00 )

"لغز الفن".. محاولة لتوصيف الفن العربي المعاصر وتفكيك إشكالياته

نشر بتاريخ: 2021/04/20 (آخر تحديث: 2021/04/20 الساعة: 05:00)

يُشكل تأليف كتاب ”لغز الفن؛ قراءة اختبارية في التشكيل العربي“ الصادر حديثًا، للفنان التشكيلي والناقد السوري طلال معلا، جزءًا من مشروع ثقافي أطلقه الباحث عن أحوال الفنون التشكيلية والبصرية في العالم العربي، وأهم إشكالياتها النظرية والنقدية.

ويتطرق الكتاب لمباحث عدة؛ أبرزها الفنون المعاصرة، وفرضيات وظائف فضاءات الإبداع التشكيلي في المشهد العربي المعاصر، والتوجهات النقدية العربية المرتبطة بطروحات ومراجعات السياق، ومختلف الاقتراحات النظرية لتمييز الواقع عن المأمول من أحوال التشكيل العربي.

و“لغز الفن“ من إصدارات دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 2021، ويقع في 268 صفحة من القطع المتوسط.

ويُثير الكتاب جدلا حول الفنون العربية المعاصرة وارتباطها بالموروث الفني أو فكها منه، ليفكك مفهوم الحداثة لدّى الفنانين العرب، ويتطرق لفرضياته؛ وإن كانت تهدف إلى الارتباط الوثيق بالفنون الغربية، أم تمثل النزعة على التفرد والاتجاه شرقا، بحثًا عن الهوية الخاصة.

ويقول معلا في كتابه: ”غالبا ما يتحدث جيل المحدثين في التشكيل العربي المعاصر عن آثار الصدمة والدهشة، التي لاقوها مقابل الأعمال المتميزة للقرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين في أوروبا، ومدى تأثير هذه المواجهة على التغيرات الإبداعية، التي لحقت فيما بعد بالأحلام والتطلعات، التي كانوا يضمرونها لاستيعاب جذورهم البصرية“.

ويرى معلا في كتابه، أن تضارب الفرضيات جعل الفنون العربية تقع في إشكاليات متعلقة بالتبعية والحداثة وتسارع الأحداث، ما يوجب على الباحثين دراسة المعضلة وتحليلها للوصول إلى فهم أوضح لمرحلة ما بعد الحداثة، والابتعاد عن النسج على منوال التجارب السابقة.

ويُشير الكتاب إلى قضية اغتراب التشكيل العربي، والحاجة الملحة إلى إعادة تنظيم الواقع التشكيلي، الذي طاله الخراب بفعل انتهاك بنيته التقليدية وعدم اسـتطاعة المؤسسات والأكاديميات والجمعيات والنقاد تقديم مبرات أو تحليلات تقف على استيعاب ما يجري وما يتحرك بسرعة في إطار المشهد العام.

كما يرى ”معلا“ وجود ضرورة إعادة النظر في آلية حوار الثقافات؛ إذ يقول في كتابه: ”المعروف أن الاهتمام بالحوار بين الشرق والغرب كان مثار جدّل دائم، لتعالي النظرة الغربية في سبل المبادلة التي يقتضيها هذا الحوار، ولما يعكسه هذا التعالي من لبس وخلط يبعد إمكانات الالتقاء على نتائج يمكن أن تكون مفيدة للطرفين؛ سواء في المسائل الثانوية والهامشية أو تلك المركزية والرئيسية“.

ويشير معلا، إلى أن الندية من أهم أسس التبادل الثقافي السليم، وأن التسلط العسكري والتطرف الديني يعيق التلاقح الحضاري.

واعتبر الكتاب، أن العمل الفني في جزء مهم منه، يشكل تساؤلات يطرحها الفنان على نفسه، بغية تحقيق ولادة جديدة؛ حيثُ يقول: ”نحن نحاول تحويل عوالمنا إلى صور، والصور إلى سرد، ويختلف الناس في إدراك عوالمهم وقدراتهم لتسخر تلك الصور وجعلها مادة للسيطرة على الطبيعة، المرئية والكامنة؛ وهنا يبرز التساؤل: هل تكون الصورة في موقع مبدعها ومكان ما يوازيها في الواقع بعد أن تنفي الأشياء والعوالم المكونة لها؟“.

مشروع ثقافي طموح

ويعمل الباحث حاليًا على إنجاز مؤلفات أخرى متعلقة بالتعمق النظري والتأسيسي في فضاءات النقد الفني التشكيلي المعاصر، مع مراعاة الارتباط بالتوجهات النقدية المختلفة بأطروحات القرن المنصرم، حيثُ تعتمد مؤلفاته على المنهج التحليلي، بحكم واقع الفن العربي وصلاته بالفنون الإنسانية.

وفي حديث خاص لـ“إرم نيوز“؛ قال معلا: ”مشروعي الثقافي يرافقني باستمرار في الفضاءات النقدية والمؤتمرات التي تعقد لهذه الأسباب، وكتاب (لغز الفن) خطوة في تفكيك بعض هذه الإشكاليات التي مازالت تبحث عن منهج“.

وأضاف: ”إذا كان كتابي (لغز الفن) يحتوي على مجموعة مقالات تصب في اتجاه واحد، فإن الكتب اللاحقة ستكون أكثر تحديدا؛ كمراجعة تركيبية للنظرية النقدية الاجتماعية، والنقد المؤسسي، والنقد الثقافي، فضلا عن خلفيات مثل هذه الكتابات وانعكاسها على الواقع التشكيلي والبصري العربي ومرجعياته التمثيلية وطموحاته المستقبلية“.

"إرم"