نشر بتاريخ: 2021/05/26 ( آخر تحديث: 2021/05/26 الساعة: 10:37 )

"الموريتاني".. فيلم ملحمي يوثق كابوس الاعتقال في غوانتانامو

نشر بتاريخ: 2021/05/26 (آخر تحديث: 2021/05/26 الساعة: 10:37)

يصور الفيلم الأمريكي ”الموريتاني/The Mauritanian“ الصادر في مارس/آذار 2021، تجارب مؤلمة لسجين موريتاني في معتقل غونتانامو الأمريكي، سيئ السمعة.

والعمل مأخوذ عن كتاب ”يوميات غوانتانامو“ الصادر العام 2015 للمهندس الموريتاني محمدو ولد صلاحي، الذي تخرج في جامعة هامبورغ الألمانية، وسجنته الولايات المتحدة في قاعدة غوانتنامو العسكرية دون توجيه اتهامات منذ العام 2002 حتى الإفراج عنه في العام 2016.

ويوثق العمل تفاصيل حياة صلاحي في المعتقل، ومعاناته من غياب التهم والمحاكمة العادلة أو دعمه بدفاع قانوني، إلى أن يُفتَح ملف القضية بعد 14 عامًا لتتكشف حقائق مريرة لا إنسانية وخفايا القضية والفساد الذي يلفها.

وتعبر المحامية نانسي هولاندر المدافعة عن حقوق الإنسان عن رغبتها بتولي قضية الشاب الموريتاني بعد اطلاعها على ملفه، إذ تبين أنه اعتُقِل من منزله، واختفى لمدة 3 أعوام دون معرفة أي خبر عنه.

وتبدأ هولاندر بإجراء اتصالات مكثفة للبحث عن مكانه، وتعلن أمام الجميع عن رغبتها في تمثيله والدفاع عنه، وتعبر المحامية عن استيائها من تصرفات الحكومة الأمريكية واعتقالها التعسفي لأكثر من 700 شخص في غوانتانامو دون محاكمات أو توجيه تهم واضحة.

ودعم موقف المحامية وإصرارها على تبني القضية، ضابط شجاع من داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية، يُكلَّف بتشكيل محكمة تبحث في قضايا المعتقلين.

ونستشف من ملف السجين ”صلاحي“ أن هناك شكوكًا حول اعتباره مشتبهًا به بالقتال مع تنظيم القاعدة في أفغانستان خلال تسعينيات القرن الماضي، والتورط في أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.

ويركز العمل على طبيعة حياة ”صلاحي“ وما تعرض له من تعذيب ممنهج أثر على شخصيته وحوّله إلى شخص انعزالي غارق في حزنه، وخوفه، وصمته، ليظهر ككائن مقهور خاضع مستسلم مهدور الكرامة.

وتعرض الفيلم لهجوم لاذع من قبل النقاد إذ أشار بعضهم إلى أن العمل لم يرصد معاناة ”صلاحي“ بدقة، واعترضوا على التفاوت بين المذكرات المكتوبة والفيلم، مع بروز حلقات مفقودة لم تحظَ بتسليط الضوء المطلوب.

واعتبر آخرون أن سيناريو الفيلم لا يرقى إلى هول المعاناة الحقيقية التي تعرض لها صلاحي، إذ أغفل السيناريو كثيرًا من النقاط المهمة في المذكرات، وقفز عن أحداث كان يمكنها إضفاء المصداقية للعمل أكثر من ذلك، وعلى الرغم من هفوات السيناريو إلا أن العمل يتميز بواقعيته التاريخية، ما يزيد من عنصر التعاطف والمصداقية.

وجاء إيقاع العمل بطيئًا وهادئًا في قسمه الأول، وتصاعدت الأحداث تدريجيًا في قسمه الثاني خلال تصوير معاناة ”صلاحي“ في السجن وتعرضه للتعذيب، ونشهد براعته في إيصال شعور الخدر الجسدي إلى المُشاهد لينقلنا إلى الهلوسات العقلية والتعذيب النفسي.

والفيلم من إخراج كيفن ماكدونالد، وسيناريو إم ترافن، وروري هينز، وسهراب نوشيرفاني، وشارك في بطولته النجمة جودي فوستر، الحاصلة على جائزة الأوسكار مرتين، والممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم، إلى جانب شايلين وودلي، وبنديكت كومبرباتش.

"إرم"