نشر بتاريخ: 2021/06/22 ( آخر تحديث: 2021/06/22 الساعة: 10:08 )

مكتبة "العالم الثالث".. "قبلة المثقفين" في الجزائر ودعامة فكرية للتغيير

نشر بتاريخ: 2021/06/22 (آخر تحديث: 2021/06/22 الساعة: 10:08)

سلط تقرير لصحيفة ”لوموند“ الفرنسية، الضوء على مكتبة ”العالم الثالث“ الواقعة في العاصمة الجزائرية، واصفا إياها بأنها ”واحدة من الدعائم الفكرية للتغيير“ في البلاد.

ويقول التقرير، إن المكتبة ”ومنذ افتتاحها في عام 1964، تبنت الدفاع عن نظرة منفتحة وناقدة للبلاد في وقت تتصدى فيه السلطات للاحتجاجات“.

ويضيف أنه ”في هذه المكتبة التي تمثل قبلة المثقفين في الجزائر، تتكدس الكتب بشكل بارز على الرفوف بنكهة الحراك والأغاني الملتزمة وشعارات الحرية، وتنتشر مؤلفات عن الحراك والرهانات السياسية والديناميات الاجتماعية“.

ويتابع التقرير، أنه ”في الوقت الذي قاطع فيه ناخبون جزائريون الانتخابات التشريعية في 12 يونيو لاعتقادهم أنها لن تغير شيئا، فإن مطالب الحراك تشق طريقها في أماكن أخرى غير مراكز التصويت، وخاصة في المكتبات، ولا سيما مكتبة العالم الثالث“.

قلب نابض

تقع مكتبة العالم الثالث في مكان ”مليء بالذكريات“، بحسب الصحيفة التي قالت: ”أتت أجيال كاملة من الجزائريين لفتح آفاقهم في المكتبة بعد أن افتتحها عام 1964 المؤرخ الشهير محمد الحربي، وفيها لا يشتري الناس الكتب هناك فحسب بل يتم توقيع الإهداءات والمناقشات والمحاضرات في الطابق الأول“.

ووصف التقرير، هذه المكتبة، بأنها ”القلب النابض للحياة الأدبية في الجزائر“.

عند الدخول للمكتبة، لا بد من مصادفة بائع الكتب الستيني عبدالرحمن علي بك، الذي يقابل الزبون بابتسامة قائلا: ”اقرأ الكتاب في المنزل بهدوء وأعده حين إنهائه“.

وخلال الحقبة الاشتراكية كانت مكتبة العالم الثالث آنذاك إحدى الشركات الرائدة في مؤسسة حكومية هي الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، وكانت الكتب المدعومة في الجزائر رخيصة جدا، لدرجة أن البعض أتوا من أوروبا للتسوق هناك.

لكن بعد انهيار الاشتراكية خلال الثمانينيات، ظهرت عمليات بيع كبيرة في القطاع الخاص، وتم بيع العديد من المكتبات في الجزائر العاصمة لفتح محال للملابس المستعملة وتجار البيتزا، بحسب تقرير ”لوموند“.

”صراع وجودي“

ويقول التقرير: ”لكن في مكتبة العالم الثالث رفع عبدالرحمن علي بك علم المقاومة، وكأن إنقاذ الكتاب بالنسبة إليه صراع وجودي، كما كان يخوض القتال على جبهة أخرى أيضا هي محاربة التطرف، حيث يعطي بائع الكتب مكان الصدارة للفرنكوفونية التي كانت موضع شك كبير في ذروة العقد الأسود (التسعينيات) وكان التخويف واضحا آنذاك“.

"الحقل المحترق" للكاتب ريان الشيباني.. نقل سردي لمرحلة فارقة في تاريخ اليمن

رواية "المئذنة البيضاء" للكاتب يعرب العيسى.. نزعة الإنسان إلى الأسطورة

ويستذكر عبدالرحمن علي بك تلك المرحلة قائلا: ”تلقينا تهديدات بالقتل عبر الهاتف“.

ومع وصول عبدالعزيز بوتفليقة إلى السلطة، اشترى إسماعيل أمزيان المكتبة، وهو رئيس طبعات القصبة وصاحب الوزن الثقيل في القطاع، وتم حفظ المؤسسة، وكان تدشين مكتبة العالم الثالث بالمظهر الجديد حدثا في الجزائر العاصمة.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: ”يبدو اليوم بائع الكتب في الجزائر منزعجا من الفساد والبيروقراطية، حيث تسعى الإدارات إلى الخلاف معه حول الطوابع والتأشيرات والموافقات الأخرى لاستيراد الإصدارات الجديدة من الخارج“.

"إرم"