نشر بتاريخ: 2018/12/08 ( آخر تحديث: 2018/12/08 الساعة: 14:14 )

خاص|| الغضب يحرق الشانزليزيه

نشر بتاريخ: 2018/12/08 (آخر تحديث: 2018/12/08 الساعة: 14:14)

شعبان قاسم

مع دخول تظاهرات "السترات الصفراء" في فرنسا أسبوعها الرابع، صعد المتظاهرون من مطالبهم التي بدأوها بإلغاء الضرائب التي فرضها رئيس البلاد إمانويل ماكرون، على  الوقود، ورغم استجابة الأخير للمطلب إلا أنها جاءت متأخرة ما دفع المتظاهرون لرفع سقف مطالبهم منادين برحيل ماكرون.

31 ألف متظاهرًا في الشانزليزيه

شهدت مظاهرات "السترات الصفراء"، السبت، صدامات بين قوات الأمن والمحتجين الذين تجمعوا في جادة الشانزليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس، واعتقلت السلطات أكثر من ألف شخص في كافة أنحاء البلاد، بينهم 651 شخصا في باريس وحدها، وبلغت أعداد المشاركين عند منتصف النهار قرابة 31 ألف متظاهر في جميع أنحاء فرنسا.

وقالت مصادر أمنية إنه جرى وضع 724 من الموقوفية قيد الاحتجاز، بينهم 536 في باريس، بينما تم الإفراج عن الآخرين.

وشهدت العاصمة باريس عند منتصف نهار السبت، صدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين استخدمت خلالها الشرطة الغاز المسيل للدموع.

المدرعات في مواجهة المتظاهرين

مع ارتفاع حدة المصادمات بين قوات الأمن الفرنسية وأنصار حركة السترات الصفراء في باريس، دفعت السلطات إلى نشر مدرعات للمرة الأولى في العاصمة منذ سنوات، في وقت ارتفع عدد الجرحى والموقوفين من المتظاهرين الذين رفعوا سقف مطالبهم نحو إقالة الرئيس إيمانيول ماكرون.

وأظهرت لقطات فيديو قوات الأمن وهي تنشر 14 مدرعة في محيط قوس النصر في باريس، في محاولة لإبعاد المتظاهرين الذين يخرجون إلى الشوارع للأسبوع الرابع على التوالي.

وكانت السلطات الفرنسية تعهدت، الأسبوع الماضي، بنشر مدرعات في الشوارع لم تستخدم منذ أحداث الشغب التي شهدتها ضواحي باريس في 2005، في خطوة وصفت بأنها استثنائية لمواجهة تظاهرات السبت.

لكن لم يبد أن هذه الخطوة قد نجحت في الحد من الاحتجاجات، التي عادت للتجدد في محيط قوس النصر في باريس، ليرد الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع.

إغلاق المتاجر  وبرج إيفل

مع تصاعد الاحتجاجات أعلنت السلطات الفرنسية إغلاق برج إيفل ومتحفي لوفر وأورسي والمتاجر الكبرى بباريس، وفرضت قيودًا على حركة السير، كما أغلقت عددًا من محطات المترو.

وأعلنت نقابة الشرطة الفرنسية "Vigi"، أمس، إضرابا مفتوحا يبدأ اليوم، تزامنا مع الإضراب الذي أعلنت عنه ما يسمى حركة "السترات الصفراء"، التي تنفذ احتجاجات منذ 17 نوفمبر، وفق ما ذكرت الوكالة الروسية نوفوستي.

وصرح نقيب الشرطة ألكساندر لانجولا لوكالة "نوفوستي" الروسية، بأن أفراد الشرطة لن ينضموا إلى الاحتجاجات التي تنظمها "السترات الصفراء" لكنهم يريدون تقديم الدعم لهم.

وقال نقيب الشرطة الفرنسية: "الدولة تتعامل مع معظم أفراد الشرطة كالحيوانات، وساعات العمل طويلة جدا دون انقطاع، ويرسلون في غيابنا أشخاصا ليست لديهم كفاءة في التعامل مع المحتجين".

وأضاف: "سنسير في الاحتجاجات رافعين بنرات بهدف التعبير عن دعمنا للمطالبات بزيادة القوة الشرائية لدى المواطنين، ولأي شرطي يستجيب للإضراب عن العمل الحق في الانضمام إلى زملائه أثناء الاحتجاجات".

مدينة أشباح

وبدت باريس في معظم أجزائها كما لو كانت مدينة أشباح في وقت مبكر السبت، حيث أغلقت المتاحف والمتاجر في يوم كان يفترض أن يكون للتسوق في أجواء احتفالية قبيل عيد الميلاد، وفق "رويترز".

وكان عدد السائحين قليلا وناشدت السلطات السكان البقاء في منازلهم قدر المستطاع. وأُغلقت عشرات الشوارع أمام حركة المرور كما أغلقت متاحف ذات شهرة عالمية مثل متحف أورسيه واللوفر ومركز بومبيدو، إلى جانب وبرج إيفل أبوابها.

وغطيت العديد من المتاجر بألواح لحمايتها من النهب وأزيلت مقاعد الشوارع والمواد المستخدمة في مواقع البناء لتجنب استخدامها كمقذوفات.

 ماكرون غائب

ولم يظهر ماكرون نفسه، الذي يطالب المحتجون بإقالته، إلى حد كبير في الأيام الأخيرة، تاركا رئيس وزرائه وحكومته يحاولون التفاوض مع المتظاهرين.

وقال رئيس الوزراء، إدوار فيليب :"سنبذل قصارى جهدنا ليمر اليوم دون عنف كي نستطيع مواصلة الحوار الذي بدأناه.. في ظل أفضل ظروف ممكنة".

وبدوره، قال وزير الداخلية، كريستوف كاستانير :" أخذنا الاستعداد لرد قوي"، داعيا المحتجين السلميين إلى عدم التواجد في المكان ذاته مع "مثيري الشغب".

المتظاهرون يزحفون لقصر الرئاسة

أطلقت قوات الأمن الفرنسية، وابلا من قنابل الغاز المسيلة للدموع على أنصار حركة السترات الصفراء، الذين تظاهروا وسط العاصمة، باريس، في بداية أسبوع جديد من تظاهرات الحركة التي خرجت احتجاجا على رفع أسعار الوقود.

وذكرت قناة سكاي نيوز أن الشرطة أطلقت قنابل الغاز، في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في محيط قوس النصر الشهير بباريس، مشيرة إلى أن المتظاهرين كانوا يريدون الوصول إلى القصر الرئاسي، إلا أن قوات الأمن منعتهم.

وأظهرت لقطات فيديو تعرض عدد من أعضاء هذه الحركة إلى الإغماء نتيجة استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.

ارتفاع منسوب التوتر

واضافت القناة أن منسوب التوتر ارتفع في محيط قوس النصر وسط باريس في وقت لاحق، فأطلقت قوات الأمن المزيد من قنابل الغاز صوب المتظاهرين.

ورغم كثافة قنابل الغاز التي سقطت على المناطق التي يتظاهر فيها أنصار حركة السترات الصفراء، إلا أن أعدادهم ازدادت، ولم تقف الأمطار عائقا أمام توافد المزيد منهم.

وأشارت إلى أن المتظاهرين حاولوا الوصول إلى القصر الرئاسي عبر طريق فرعي في جادة الشانزليزيه المجاورة، إلا أن قوات الأمن شكلت حائطا أمنيا منعهم من الوصول إلى هدفهم.

وصرح أحد أعضاء الحركة بأن هدفهم الآن الوصول إلى القصر الرئاسي، فيما طالب عدد من أنصار الحركة بإقالة الرئيس إيمانويل ماكرون.

تكتيك مختلف

من جانبه، تحدث وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستنير، عن اتباع السلطات لما وصفه بـ"تكتيك مختلف" في التعامل مع المتظاهرين، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل حول التكتيك.

وقال في تصريحات سابقة إنه لا يتوقع أن يشارك سوى "بضعة آلاف" في تظاهرات باريس، لكنه تحدث عن وجود "أفراد يتسمون بالعنف الشديد" بينهم، وفق "فرانس برس".

وقبل عدة أيام، أعلنت السلطات الفرنسية أنها تستعد لتظاهرات، السبت، بتدابير أمنية استثنائية، تشمل نشر نحو 89 ألف عنصر أمني، فضلا عن عربات مدرعة لم تستخدم منذ أعمال الشغب التي شهدتها ضواحي باريس في 2005.

وتوقعت السلطات أن تقع أحداث شغب خلال التظاهرات بعدما دعت حركة "السترات الصفراء" إلى تظاهرات جديدة، للأسبوع الرابع على التوالي.

التظاهرات تمتد لبلجيكا

وفي بروكسل، أوقفت السلطات البلجيكية نحو 70 شخصا السبت قبل تظاهرة السترات الصفراء في العاصمة، حيث أغلق الحيّ الذي تقع فيه مقار الهيئات الأوروبية بشكل كامل، بحسب ما أفادت الشرطة المحلية.

وتجمّع عشرات الأشخاص قبيل ظهر السبت في موقعين في بروكسل من دون تسجيل أعمال عنف، وفق "فرانس برس".

وكانت العاصمة البلجيكية شهدت في 30 نوفمبر الماضي، تظاهر المئات وسرعان ما تحول الأمر إلى أعمال شغب، حيث أحرقت آليتان للشرطة.

ترامب يعلق

علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، على مظاهرات "السترات الصفراء"، التي تجتاح المدن الفرنسية منذ 17 نوفمبر الماضي، منتقدا اتفاق باريس للمناخ.

وقال ترامب، في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إن "اتفاق باريس لا يسير على نحو جيد بالنسبة إلى باريس"، مضيفا: "المظاهرات وأعمال الشغب في أرجاء فرنسا".

وتابع الرئيس الأمريكي أن "الفرنسيين لا يرغبون في دفع مبالغ ضخمة من الأموال لدول في العالم الثالث تسيرها أنظمة مشبوهة بهدف حماية البيئة على ما يبدو".

الأمر لم ينته بعد.. والساعات القادمة ستشهد تطورات في الأحداث، بعدما رفض المتظاهرون تراجع "ماكرون" عن قراراه بزيادة أسعار الوقود، فهل ينصاع المتظاهرون لمطالب الانسحاب من الشارع، ومنح السلطات فرصة لتدارك أخطائها، أم تستمر التظاهرات حتى رحيل ماكرون.