نشر بتاريخ: 2018/12/12 ( آخر تحديث: 2018/12/12 الساعة: 13:34 )

خاص|| عائلة الشهيد جهاد أبو جاموس: الاحتلال اغتال عائلنا الوحيد.. والمؤسسات الاجتماعية تركتنا للموت

نشر بتاريخ: 2018/12/12 (آخر تحديث: 2018/12/12 الساعة: 13:34)

شعبان قاسم: داخل شقة متواضعة جلست السيدة العظيمة أم الشهيد جهاد أبو جاموس، تنعي ولدها الذي اغتالته رصاصات الغدر الإسرائيلية، فالراحل لم يكن ابنًا عاديًا، فقد كان بمثابة النور الذي تنظر به الأسرة التي فقد كل أفرادها نظرهم.

نجى جهاد أبو جاموس "31 عاما" من مرض وراثي يتسبب في فقدان البصر،  طال جميع أفراد عائلته المكونة من سبعة أفراد، ليكون هو "عين العائلة الكفيفة"، يلبي حاجاتها، ويرعى مصالحها، إلا أن رصاصات الاحتلال لم ترحمه فاغتالته خلال مشاركته في مسيرة العودة الكبرى التي تزامنت مع يوم الأرض.

مع غياب "الشهيد أبو جاموس" فقدت الأسرة كل أملها في الحياة وسد العوز التي كان يؤمنها لها "الراحل".

تقول الأم الثكلى إن أسرتها مكونة من 13 شخصًا، بينهم 5 فتيات مكفوفات، تعاني من سوء المعيشة وعدم القدرة على رعاية الأسرة، وتريد أي جهة لرعايتها وإعانتها على مواجهة هذه الحياة التي ازدادت صعوبة على صعوبتها.

وانتقدت الأم غياب الجهات التي ترعى أسر الشهداء، وكذلك المحتاجين للمساعدة، قائلة: "مفيش أي جهة بتسأل عنا ولا أي شخص بيساعدنا، فيش جهة تدور علينا، فيش جهة تقولنا وين إنتوا، وضعنا صعب، وتعبنا من هذه العيشة"، لافتة إلى أنها بالإضافة إلى رعاية الفتيات الكفيفات فإنها تعاني من بتر في القدم والسكر والضغط.

خلال مراسم التشييع كان والد الشهيد "أبو جاموس" يجلس قرب رأس الجثمان، يتحسس وجه ابنه الشهيد، وخلفه باقي العائلة الكفيفة، وراح يقول بصوت مكتوم: "يارب، رجع لي بصري لأشاهد ابني ولو لمرة واحدة".

وبصوت يتخلله الحرمان عادت "أم جهاد" لتقول: "رغم الوجع أنا فخورة باستشهاد ابني، فكم كنت أتمنى أن أكون "أم الشهيد" وواحدة من خنساوات فلسطين اللواتي يقدمن الغالي والنفيس لأجل الأرض"، واصفة نجلها بأنه "كان حنوناً وشيمته الطيبة وكل الناس تشهد على أخلاقه واحترامه، ومنذ صغره وهو يحب بلاده ونفسه يرجعلها".

وتضيف " كان يشتغل ويعيل اولاده وشايل مسؤولية اخوانه واخواته فاقدين البصر، وكان هو بصرهم ويوصلهم لمدارسهم ولمصالحهم ويمشي امور حياتهم، وهلقيت فقدنا المعيل والبصر والسند.

كل أمل أسرة الشهيد جهاد أبو جاموس هو ايجاد من يعيلهم، وينتشلهم من معاناتهم التي فرضت عليهم، بسبب واقع الحال والحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال على قطاع غزة، مؤكدين أنهم برحيل "جهاد" أصبحوا في عداد الموتى، إن لم تتحرك أي مؤسسة لانهاء معاناتهم.