لتحمل الأجيال الجديدة رايات الكفاح في عملية الصمود والاستمرارية
في ذكرى انطلاقة فتح الـ53.. القائد دحلان يدعو لتعزيز الجبهة الداخلية ورص الصفوف
في ذكرى انطلاقة فتح الـ53.. القائد دحلان يدعو لتعزيز الجبهة الداخلية ورص الصفوف
الكوفية دعا القائد الفلسطيني محمد دحلان، إلى الوحدة الوطنية ورص الصفوف وتوحيدها وتجاوز كل الخلافات والجراح، لمنح الغطاء اللازم للقيادة الحالية.
وقال دحلان في تصريح له عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) مساء اليوم الأحد، "عام آخر انقضى دون أن نبلغ أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال، لكن ذلك لم ولن يحبط هممنا على مواصلة النضال الوطني، بل يزيده وقودا وعزما لتحمل الأجيال الجديدة رايات الكفاح في عملية الصمود و الاستمرارية".
وأضاف القائد دحلان، "الواجب الوطني يفرض علينا تجاوز السلبيات والخطايا وتركيز انتباهنا وتعزيز جبهتنا الداخلية في مواجهة الخطر القائم والقادم هو الأقسى"، داعيا الجميع إلى منح هذه القيادة شبكة الأمان اللازمة إلى حين إنعقاد اجتماعات مؤسساتنا وأطرنا لاتخاذ ما يلزم من قرارات مصيرية منتظرة.
وأضاف، "جيل انطلاقة فتح بقيادة زعيمنا الراحل أبو عمار و رفاقه، مرورا بجيل صمود بيروت الأسطوري عام 1982 وجيل الانتفاضة الأولى والثانية، وصولا إلى جيل انتفاضة القدس يحلم المحتل الغاصب ويتوهم بقدرته على إطفاء شعلة كفاحنا الوطني، ونحلم نحن ونعمل من أجل رفع أعلام فلسطين فوق كنائس القدس و مساجدها، وهي معركة متواصلة بين الحق والباطل، بين الماضي والمستقبل، و إنا لمنتصرون".
وأكد دحلان، أن ذكرى انطلاقة فتح ليست مناسبة للاحتفال، بل لتجديد العهد والمسيرة، ولأجل ذلك اعتدنا على إيقاد شعلة الانطلاقة إيذانا ببدأ عام جديد من النضال والتضحية والعطاء، ولن تنطفئ شعلتنا، شعلة فتح ما دام هناك شبل فلسطيني، أو زهرة فلسطينية ترفع علم فلسطين وتتقدم الصفوف والعدو المحتل يعلم ويدرك ما يرعبه و يزلزله برؤية الفتاة الفلسطينية المقدامة عهد التميمي وهي تتقدم الصفوف رافعة علم فلسطين خفاقا عاليا.
وعن الوضع الفلسطيني الداخلي قال القائد دحلان، "بقدر ما يحق لنا أن نفخر ببطولات شعبنا، بشهدائنا وأسرانا الأبطال، نحزن ونتألم أكثر لواقع حالنا الداخلي، و بقدر ما نفخر بتضامن العالم أجمع موحدا معنا، نحزن ويؤلمنا انقسامنا و فرقتنا الداخلية، وبقدر ما نشكر العالم على دعمه المادي والمعنوي لنا، نكابد مرارة أن يعاقب بعضنا البعض بقسوة غير مسبوقة، فلم يعاقب أحد شعبه كما تعاقب القيادة الرسمية أهلنا في قطاع غزة، بل لم يعاقب أحد شعبنا كما تعاقبه قيادته المفترضة، و ما لم ينتهي الانقسام و فورا، وما لم نسترد وحدتنا الوطنية ونعيد تجديد و بناء مؤسساتنا الوطنية، فإن كل الإنتصارات السياسية ستتبخر و تتلاشى، وفي غياب العدل والعدالة، وغياب توفير الحد الأدنى لحياة آدمية لأهلنا، وفي ظل إنفاق مليارات الدولارات سنويا بالتزامن مع حرمان أهلنا من الماء والكهرباء والخبز والدواء لا نستطيع أن ندعي الوقوف إلى الجانب الصحيح من القيم والأخلاق والسلوك الوطني، و ذاكرة شعبنا سوف لن تنسى هذه الصفحة المخزية من تاريخنا الراهن".
وتابع :"مع كل ذلك، و مع كل ما نشعر به من مرارة و ألم، فقد أعلنت وأعلن مجددا بأن لا شيء يعلو على المصلحة الوطنية العليا، ولا صوت يعلو فوق صوت شعبنا، و لأجل ذلك عملنا ونعمل على رص الصفوف وتوحيدها متجاوزين كل الجراح، لنمنح الغطاء اللازم للقيادة الحالية، لا لأنها تستحق ذلك، بل لأن الواجب الوطني يفرض علينا تجاوز السلبيات والخطايا وتركيز انتباهنا وتعزيز جبهتنا الداخلية في مواجهة الخطر القائم والقادم هو الأقسى، و نتعهد بمواصلة ذلك، بل و ندعو الجميع إلى منح هذه القيادة شبكة الأمان اللازمة إلى حين إنعقاد اجتماعات مؤسساتنا و أطرنا الفلسطينية لاتخاذ ما يلزم من قرارات مصيرية منتظرة".
وأوضح دحلان، أن الأيام القادمة حبلى بالأحداث في ظل سعي الغاصب الإسرائيلي لإعلان ضم القدس والضفة الغربية أو أجزاء كبيرة منها إلى ما يسمى بالسيادة الإسرائيلية، وعلينا أن نكون بمستوى التحديات القادمة سياسيا و وطنيا وميدانيا، ومن سيخلي بشعبه أو يتخلى عنه فإن عليه أن ينتظر ردود أفعال شعبنا وأحكامه التاريخية.
وأشار دحلان، أنه بسبب الظروف الصعبة لشعبنا والمواجهات الشرسة التي يخوضها مع الاحتلال وما يصاحبها من عطاء و تضحيات غالية، فقد قررنا بقيادة تيار الإصلاح الديموقراطي الاكتفاء بفعاليات محدودة في ذكرى الانطلاقة، وخاصة المشاركة الفاعلة في إيقاد شعلة الانطلاقة تجديدا للعهد وإلتزاما بقيم و روح فتح، إلى جانب عدد من الفعاليات الاجتماعية و النضالية الواجبة تجاه عائلات شهداء فلسطين وأسراها الأبطال، وأرجو من إخوتي جميعا وفي مختلف ساحات تواجدهم الالتزام بذلك احتراما وتقديرا لظروف شعبنا.
وختم القائد محمد دحلان، قوله،"لنعاهد الله والوطن، لنعاهد شعبنا بأننا على الدرب سائرون مهما كان الثمن، فلن نهدأ أو نرتاح قبل قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس طال الزمان أو قصر، و إنها لثورة حتى النصر".