رغم تأثيراته السلبية..
الحصار وارتفاع تكلفة الطاقة يدفعان سكان غزة إلى استخدام الوقود البدائي
الحصار وارتفاع تكلفة الطاقة يدفعان سكان غزة إلى استخدام الوقود البدائي
الكوفية غزة: في أحد أقدم أحياء مدينة غزة، تجمع سعدية الملالحة الفروع الجافة التي تجدها على جانب الطريق ثم ترص الكومة في حرص وتحملها على رأسها عائدة للمنزل كي تشعل النار وتطهو الطعام لطفليها.
يزداد الشتاء قسوة عاما بعد آخر ويدفع الارتفاع الحاد في أسعار الغاز وتكرار انقطاع التيار الكهربائي، كثيرين من سكان غزة إلى اللجوء على نحو متزايد للحطب، الذي يقول الخبراء إنه قد يضر البيئة.
وقالت سعدية، وهي تجلس أمام حفرة أشعلت فيها النار أمام منزلها "إحنا بنستخدم النار لأنه إحنا فش عنا دخل نعبي غاز، كيف بدنا نعيش؟ كيف بدنا نطعم أولادنا، كيف بدنا ناكل إلا على النار؟"
وبسبب زيادة الطلب، اتجه سمير حجي وأبناؤه الثلاثة لقطع الأخشاب وبيع الحطب في قطاع غزة الساحلي الضيق الذي يقطنه نحو 2.3 مليون نسمة وتفرض عليه إسرائيل حصارا محكما.
وقال حجي، الشرطي السابق، وهو يقف بجوار أكوام من خشب أشجار الزيتون "فيه إقبال على الحطب كويس لأنه اليوم الغاز غالي والكهربا بتقطع 8 ساعات وأحيانا أكثر".
ويصل سعر الكيلوغرام الواحد من الحطب إلى شيقل، وتحتاج بعض الأسر لنحو خمسة كيلوغرامات في اليوم وبعضهم يجمعه من الشوارع، أما تكلفة ملء أسطوانة غاز طهي سعتها 12 لترا فبلغت ما يصل إلى 72 شيقل في 2022، ارتفاعًا من 63 شيقل (18 دولارا) قبل عام.
أما استعمال السخانات الكهربائية فهو أكثر كلفة، ويشكو السكان من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة.
لكن الخبير البيئي نزار الوحيدي، وهو أيضا مسؤول سابق في وزارة الزراعة، يحذر من تبعات استعمال الحطب على نطاق واسع ويقول إنه قد يضر بصحة الناس ويتسبب في أضرار بيئية، قائلا "هذا الأمر أدى لحدوث مشاكل أخرى منها التلوث البيئي ومنا التأثير السلبي في مسألة الاحتباس الحراري".