خاص بالفيديو|| عبدالله المصري.. هاجر من غزة بحثًا عن حياة كريمة فارتقى شهيدًا
خاص بالفيديو|| عبدالله المصري.. هاجر من غزة بحثًا عن حياة كريمة فارتقى شهيدًا
خاص: يفرّون من الموت إلى الموت، تتقاذفهم الأمواج المتلاطمة بين شد وجذب، دون رأفة أو رحمة، متشبثون بأحلامهم وآمالهم، يمدون أيديهم إلى الحياة، عسى أن تحتضنهم، وتفيض عليهم حبًا وعطاءًا، إلّا أن محاولاتهم بائت عبثًا، فالأرض تفتح فمها لهم، تغريهم بابتسامتها الصفراء ولا تلبث أن تضمهم في أحضانها، تعتصرهم بين أضلعها.
ووفقًا لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، عام 2018، بلغ عدد العاطلين عن العمل في قطاع غزة، أكثر من 255,000 عاطل، في حين بلغت نسبة الفقر في القطاع نحو 80% من سكان غزة بينهم 53% يعيشون في فقر مدقع، تلك الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والظروف المعيشية الصعبة، الناتجة عن الحصار الإسرائيلي الخانق لقطاع غزة، إضافة إلى العقوبات المفروضة من قبل السلطة الفلسطينية، ضد أهالي القطاع، كل ما سبق دفع نحو 40% من شباب غزة إلى التفكير في الهجرة، سواء كانت شرعية أو غير شرعية، حسبما أفادت استطلاعات للرأي أجريت العام الماضي في القطاع.
عبد الله المصري نموذجًا
الشاب عبدالله محمد المصري، واحدًا من الذين شعروا بالغربةِ داخل وطنهم، واستعصت عليهم الحياة ونبذتهم، داخل أسوار مدينتهم منذ ما يزيد عن ثلاثة عشر عامًا، فحمل أحلامه وآماله ومضى يبحث عن الحياة خارج أسوارها، فلفظته بكل قسوة، ليلقى حتفه غريقًا، وقد غُسل من أدران الحياة، وأحقادها.
لم تكف والدة عبدالله عن البكاء، منذ لحظة وصولها خبر وفاة فلذة كبدها، الذي لم تره لأكثر من سبعة أشهر إلا بصورٍ كان يرسلها له طوال تلك الفترة التي قضاها في جمهورية الجزائر قبل أن يهم بمغادرتها إلى أوربا واختار البحر طريقًا له نحو مبتغاه.
تُعبر عن حزنها الشديد على فقدان نجلها، وهي تقبل صورته وتروي لنا عن ما كان يتميز به من تحمله مسؤولية أسرته به كونه الأكبر بينهم خاصة بعد مرض والده وهذا ما دفع عبدالله للتفكير بالهجرة إلى خارج الوطن فضلًا عن الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة من قلة فرص العمل وانتشار البطالة.
كان يدرك أن الحياة صعبة ولن ينفع أحد فيها سوى نفسه، وعليه كان قراره بالسفر والهجرة حاملًا آماله وطموحاته، باحثًا عن تحقيق حياة معيشية أفضل له ولعائلته.
يقول والده محمد المصري: "صدمة كبيرة علينا لم نستطع تحمل خبر وفاته الذي تلقيناه باتصال هاتفي من أحد أصدقائه، أنه فقدت آثاره بعد انقلاب الباخرة التي كانت تحمل عدد من المهاجرين من بينهم عبدالله في عرض البحر.
الوحدة الوطنية طوق النجاة للمهاجرين
عبدالله المصري وغيره من الشباب الفارين من الموت البطئ في قطاع غزة، والذي تحول إلى "سجن كبير" بفعل الحصار الإسرائيلي وعقوبات السلطة، ربما كانت المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام البغيض بمثابة طوق النجاة للغارقين في بحار الهجرة بحثًا عن حياة أفضل وفرصة عمل وسكن أدمي، فهل تتم المصالحة كخطوة أولى لتوحيد الصف من أجل كسر الحصار عن غزة والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد القضية والشعب الفلسطيني، لتوقف مسلسل موت الشباب غرقًا في بواخر اليأس والانقسام؟.
