غزة: لم يتخيل المواطنون في قطاع غزة أن يمر عليهم يوم لا يجدون فيه طعاما يأكلونه، لدرجة أن يضطر عدد منهم إلى طحن أعلاف الحيوانات لصنع دقيق يسد جوع الأطفال، وسط الحرب المتواصلة التي يشنها الاحتلال على القطاع والحصار المشدد عليه منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقد لجأ المواطنون في شمال القطاع خصوصا إلى ذلك، بعد نفاد المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب بسبب منع قوات الاحتلال دخول المساعدات إلى سكان محافظتي غزة وشمال غزة، وفرضها حصارا خانقا عليهم.
وقبل أسابيع عدة خلت الأسواق في مدينة غزة وبقية مناطق الشمال من دقيق القمح، فاتجه الجميع إلى طحن حبوب الذرة والشعير المخصصة لصنع أعلاف الحيوانات في مواجهة الجوع.
يذكر أن الاحتلال منذ بدء حربه المدمرة على القطاع قبل 108 أيام قطع إمدادات المياه والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن قطاع غزة، وترك نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع إنسانية كارثية ببالإضافة إلى إغلاق الاحتلال للمعابر الواصلة بين قطاع غزة والخارج في حين تسمح بفتح معبر رفح الحدودي مع مصر جزئيا لإدخال مساعدات محدودة لمناطق جنوبي القطاع لا تكفي الاحتياجات الكبيرة  المحاصرين والمستهدفين.