نشر بتاريخ: 2019/03/04 ( آخر تحديث: 2019/03/04 الساعة: 11:38 )

خاص|| اللواء "أبو عرام" يروي لــ الكوفية "معاناة الخليل" من مخططات التهويد

نشر بتاريخ: 2019/03/04 (آخر تحديث: 2019/03/04 الساعة: 11:38)

غزة..محمد جودة: في ظل صمت دولي ودعم ورعاية أمريكية تتسارع وتيرة البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال العشر سنوات الأخيرة، وتحديدًا في مدينتي القدس والخليل "المحتلتين".

اللواء متقاعد "عيسى أبو عرام"، قال في حديثٍ خاصٍ مع "الكوفية"، إن مدينة الخليل تعاني "الأمرين" بسبب سياسات الاحتلال العنصرية وتغوله في المدينة ومصادرة أراضيها، لافتًا إلى أن محيط الحرم "الإبراهيمي" وتل الرميدة هم الأكثر معاناة.

وأضاف أبو عرام، أن عشرات العائلات الفلسطينية اضطرت إلى الهرب من حي الرميدة، بسبب انتهاكات جنود الاحتلال ومضايقات المستوطنين، التي تتم تحت حماية الشرطة.

وتابع: "الجيش الاسرائيلي قام مؤخرًا بالاستيلاء على عدة مبانٍ ومنازل وحولها إلى ثكناتٍ عسكرية وبؤرٍ استيطانية، ليوفر "حماية كاملة" للمستوطنين.

استيطان الخليل.. تاريخه وأشكاله

تعتبر مدينة الخليل من أولى المدن الفلسطينية التي أنشأ الاحتلال بها بؤرًا استيطانية، حيث بدأ البناء فيها عقب حرب "1967"، وذلك وفقًا لما أفاد به اللواء أبو عرام لـ "الكوفية".

وقال أبو عرام، إن الاحتلال شرع بإقامة أول مدرسة دينية في الخليل عام 1968، لاستقطاب غلاة التهويد والاستيطان، وفي نفس العام أنشأ مستوطنة كريات اربع لتتسع إلى عشرة آلاف عائلة، وهي المستوطنة التي تعد مركزًا لحركة "كاخ" المتطرفة، ثم أنشأ كنيس يهودي مقابل للحرم الابراهيمي عام ١٩٧٠، وفي عام 1983 أقام مستوطنة "خارصينا" التي تبعد كيلو ونصف عن "كريات اربع".

وأضاف: "يوجد في الخليل نوعان من الاستيطان، (على التخوم الشرقية والشرقية الشمالية)، والاستيطان الداخلي في قلب المدينة".

 واستطرد: "الاستيطان على التخوم يهدف إلى خلق تواصل بين المستوطنات المقامة في أرجاء المحافظة، والتي يبلغ عددها 50 مستوطنة وبؤرة استيطانية".

وحول الاستيطان الداخلي في قلب الخليل، أشار أبو عرام في حديثه للكوفية، إلى أنه بدأ في عام 1987، حيث تم الاستيلاء على مبنى الدبويا (بيت هداسا) ومدرسة أسامة بن منقذ، وتل أرميده، فضلًا عن عشرات البيوت في مدينة الخليل القديمة، والتي يسكن فيها الآن نحو قرابة 10 آلاف مستوطن، يحرسهم أكثر من  1500 جندي إسرائيلي.

وأضاف، أن البؤر الاستيطانية الداخلية تقع في مناطق استراتيجية تُمكن المستوطنين من السيطرة على جميع أحياء "البلدة القديمة"، لافتًا إلى أنه تم إغلاق سوق الخضار القديم وشارع الشهداء في محيط الحرم.

أحياءٌ ممنوعة على الفلسطينيين

أحياء كثيرة في مدينة الخليل، لا يستطيع أحدُ دخولها سوى بتصاريح زيارة، وفي أوقاتٍ محددة، مثل تل الرميدة، وأحياء محيط الحرم الإبراهيمي، في إجراء فعلي لفرض التقسيم الزماني والمكاني على المنطقة.

ويوضح أبو عرام، أن قوات الاحتلال وبتحريض من المستوطنين، تمنع الزوار من إقامة مناسبات كالأعراس والاحتفالات الاجتماعية في تل الرميده ومحيطها.

ويضيف، أن هناك في البلدة القديمة والحرم الابراهيمي يوجد 18 حاجزًا أمنيًا نصبتهم قوات الاحتلال، معظمها مزود ببواباتٍ دوارة وغرف للتفتيش الجسدي للنساء والرجال، منها على سبيل المثال "حاجز الصيدلية، وأبو الريش وحاجز المحكمة".

وتابع: "الاحتلال فرض التقسيم الزماني والمكاني على الحرم الإبراهيمي، حيث تسيطر سلطات الاحتلال على ثلثي مساحة المسجد وثلث تركته للمسلمين، كما تمنع جنود الاحتلال المسلمين من دخول القسم المتبقي من المسجد إلا من خلال إجراءات أمنية معقدة وبحراسة مشددة، حيث تقيم عددًا من النقاط الأمنية الثابتة، فضلًا عن منعها رفع الآذان في الحرم أوقاتٍ كثيرة، وإغلاق الجزء المخصص للمسلمين أيام الأعياد اليهودية".

وفي ختام حديث اللواء أبو عرام مع "الكوفية"، نوه إلى القرار العسكري الذي أصدره قائد المنطقة الوسطى العسكري في عام 2017، بإنشاء مجلس محلي للبؤر الاستيطانية الداخلية ومنحه سلطات بلدية، واعتبره قرار عنصري بامتياز، حيث يؤسس لتحكم 1000 مستوطن  بـ 400000 الف فلسطيني.

سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفرض إجراءاتٍ  من شأنها ابتلاع ما تبقي من مدينة الخليل القديمة وفصلها نهائيا عن الضفة الفلسطينية ووضعها تحت السيادة الإسرائيلية.