نشر بتاريخ: 2019/03/04 ( آخر تحديث: 2019/03/04 الساعة: 15:41 )
عيسى أبو عرام

المقاومه السلميه...

نشر بتاريخ: 2019/03/04 (آخر تحديث: 2019/03/04 الساعة: 15:41)

المقاومه السلميه او المقاومه الشعبيه كما يسميها البعض، هي اسلوب كفاحي سلمي يوظف فيه الضعف لشعبٍ اعزل نظير قوه عسكريه غاشمه، وقد تجدي نفعا خاصه اذا كانت شامله لجميع قطاعات الشعب ومكوناته، وتمتلك برامج كفاحيه قادره على تحقيق اهدافها .

غاندي في صراعه مع الحريه ضد المحتل البريطاني اتخذ كلمه (شياغراها) منطلقا له وهي كلمه هنديه تعني (متابعه الحقيقه) وهي نقيض تام عن المفهوم الغربي متلاك الحقيقه ، على هذا النحو تم توصيف المقاومه السلميه مثابره حقيقيه متواصله وهو ما يعنيه البحث المطلق عن الحياه -نقيض الموت -والمقصود بالبحث هو الوعي الثوري الداخلي بحتميه الانتصار وصولا الى نقطه المواجهه الشعبيه مع المحتل ، ليتحقق معه غايه الحياه الحره الكريمه . لغايه الحياه كقيمه ، تنجم عنها تضحيات جسام بحيث تكون جميعها في مصاف التضحيات الثوريه ، بهذا يعني الابتعاد عن الجشع والتكسب والهيمنه والظلم والاقصاء والتفرد ليحل محلها التضامن والحنو والفهم والاحترام وقبول الاخر .

لاتصبح المقاومه السلميه لدينا ذات معنى الا اذا اتخدنا طريقا يقوم على تهذيب الروح واحترام الذات وقبول الاخر وتقدير كل مجهود مهما صغر سعيا لتحقيق الهدف .

لن تصبح المقاومه السلميه مناسبه الا عندما نبلغ ذالك المستوى من القوه الروحيه ، ولن ينعتق الشعب المقهور جراء الظلم والاذلال اذا كان الخوف الذي يقود الى الخنوع يسكن في دواخله ، ولا يمكن له ان يحقق ما يصبو اليه والطبقه المستفيده منه راضيه بالخنوع لمظالم الاحتلال ووكلائه حرصا على مصالحها وامتيازاتها بدلا من المواجهه بجرأه .

هل لنا ان نمتلك القوه الروحيه ولو بعد حين .؟

حقا سبقونا الشهداء عندما انتصروا على خوفهم في مجابهه الموت وكان لهم الشهاده ،عبر بطولات فرديه نادره  حالات متكرره في كل زمن الى ان تكون مع الايام والسنون ظاهره جماعيه ، الى ذالك الحين سنبقى اسرى للخوف والشعارات التي تتحدث عن الحرب والنزال ولا يوجد بين الصفوف محارب ، ونتحدث عن السلام ولا يوجد بين الجموع حمامه.