نشر بتاريخ: 2019/03/13 ( آخر تحديث: 2019/03/13 الساعة: 07:01 )

د. الرقب لـ "الكوفية": قطر تريد "طمس رمزية أبو عمار "في غزة.. وصمت الرئيس عباس يثير الشبهات

نشر بتاريخ: 2019/03/13 (آخر تحديث: 2019/03/13 الساعة: 07:01)

خاص||بقعة عزيزة على وجدان كل مواطن فلسطيني، وأهم معالم للسيادة الفلسطينية في قطاع غزة، يتعرض لمحاولات للسرقة وطمس المعالم، والفاعل ليس مجهولًا، إلا أنه مثير للاستغراب.

رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، محمد العمادي، وبمساعدة من رأس السلطة في فلسطين، الرئيس محمود عباس، قررا الاستيلاء على "أرض مهبط طائرة الشهيد عرفات" ذو الرمزية الكبيرة في قلوب الفلسطينيين، والاستيلاء عليه، والتي لا يزال حطام طائرة الزعيم أبو عمار معلق فيها بعد أن دمرتها إسرائيل.

منذ تصريح العمادي، أمس الثلاثاء، بتوجيه الشكر للرئيس محمود عباس، بعد تخصيصه "أرض مهبط طائرة الشهيد الخالد أبو عمار" لإقامة مقر اللجنة القطرية في القطاع، أثيرت تساؤلات عدة، كان أكثرها إلحاحًا، هو سبب التغير الجذري من جانب السلطة الفلسطينية برئاسة عباس، في ذلك الأمر، حيث إنها انتفضت منذ عامين اثنين ضد نفس القرار، بحجة "الحفاظ على إرث الشهيد أبو عمار".

تواصلت "الكوفية" مع الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، والذي عبر عن استغرابه من الموافقة الرسمية من الرئيس عباس على هدم وطمس جزء من التاريخ الفلسطيني ببناء مقره الدائم في قطاع غزة على "مهبط طائرة الشهيد الخالد أبو عمار".

وقال الرقب، إن "هيكل طائرة الزعيم أبو عمار، ظل جاثمًا في هذا المكان ليذكر الأجيال برمز قضيتهم وتحديه لكل الظروف وإصراره على أن يكون لفلسطين مطارات وموانئ"، مضيفًا أن "المندوب السامي القطري في قطاع غزة، محمد العمادي، يصر على شطب جزء من تاريخ الشعب الفلسطيني والمس برموزه".

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، في حديثه لـ "الكوفية"، أن تصريح العمادي، بوجود "موافقة خطية" لديه من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بتخصيص "أرض المهبط" لإقامة مقر البعثة القطرية، يثير الشبهات، حول سبب الاعتراض السابق في عام 2017، حين حاول العمادي تمرير ذلك الأمر من خلال حكومة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

وتابع: "السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، احتجوا حينها، كما الشعب الفلسطيني كله، على محاولة العمادي، الحصول على أرض المهبط، واعتقد الجميع أنهم (السلطة ورئيسها) ثاروا للحفاظ على إرث الشهيد أبو عمار، إلا أن الأمر كان غير ذلك، ألا وهو ثمن هذه الأرض".

وأوضح: "تصريح العمادي يؤكد أن رفض رئيس السلطة لقرار حكومة حماس قبل أكثر من عام على تخصيص هذه الأرض لبناء مكان إقامة العمادة لم يكن سوى لسبب واحد، أنه صاحب القرار فقط".

ونوه الرقب، إلى أن "رئيس السلطة لا يستطيع أن يرفض طلبًا لقطر ولعمادها، نتيجة البزنس بينهما، مدللًا على ذلك بقوله: "شركة الوطنية أقل تقدير، وإقامة أبنائه وأحفاده بقطر التي ستكون ملاذهم الآخير، تجعله يتجاهل مهاجمة قطر التي تدخل أموالًا لحماس عبر حواجز الاحتلال، في التوقيت نفسه الذي يُعاقب فيه موظفي السلطة في غزة بحجة إضعاف حماس".

ودعا الرقب، في نهاية حديثه لـ "الكوفية"، الشعب الفلسطيني، لضرورة أن يدرك أن المصالح الشخصية عند صناع القرار الفلسطيني تتقدم على مصالح الوطن".

جدير بالذكر، أن موافقة حماس في 2017 على تخصيص أرض المهبط لإقامة مقر البعثة القطرية أثار جنون وغضب الشعب الفلسطيني، كما وُجهت الانتقادات الشعبية والفصائلية للتصرف الذي قامت به حركة حماس والسفير القطري، وحذروا من الأبعاد والدلالات السياسية والتاريخية لهذا التصرف، الذي يدفع بالقطاع نحو الانفصال.