الذكرى الـ51
خاص|| معركة الكرامة.. صفحة ناصعة في تاريخ النضال العربي ضد الاحتلال
خاص|| معركة الكرامة.. صفحة ناصعة في تاريخ النضال العربي ضد الاحتلال
خاص|| تصادفُ اليومَ الذكرى الـ51 لمعركةِ الكرامةِ التي تصدَّت فيها قواتُ الفدائيينَ الفلسطينيينَ و الجيشِ الأردنيِّ للقواتِ الإسرائيليةِ التي حاولتْ احتلالَ الضفةِ الشرقيةِ من نهرِ الأردنِ، ما دفع الاحتلالَ حينَها إلى الانسحابِ الكاملِ من أرضِ المعركةِ تاركين وراءَهم ولأولِ مرةٍ خسائرَ وقتلى لم يتمكنوا من سحبها.
واحدٌ وخمسون عاما على ذكرى إحدى أكثرِ المعاركِ مفصليةً في تاريخِ الصراعِ العربيِّ الإسرائيليِّ ، المعركةُ التي خلّدت البطولةَ الفلسطينيةَ والأردنيةَ في التصدي لقواتِ الاحتلالِ الإسرائيليِّ التي دخلت قواتُها للضفةِ الشرقيةِ من نهرِ الأردن.
نُسِبتِ المعركةُ إلى قريةِ الكرامةِ التي حدَثت أهم الاشتباكات فيها وبقربِها، واستمرت ستَّ عشرةَ ساعةً ، وجاءت بهدفِ القضاءِ نهائيا على الفدائيينَ الفلسطينيينَ من فتح العاصفةِ بقيادةِ الشهيدِ ياسر عرفات والجبهةِ الشعبيةِ بقيادةِ الراحلِ جورج حبش.
فشل جيشُ الاحتلالِ في تحقيقِ أيٍّ من أهدافِه خلالَ المعركةِ خاسرا على صعيدِ الأفرادِ والمعداتِ ما دفعَ لصدورِ الأوامرِ الإسرائيليةِ بالانسحابِ بعد رفضِ وقفِ إطلاقِ النارِ رغمَ كلِّ الضغوطاتِ الدولية.
تمكنّتِ القواتُ الفلسطينيةُ والأردنيةُ من تكبيدِ العدوِّ خسائرَ فادحةً ، وأوقعتْ فيه أكثرَ من مائتين وخمسين قتيلا وجُرْح أَربعِمِائةٍ وخمسين آخرين فيما ألحقت دمارا كاملا طال ثمانيَ وثمانين آليةً عسكريةً إسرائيلية.
حاييم بارليف رئيسُ الأركانِ الإسرائيليِّ في حينها قال إنَّ إسرائيلَ فقَدت في هجومِها على الأردنِ آلياتٍ عسكريةً تعادلُ ثلاثةَ أضعافٍ ما فقدتْه في حرب حزيران عامَ سبعةٍ وستين.
المعركةُ أدت في المقابلِ لاستشهادِ ستةٍ وثمانين جنديّاً من القوّاتِ المسلحةِ الأردنيّةِ وخمسةٍ وتسعين من الفدائيينَ الفلسطينيين.
تمُرُّ ذكرى المعركةِ وقد أرّخت لصفحةٍ جديدةٍ من صفحاتِ النضالِ العربيِّ في وجهِ الاحتلال.
من جانبها، أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بيانًا صحفيًا، اليوم الخميس، أكدت خلاله، إنّ معركة الكرامة التي تحلّ ذكراها اليوم تُشكل مدعاةً للتأكيد على ضرورة تحقيق وحدة شعبنا وقواه؛ وهذا أوّل الدروس والعِبَر التي علينا استخلاصها من المعركة التي تجسد في ميدانها التلاحمُ بين قوات الثورة الفلسطينية وكتيبة المدفعية بالجيش الأردني، ليتحقق الانتصار على العدو.
وأكّدت الشعبية، في بيانٍ لها اليوم الخميس 21 مارس، لمناسبة مرور 51 عامًا على معركة الكرامة، على ضرورة إنهاء الانقسام والذهاب جدّيًا نحو تنفيذ الاتفاقات الوطنية الموقعة، والتوافق على استراتيجية وطنية موحدة، وإعادة الاعتبار للمؤسسات الوطنية الفلسطينية ودورها في معركة التحرر الوطني وفي مقدمتها منظمة التحريرز
وأضافت أنّ "ثاني الدروس والعبر من معركة الكرامة البطولية، هي أن المقاومة المسلحة كأرقى شكلٍ من أشكال ووسائل النضال يجب أن تكون حاضرة بقوة في مواجهة المشروع الإسرائيلي، إلى جانب أشكال ووسائل النضال الأخرى، باعتبارها الأكثر جدوى في إلحاق الخسائر الاقتصادية والعسكرية والمعنوية بالعدو".
وثالث العِبَر والدروس، وفق بيان الجبهة يتمثّل في "أهمية تنظيم مقاومة شعبنا وإدارتها من خلال صيغ جبهوية وحدوية تعزز الشراكة والوحدة الميدانية، بالاستناد إلى برنامجٍ وطنيٍّ كفاحيّ يحافظ على وحدة نضالنا الوطني وأهدافه التحررية، ويعزز بنية وثقافة المقاومة ونهجها من جهة، ويحمي حاضنتها الشعبية من جهة أخرى من أي اعتداءٍ أو تغولٍ أو تسلطٍ عليها من أي جهة كانت، سلطة أو حزب".
وأضافت أنّ "كرامة وحقوق وحريات شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده، والنضالُ لتحقيقها جزءٌ رئيسي من مهمات التحرر الوطني والاجتماعي الديمقراطي لأي قوة وطنية تحترم وتقدر شعبها ونضاله وحقوقه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية".
وفي هذا الصدد، جددت الجبهة الشعبية تأكيدها على وقوفها إلى جانب كل أبناء الشعب الفلسطيني في مطالبهم المحقة والعادلة في توفير متطلبات ومقومات العيش الكريم لهم، بما يعزز صمودهم وثباتهم، باعتبارهم من يجسد المقاومة يوميًا، في مواجهة المشروع الإمبريالي الإسرائيلي واستهدافه للإنسان والأرض معًا؛ مُشددة على أنّ "شعبنا هو الضامن الوحيد لاستمرار المقاومة بمواقعها وأشكالها كافة".
وفي السياق، أدانت الشعبية "التعدّيات الخطيرة والمفجعة التي مارستها الأجهزة الأمنية في قطاع غزة بحق أهلنا وأبناء شعبنا، الذين خرجوا بمطالب واضحة ضد الغلاء وسوء أوضاعهم المعيشية والحياتية، وندعو إلى معالجة فورية لذلك من خلال الاستجابة لمطالبهم، والتوقف عن العقلية الأمنية السائدة، وسياسة التخوين والشيطنة والتحقير والتعهير في التعامل مع المشاركين في الحراك، ومطالبهم المُحقة"، مُكدةً على أنّ "سيادة هذه العقلية والسياسات الناجمة عنها لن تكون حصيلتها إلا الإضرار بنسيجنا الوطني والاجتماعي راهنًا ومستقبلًا، وهو ما يستدعي التراجع فورًا عن كل الإجراءات الأمنية المتخذة مؤخرًا، وإطلاق سراح كل المعتقلين على خلفية الرأي أو المشاركة في الحراك الشعبي".
وفي ختام بيانها، لمناسبة ذكرى معركة الكرامة، عاهدت الجبهة الجماهير الفلسطينية بأن تبقى "وفيةً لأهداف شعبنا الوطنية والاجتماعية، على طريق تحقيق الحرية والعودة والاستقلال والحريات الديمقراطية والعدالة والمساواة"
كما أصدرت الجبهة العربية الفلسطينية، بيانًا صحفيًا بمناسبة ذكرى معركة الكرامة، التي خاضها المقاتل الفلسطيني في مخيم الكرامة جنبا الى جنب مع اشقاءه في الجيش الاردني.
وقال البيان: "إننا ونحن نستذكر هذه المعركة فان دروساً وعبر لا زال بإمكاننا أن نستوحيها من هذه الملحمة البطولية الرائعة، منها أن معركة الكرامة جسدت وحدة الدم والقرار في المواجهة والمصير العربي المشترك".