نشر بتاريخ: 2019/03/22 ( آخر تحديث: 2019/03/22 الساعة: 16:57 )

خاص بالفيديو|| المصاب وسيم شمالي لـ«الكوفية»: غزة لا يعيش فيها إلا من كان له "واسطة"

نشر بتاريخ: 2019/03/22 (آخر تحديث: 2019/03/22 الساعة: 16:57)

غزة: أربعة أطفال فرض عليهم الواقع العيش في مأساة كبيرة، بعدما تسببت رصاصات الاحتلال في إصابة والدهم بجراح خطيرة منعته من الحركة، بعد أن بتر الأطباء قدمه التي تعفنت بعد رفض السماح له بالعلاج في الخارج، وجعلت "العكاكيز" وسيلته الوحيدة للتنقل، وصديقه الذي يلازمه أينما راح.

الجريح وسيم أشرف شمالي، كشف لـ«الكوفية» مأساته، التي قال إنها لا تعبر عنه وحده، ولكنها معاناة الكثيرين من مصابي "مسيرات العودة"، مطالبًا المسؤولين بالإهتمام بملف مصابي مسيرات العودة، حتى يتمكنوا من العيش مثل البشر.

ظروف قاسية

 "شمالي" البالغ من العمر 25 عاماً، والملقب بـ«الكركز»، قال إنه من منطقة المغراقة بقطاع غزة، ولديه 4 أطفال، ويعيش حالة يندى لها الجبين،  فحياته سيئة لأبعد الحدود.

وأضاف: "أعيش في منزل صغير للغاية، إن لم تنتبه إلي درجات السُلم الحديدي وأنت تسير على قدميك، حتما ستسقط أرضاً، ظروف قاسية للغاية لا يقوي على مجابهتها أحد".

الرصاصة لا تزال في الصدر

"لم أتعاف بعد من إصابتي الأولى، التي تعرضت لها خلال العدوان الإسرائيلي عام 2014"، بهذه العبارة بدأ "شمالي" الحديث عن مأساته، مؤكداً أنه ابن عمه استشهد خلال غارة إسرائيلية على منطقة الشجاعية وسط مدينة غزة.

وأضاف: "لا زالت شظايا الإصابة القديمة مستقرة في صدري، بعدما أكد الأطباء أن إخراج تلك الشظايا خطر على حياتي"، متابعاً: "المأساة لم تنته عند ذلك الحد، فخلال مشاركتي في مسيرات العودة تعرضت لإصابة أخرى، أفقدتني القدرة على الحركة، وجعلتني أسيراً لـ«العكاكيز»".

وتابع: "قبل عدة أسابيع سقطت من أعلى درج المنزل الحديدي، بعدما فقدت توازني، ما أدي إلى إصابتي بكسر في اليد، الأمر الذي فاقم من معاناتي".

طلق متفجر يخترق القدم

"شمالي" الذي كان يعمل نجاراً، أُصيب برصاصة أطلقها قناص إسرائيلي عليه، ليصيبه أسفل مفصل الركبة في الساق اليمني، خلال تواجده داخل مخيم العودة شرق مدينة غزة بمنطقة " ملكة " في 14 سبتمبر الماضي.

يقول "شمالي": "لا أعرف ما الذي حدث بالتحديد، أصابتني حالة من الذهول حين أصابني الطلق المتفجر، ذلك الطلق الذي اختراق قدمي، ليتم نقلي إلي مستشفي الشفاء وسط مدينة غزة، ولأن الطلق الناري من النوع المتفجر المحرم دوليا، القادر علي إتلاف مكان الإصابة ومحيطها، فقد سبب تهتكًا شديدًا في العظم والأنسجة والأوردة الدموية، وقام الأطباء بإجراء عمليات جراحية لتفادي بتر الساق".

بتر القدم

ويضيف: "نصح الأطباء عائلتي بضرورة السعي للحصول على تحويله للعلاج بالخارج لكي أتجنب بتر قدمي، ولأن علاجي مستحيل هنا في غزة نظراً لضعف الإمكانيات، وبدأت محاولات الحصول على تحويله طبية للعلاج خارج قطاع غزة، ولكننا فوجئنا برفض أمني من قبل الجانب الإسرائيلي، ونتيجة لتأخر حصولي على التحويله، طرأت مضاعفات على قدمي المصابة بعد أيام قليلة".

ويتابع: "بدأت القدم تتعفن، وتغير لونها، وأخرجت روائح كريهة، ما استدعي الأطباء لبتر الساق، خوفا من امتداد التعفن، ليتم بتر الساق بعد موافقتي من منطقة أسفل الركبة، وبقيت بعدها تحت العلاج قرابة 30 يوماً في حالة نفسية صعبة جدا، لتبدأ بعدها رحلة العلاج الطبيعي، في مركز الأطراف الصناعية للعلاج الطبيعي وسط مدينة غزة، بمعدل ثلاث جلسات أسبوعياً".

كابوس العلاج

ويؤكد شمالي لـ"الكوفية" أن كل جلسة علاج طبيعي يحتاج إلى 30 شيكل، نظراً لأنه يسكن في منطقة نائية، ما يضطره لطلب سيارة خاصة ذهاباً وإياباً، مضيفًا: "منذ الإصابة وحتى اليوم لا أستطيع ممارسة أي عمل، ناهيك عن مصاريف العلاج الغالية جدا، لقد حاصرتنا الديون، وبدأت الحياة تضيق علينا أكثر فأكثر، ولا أجد سبيل للتخلص من هذا الكابوس".

رسالة للمسؤولين

ناشد شمالي من خلال «الكوفية» كافة المسئولين، والقائمين علي مسيرات العودة بضرورة حل مشكلات مصابي مسيرات العودة، ليتمكنوا من العيش كباقي البشر، بعدما دفعوا ضريبة الانتماء للوطن من دمائهم.

والدة شمالي: غزة لمن لديه "واسطة"

والدة شمالي قالت: "شارك ابني في مسيرات العودة منذ بدايتها، وفور وصول خبر إصابته ألقي الله علي قلبي الصبر، وبدأت رحلة علاج صعبة، ولكن أكثر ما أثار غضبنا هو معاملة المسئولين لنا، خاصة مرافقيهم حين تذهب للقاء أحد المسئولين يقوم المرافقين بالاستهزاء بالجرحى، وعدم السماح لهم بمقابلة المسئولين لشرح معاناتهم".

وأضافت: "غزة لا يعيش فيها إلا من كان له واسطة"، مناشدة المسئولين بضرورة توفير كافة مقومات صمود الجرحى، قبل إطلاق الدعوات لمسيرات العودة، وعدم معاملة الجرحى كمتسولين، ليتسنى لهم العيش كباقي البشر، وطالبت بضرورة العمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني لأنه صمام أمان لقضيتنا الوطنية.