نشر بتاريخ: 2019/03/26 ( آخر تحديث: 2019/03/26 الساعة: 12:48 )
اللواء عيسى ابو عرام

وينكم يا اهل النخوه

نشر بتاريخ: 2019/03/26 (آخر تحديث: 2019/03/26 الساعة: 12:48)

كنت اعتقد لفتره وجيزه من الزمن انني انتمي لجيل النخوه والمرؤه الوطنيه، خاصة انني ترعرعت وطنيا وانسانيا في زمن النهوض الوطني الجارف ما قبل الانتفاضه الاولى بسنوات،  عملت مع اخوه في كل ميادين النضال العلني والسري وحملت معهم السلاح يافعا . في سبيل خلق قوه وطنيه واعده متسلحه بالوعي الوطني متخذه من النضال بكل اشكاله مسلكا ضد الاحتلال وكانت الغايه هو الوصول بالجماهير الى حد الاشتباك الدائم والمستمر مع الاحتلال.

فكانت الانتفاضه الاولى،  اعتقلت مرات عده وساهمت جزئيا في تعزيز بناء الحركه الاسيره التي بناها الرعيل الاول من الاسرى المناضلين،  وقد يشهد لي بعض  الاخوه ولاسيما حافظين الجميل منهم الصادقين مع الوعد كيف تألمنا وعانينا وتقاسمنا الهم الوطني سوية.

ادعي انني من مؤسسي جهاز الامن الوقائي حيث قدمت جهدا يليق بالمشروع الوطني كما سمعتها من الشهيد المؤسس ياسر عرفات عندما قال في جلسه  ابان تاسيس السلطه الوطنيه (المشروع الوطني يقوم بداية على تاسيس السلطه الوطنيه المحاربه كمقدمه لقيام الدوله الفلسطينيه وعاصمتها القدس الشريف)،  لقد  اتخذت من هذا القول عقيده لتعزيز الجهد -جهد يقوم على الكفاف- وقدمت عملا في اطار منظومه قامت على تثقيف المنتسبين للجهاز وضبط السلوك وتحليل المعلومات .

كوني قارئ جيد واكاديمي قبلا امتلكت مهارات عديده في مناهج البحث العلمي وقدره على التحليل بالاقتراب من الفرضيات المتعدده في الصراع مع الكيان الاسرائيلي، حيث وظفت هذه الامكانيات في خطط عمل تخدم المستويين الامني والسياسي وخاصة دائره شؤون المفاوضات.

في عام ٢٠٠٨ وبموجب خطه دايتن القاضيه بالتخلص من كافه الضباط ذوي العقيده الكفاحيه تم احالتي على التقاعد المبكر وانا عمري  ٤٨ سنة.

ظننت بعد فك ارتباطي الوظيفي بالسلطه مثل كل الدول المتقدمه والمتخلفه منها، ان امارس ما يستهويني من افكار واعتقاد واتبنى منهجا يضيف الى حقل المعرفه شيئاً للاجيال اللاحقه التى ترى كل الابواب موصده امامها، اعترف بكل شجاعه انني قدمت جهد مثل اقل شبل في الشعب الفلسطيني الا انني فشلت في تحرير واحد سنتمتر مربع من ارض الوطن كباقي المنظومه الفلسطينيه التي ليس من حق اي منها ادعاءه للقياده،  لان القياده تقاس بحجم الانجازات وقربها الى الهدف، صحيح ان الثوره الفلسطينيه حققت هويه جمعيه للفلسطينين عبر جيل واحد الا انها فككت هذه الهويه من نفس الجيل.

لقد حوربت بقطع سبل العيش بوقف الراتب بدون وجهه حق والتوصيف الاصح (سُرق الراتب ) كونه مدخرات لي في ذمة الدوله، وترتب على قطع راتبي وقف التأمين الصحي.

اخوتي في النضال وزملائي بالعمل يمنعونني من السفر عبر معبر الكرامه للعلاج مع معرفتهم منذ سنوات اني مريض بالقلب .

ولكي يتم السماح لي بالسفر  علي ان اتملق صاغرا لاحدهم من أركان هذا النظام البوليسي  كما ابلغني متنفذ من اهل الحل والقعد .

وكيف اقبل اسباب الهوان ..... ولي اباء صدق من الغر الميامين .

سابقى وحدي على وعدي متحليا بالصبر يخالطه الم وحضره  اذا لم اجد لاهل النخوه مكان .