خاص بالفيديو|| طاهر أبو زيد.. ثلاث إصابات في الجسد والعزيمة لم تنكسر
خاص بالفيديو|| طاهر أبو زيد.. ثلاث إصابات في الجسد والعزيمة لم تنكسر
غزة- محمد عابد: ثلاث مرات نجا فيها الشاب طاهر أبو زيد من الموت برصاص الاحتلال، لم تكن كافية للنيل من عزيمته، بل زادت من إصراره على محاربة هذا الاحتلال بكل ما أوتي من قوة بعدما حفر في جسدة ثلاث علامات أبى الزمن أن يمحيها.
"أبوزيد" أكد لـ«الكوفية» أن معاناة الجرحى تزداد يومًا بعد يوم بسبب عدم الاهتمام الرسمي بآلامهم، على الرغم من أنهم ضحوا بأجسادهم من أجل الوطن.
ثلاث إصابات
تحدّث أبو زيد عن قصة الإصابات التي تعرض لها، مؤكداً أن الإصابة الأولى حدثت يوم 8 ديسمبر 2018 خلال المظاهرات التي خرجت منددة بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حيث أصيب بقنبلة غاز في الصدر، تسببت في تعرضه لضيق تنفس، ولا تزال آثارها باقية حتى الآن.
وأوضح أنه في أعقاب تلك الإصابة بأسبوع تعرض لإصابة أخرى بطلق حي في الفخد، خضع على إثرها للعلاج لمدة أسبوع.
وأضاف أن الإصابة الثالثة حدثت عندما تعرض لطلق ناري متفجر على الحدود الشرقية لمدينة رفح، خلال مشاركته في مسيرة العودة.
وأوضح أنه لسوء حظه لم يكن هناك سيارات إسعاف، واستمر النزيف قرابة نصف ساعة، إلى أن مرت سيارة خاصة وأقلته للمستشفي الأوروبي، ليتم تشخيص حالة قدمه بأنها تحتاج إلى بتر بسبب تهتك العظام وانقطاع الشرايين.
رحلة علاج مريرة
"أبوزيد" أكد لـ"الكوفية" أنه خاض رحلة قاسية منذ وصوله المستشفي الأوروبي، حيث طلب منه الطبيب محمد كلوب، التوقيع على بتر قدمه، وبالفعل تم إدخاله غرفة العمليات ليخضع لعملية مدتها تسع ساعات متتالية، تم خلالها وصل شريان الدم الرئيس وتم تركيب جهاز بلاتين لتثبيت العظام، وبعدها ذهب للعلاج في مستشفي الهرم في جمهورية مصر العربية، وهناك تم اقتصاص عظام من الحوض والظهر وتم زراعتها في القدم، وتم معالجة النقص في طول القدم، ليعود بعدها إلى قطاع غزة، ولكنه لا زال يعاني من تيبس في القدم، والعديد من المشاكل في الأعصاب والأوتار، ولا يزال يعاني ويتلقي العلاج في قطاع غزة على الرغم من مرور ما يزيد على 10 شهور علي إصابته .
أصعب اللحظات
أصعب اللحظات التي مرت بطاهر كما يقول تمثلت في لحظة إصابته، حينما شاهد قدمه تغرق في الدماء، ظن للحظات أنها بترت بعدما تفجرت الدماء من القدم كالشلال.
ولم تقف معاناة أبو زيد عند الألم الجسدي فقط، فالألم النفسي كما يقول كان أصعب، بعدما أقعدته إصاباته الثلاث عن العمل وحرمته من ممارسة حياته الطبيعية، حتى أنه فقدان القدرة على حمل طفلتيه واللعب معهما.
مستشفى في رفح
وناشد "أبوزيد" من خلال "الكوفية" كافة المسئولين بضرورة توفير مستشفي خاصاً بمدينة رفح، خاصة وأن رفح لا يوجد بها مستشفي كبير قادر على علاج كافة الحالات التي تصلها، ويجري حاليا تحويل المصابين إلى المستشفى الأوروبي، الأمر الذي يتسبب في وفاة عدد من المصابين قبل الوصول للمستشفى.
كما طالب بضرورة توفير فرصة عمل لكل مصاب حتى يتمكن من تدبير شئون حياته، والعيش حياة كريمة، بدلاً من أن يعيش عالة على المجتمع .