خاص بالفيديو|| كفيف وأصم.. رصاصات الاحتلال تغتال ما تبقى من الأخوين عرفات ومحمد العرايشي
خاص بالفيديو|| كفيف وأصم.. رصاصات الاحتلال تغتال ما تبقى من الأخوين عرفات ومحمد العرايشي
غزة- كتب محمد عابد: لم تشفع الإعاقة التي يعاني منها الأخوين عرفات ومحمد العرايشي لهما، أمام قناصة جنود الاحتلال المنتشرين علي طول حدود القطاع، ليصبحوا هدفاً لبنادق الاحتلال الإسرائيلي، لتزيد معاناتهم وتتضاعف آلامهم.
"الكوفية" التقت الأخوين العرايشي، اللذان أكدا أن إعاقتيهما لم ولن تمنعهما من الدفاع عن الأرض الفلسطينية.
من أجل فلسطين
عرفات العرايشي، البالغ من العمر 30 عاماً، قال: إن معاناته بدأت منذ الولادة بتهيج الألياف في منطقة العين، تلك المعاناة التي أكد أنها كانت تكبر معه كلما تقدم في السن لتفقده بصره بشكل تدريجي، مضيفًا: "لا يوجد لمعاناتي علاج حتى يومنا هذا".
وتابع: "هذه الإعاقة لم تمنعني من المشاركة في كافة الفعاليات الوطنية، وكذلك تشييع جنازات الشهداء في قطاع غزة".
مصاب حرب
"عرفات" أحد مصابي حرب عام 2008، حيث تعرض للإصابة بشظايا صاروخ أطلقته قوات الاحتلال صباح يوم 27 ديسمبر 2008 في محيط مستشفي الشفاء لتغطي شظايا ذلك الصاروخ جسده، وعلي الرغم من هذه الإصابة ومن حالته الصحية الصعبة، إلا أنه ومنذ بدء مسيرات العودة كان مشاركاً في كافة الفعاليات في منطقة ملكة، حتى أصيب صباح يوم 11 يناير 2018 في منطقة ملكة، بعدما أطلقت قوات الاحتلال وابلًا من الرصاص المتفجر علي المتظاهرين في مخيم ملكة شرق مدينة غزة، ليصاب بطلق ناري متفجر في القدم، تسبب في تهتك في العظام، وانقطاع في أوردة وشرايين القدم، ليخضع بعدها لرحلة علاج طويلة فاقمت من معاناته، ومنعته من الحركة.
لم يغادر مخيم العودة
مسعد العرايشي، الشقيق الأكبر لعرفات قال إن "أخيه عرفات منذ انطلاق مسيرات العودة لم يغادر مخيم العودة يومًا واحدًا، وكان يقوم بتوزيع المياه علي المتظاهرين، وكذلك تنظيف المخيم على الرغم من مرضه وضعف بصره، حتى أصيب في قدمه، وخضع للعلاج في مستشفي الشفاء في غزة، وفور خروجه من المستشفي، وفي أول جمعه بعد خروجه من المستشفي ذهب علي الفور إلي مخيم العودة ليشارك في المسيرات ويكمل دوره وواجبه تجاه المتظاهرين".
حب الوطن
ويتابع مسعد: "أن هذا الحب للوطن وتعلق اخوته ورثوه عن والدهم الأسير المحرر المرحوم عوض أسعد العرايشي، والذي قضي في سجون الاحتلال 6 سنوات إلي أن أفرج عنه في صفقة عقدتها السلطة الوطنية في عهد الشهيد ياسر عرفات، ليخرج والدنا ويربينا جميعا على حب الوطن والانتماء لهذه الأرض، والتضحية لأجلها وهذا نتيجة ما غرسه والدنا فى قلوبنا".
وناشد مسعد كافة الجهات المعنية بضرورة توفير أقل مقومات الصمود لأولئك الجرحي، خاصة أن أخيه عرفات من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقامت السلطة بقطع مخصص الشئون الاجتماعية الخاص به، وهو من مصابي حرب 2008 ولم يتقاضى راتب حتى هذه اللحظة، وناشد بضرورة توفير العلاج للجرحى بشكل مستمر لأن علاجهم تكلفته عالية جدا .
الإصابة لم تمنعهم من عشق تراب فلسطين
من جانبها تحدثت والدة الجريحين عرفات ومحمد العرايشي عن حالة محمد ابنها الأصغر وقالت لـ"الكوفية": "لقد ربيت أبنائي علي حب الوطن، والتضحية من أجله تنفيذا لوصية والدهما، وزرعت في قلوبهما عشق فلسطين، علي الرغم من مرضهما، فمحمد منذ الولادة وهو أصم، ويعانى من إضرابات عقلية، تفقده القدرة علي التعايش مع المجتمع المحيط به".
وتتابع أم مسعد العرايشي حديثها للكوفية: "محمد البالغ من العمر 20 عاماً، كان يمارس هواية الرسم علي الزجاج، وترك جامعته نتيجة الظروف المادية الصعبة التي نعيشها بعد وفاة والدهم، وبقي في المنزل يمارس هواية الرسم، إلي أن جاءت مسيرات العودة، وبدأ محمد يشارك فيها، حيث كان يأخذ أخيه الكفيف ويذهب إلي تلك المسيرات شرق حدود غزة في منطقة ملكة، حيث كانا يساعدان المتظاهرين في تنظيم وتنظيف المخيم، وكذلك تقديم المياه للمتظاهرين، والمساعدة في إخلاء الجرحي، من المخيم إلي أن أصيب في يوم 11 يناير 2018، بطلق ناري متفجر في قدمه، ليتم نقله إلى مستشفي الشفاء في غزة، ليقضي قرابة الشهر في المستشفى ويخضع لعدة عمليات، تم خلالها ربط الأوردة والشرايين له، وتم وصل العظام في القدم، وتركيب جهاز تثبيت العظام البلاتين، ليدخله في مرحلة صعبة، ومن ثم يبدأ في المتابعة مع جمعية أطباء بلا حدود لتلقي العلاج الطبيعي، ولا زال يتابع في تلك الجمعية حتى اليوم".
وتضيف أم مسعد العرايشي للكوفية: "بعد أن كان الصديق الوحيد لمحمد هو الفرشاة والألوان، أصبح صديقه الجديد العكاز، الذي بات لا يتحرك بدونه، وتغيرت حالته النفسية، ليقضي غالبية وقته في البيت يغلق باب غرفته علي نفسه، خاصة أنه بات يشعر أنه أصبح عالة على من حوله".
توحدوا من أجل فلسطين
وناشدت والدة الجريحين عرفات ومحمد العرايشي كافة المسئولين بتوفير الرعاية اللازمة لنجليها بما يضمن لهما حياة كريمة وتحمل مصاريف العلاج الخاصة بهما ليتمكنوا من الاستمرار في العطاء والبذل لأجل الوطن.
كما طالبت كافة المسئولين بضرورة السعي لانجاز الوحدة الوطنية لأنها السبيل والضامن الحقيقي لكافة حقوق أبناء شعبنا .