خاص بالفيديو|| محمود المجدلاوي.. آلام مستمرة وإهمال متعمد
خاص بالفيديو|| محمود المجدلاوي.. آلام مستمرة وإهمال متعمد
الكوفية – محمد عابد
آلامٌ مستمرةٌ ومناشدات لا تتوقف، بسبب الإهمال المتواصل من مسؤولي السلطة الفلسطينية، تجاه جرحى مسيرات العودة.
السيد عبد الحليم فطاير، هيثم فطاير، مالينا الهندي ونجلها"مؤيد"، الأخوان عرفات ومحمد العرايشي، ميزر أبو ربيع، نهلة البرعي، محمود شبير، والطفل أحمد صقر، واليوم محمود المجدلاوي، أبطالٌ دونوا أسماءهم بدمائهم في تاريخ فلسطين، ورفضت السلطة تدوينها في كشوف التحويلات الطبية لعلاجهم، كأقل تقديرٍ على تضحياتهم للوطن.
سكوت وإهمال قاتل
تواصلت "الكوفية" مع الجريح محمود المجدولاي، 21 عاما، من شمال قطاع غزة، والذي عبر عن حزنه وألمه الشديدن من السكوت القاتل الذي وجده من المسؤولين عن مسيرات العودة، تجاهه وغيره من المصابين والجرحى.
وقال المجدلاوي، إنه ومنذ إصابته خلال مشاركته بفعاليات مسيرات العودة يوم الجمعة الموافق الـ 28 من أيلول، العام الماضي، والديون تحاصره، بسبب تكاليف العلاج المرتفعة، لافتًا إلى أن مبلغ الدين عليه لصالح الصيدلية لا يمكن تحمله.
وأضاف: "لم يساعدنا أحد في مصاريف العلاج، ووالدي معيل لأسرة كبيرة، وجميع إخوتي في المدارس والجامعات، وكلهم بحاجة إلى مصاريف، وإصابتي جعلتني عبءٌ علي والدي، خاصةً وأني تركت الدراسة وعملت في بيع الفاكهة لأساعد والدي في مصاريف العائلة".
وتابع: "أتت الرياح بما لا تشتهِ السفن، فبعد إصابتي أصبحت مقعدًا لا حول لي ولا قوة، ولم أتلقَ علاجي المناسب، بسبب السكوت القاتل الذي يسيطر على القائمين علي مسيرة العودة".
العلاج حق وليس منة
المجدلاوي، أكد في حديثه لـ "الكوفية"، أن الحصول على العلاج حق للجرحى وليس منة من أحد عليهم، وطالب كافة المسئولين بضرورة الوقوف إلى جانب الجرحى، وتوفير أطراف صناعية لمن بترت أقدامهم وأيديهم ليتمكنوا من ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، وتوفير فرص عمل لهم ليتسنى لهم العيش بكرامة.
وأضاف: "الأصعب من الإصابة هو الألم الذي تخلفه في جسدك، حين تقضي عدة أيام بلا نوم، ولا تجد الراحة إلا بالمسكن اللعين الذي يترك بدوره ألمًا ما بعده ألم في المعدة".
رصاصة متفجرة وأوقاتٌ حرجة
وقال المجدلاوي، إنه ومنذ إصابته، وهو علي موعد مع "أوقات حرجة وصعبة"، حين يجد نفسه وحيدًا لا أحد يساعده في الخروج إلي الشارع، ولا حتى يجد من يساعده في الذهاب إلي الحمام لقضاء الحاجة".
وأضاف: "من الصعب أن تشعر بالوحدة وأنت بين أهلك وأسرتك، هم جميعا بجانبك ملتفون حولك، ولكن عزة نفسك تحول دون أن تطلب منهم أي شئ يثير غضبهم، هذه أسوا اللحظات التي تمر بها كجريح".
فيما يلي نستعرض لكم رواية الجريح المجدلاوي كما ذكرها لـ "الكوفية" عن كيفية إصابته خلال مسيرات العودة، وما تلاها من آلامٍ وعذاب:
"توجهت مساء الجمعة 28//9/2018 للمشاركة في مسيرة العودة الكبري بمنطقة أبو صفية، شمال قطاع غزة، برفقة أصدقائي وإخواني، وأخذتنا الحمية والوطنية وتقدمنا تجاه السياج الفاصل، ليقابلنا جنود الاحتلال بوابل من الرصاص".
"بدأ الشبان يتساقطون علي الأرض، وفوجئت بإصابتي بطلق ناري متفجر دخل من قدمي اليسري وانفجر في اليمني، تاركًا خلفه ألم لا يمكن وصفه، وبعد قرابة النصف ساعة، تمكن الصليب الأحمر من نقلي إلي مستشفي الإندونيسي شمال القطاع، حيث قضيت 15 يومًا هناك، أجريت خلالها عملية واحدة".
"تم نقلي بعد ذلك إلي مستشفي العودة، لأقضي هناك 15 يوما أخري، خضعت خلالها لـ 14 عملية جراحية، تمثلت في تغير أجهزة بلاتين، وعمليات تنظيف وزراعة عظام، ثم خرجت من المستشفي لأكمل العلاج في المنزل".
"تابعت مع (أطباء بلا حدود) وأعطوني عكاز طبي لتسهيل الحركة، ومن ذلك اليوم أصبحت أنا والعكاز أصدقاء".
وفي ختام حديثه، جدد المجدلاوي، نداءه للمسؤولين، لعلهم يسمعون، وناشدهم بضرورة الوقوف إلى جانب الجرحى ومساعداتهم، فالعلاج هو أقل حق يمكن تقديمه لهم، فهناك من بترت أقدامهم وأيديهم، وهناك من منعته الإصابة من استكمال حياته بشكلٍ طبيعي، والأوضاع لا تخفى على أحد.
صرخات الجرحى من ألم الإهمال بلغت عنان السماء، والشهادات الحية علي بطولاتهم وتضحياتهم ما زالت تُروى في كل أنحاء الوطن، ولكنها لم تصل المسئولين، فيتواصل مسلسل الإهمال بلا انقطاع، وكأن ما فعلوه لم يكن تلبية لنداء الوطن والواجب.