الجريح حامد السكني
الجريح حامد السكني
نشر بتاريخ: 2019/04/24 ( آخر تحديث: 2019/04/24 الساعة: 11:39 )

خاص بالفيديو|| حامد السكني للمسؤولين: اتقوا الله في شعبكم

نشر بتاريخ: 2019/04/24 (آخر تحديث: 2019/04/24 الساعة: 11:39)

الكوفية – محمد عابد

هو العمود الفقري لأسرته، الذي طالما أحب التسلق علي الجدران أو القفز من على أسطح المنازل مثل سوبرمان, ودرس الصحافة والإعلام، وكغيره من أبناء غزة لم يتمكن من الحصول علي وظيفة بسبب الحالة التي يعيشها قطاع غزة.

هو حماد السكني (25 عامًا) من سكان مخيم جباليا, أُصيب بطلق ناري متفجر في قدمه اليمني في اليوم السادس من أبريل العام الماضي، خلال مشاركته بفعاليات مسيرات العودة بالقرب من السياج الفاصل، لتنقلب حياته رأسًا على عقب.

رصاصة غيرت حياته

تواصلت "الكوفية" مع الجريح السكني، وروى لها كيف تغيرت حياته رأسًا على عقب بسبب رصاصة، فبعد أن كانت هوايته لعبة الباركور, التي تعد من الرياضات القتالية التي تعتمد على سرعة البديهة واللياقة البدنية العالية, أصبح لا يقوي علي القيام من مكانه والسير إلا لبضعة خطوات, قبل أن يوقفه التعب وفقدان التوازن.

وقال السكني: "في البداية كنت من أوائل المنتفضين ضد إعلان ترامب نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس الشريف, وقررت أنا وزملائي المشاركة في المسيرات التي نُظمت ضد هذا القرار, ثم التحمنا في مسيرة العودة".

وأضاف: "كنت وأصدقائي علي موعد مع صدمة كبرى، حيث استشهد صديقنا الشاب ثائر رابعة خلال المسيرات، وأقمنا له بيت عزاء في منطقة أبو صفية داخل مخيم العودة".

وتابع: "بعد ذلك بعدة أيام وتحديدًا في 6/4/2018, وخلال مشاركتنا في مسيرة العودة, تقدمت أنا وصديقي محمد البراوي تجاه السياج الفاصل, ولم تمر دقائق حتى استشهد البراوي برصاص قناصة الاحتلال وتعرضت أنا للإصابة بطلق ناري متفجر في قدمي اليمني".

واستطرد: "بقيت داخل السياج الفاصل أنزف نحو ساعتين، إلي أن جاءت سيارة الصليب الأحمر, بعد التنسيق مع الجانب الإسرائيلي وقاموا بنقلي الي لمستشفي الرنتيسي علي الفور.

رحلة علاج قاسية وخطأ طبي مُكلف

بكل ألم وحسرة، تابع السكني، حديثه مع مراسل "الكوفية" وروى له الرحلة القاسية التي خاضها في العلاج، حيث قضى.

أكد السكني أنه: "فور نقله إلي مستشفي الرنتيسي تم إدخاله إلي غرفة العمليات, ولم أشعر بشيء قبل 17 يومًا آخرين، حيث كنت في غيبوبة تامة، لم استفق منها إلا في اليوم الـ 18، ليتم نقلي بعد ذلك إلي مستشفي "الدرة" لإجراء عملية أخرى".

وأضاف: "كانت هذه هي الساعة الفارقة، التي أتذكرها جيدًا، حين شاهدت اللهفة في عين والدي ووالدتي, اللذان أصرا علي عدم بتر قدمي مهما كلف الأمر".

وتابع: "في صباح اليوم 19 جاء أحد الأطباء وقام بإعطائي وحدة دم تسببت في دخولي بغيبوبة جديدة مدتها 19 يومًا آخرين، وتم تحويلي على أثرها إلي مستشفي الشفاء وسط مدينة غزة, حيث قضيت 3 أشهرٍ متتالية، خضعت خلالها لـ 4 عمليات جراحية (تثبيت مشط القدم, عملية تركيب جهاز رنيني للعصب, إزالة شظايا الطلق الناري, وعملية تنظيف للقدم)".

ضريبة حكومية على "جهاز العلاج".

قرر الأطباء في مستشفى الشفاء، تركيب جهاز رنيني للعصب للجريح السكني، إلا أن ذلك الجهاز لم يكن متوفرًا في القطاع، ليجد السكني نفسه مضطرًا لشرائه علي نفقته الخاصة.

وحول ذلك يقول السكني، إنه من المثير أن تشتري جهازًا على نفقتك الخاصة لعدم توافره في مشافي القطاع، وبثمن مُكلف للغاية (7800$)، وتقوم الحكومة بوضع ضريبة عاليةً جدًا عليه حين وصوله إلي معبر رفح، غير عابئةً, أن هذا الجهاز لمريض وبحاجة إليه.

وأضاف: "الآن أعانى من بلازما في الدم, وأنا بحاجة إلي ثلاث وحدات بلازما أسبوعياً, ثمن الوحدة 45 شيكل, ناهيك عن ثمن التحاليل الطبية التي نقوم بإجرائها خارج مختبرات مستشفيات الحكومة, علي نفقتنا الخاصة".

أصعب اللحظات التي مرت علي السكنى

وحول اللحظات الصعبة التي تعرض لها السكني، تحدث الجريح لـ "الكوفية"، أن أصعب اللحظات التي مر بها منذ إصابته، هي عدم قدرته على القيام بما يحبه، حيث أصبحت حركته محدودة للغاية".

ويضيف: "أكثر الأشياء التي تزعجني حين أقضي معظم وقتي في البيت, وما يسلى حياتي هو حديقة المنزل التي أقضي ساعات طويلة وأنا أهتم بتنظيفها".

ويتابع: "الأصعب من شعور الوحدة هذا, الحالة النفسية التي عايشتها حين تم منعي من مغادرة القطاع للعلاج في ألمانيا، عندما حصلت على تحويلة للعلاج هناك، فهي المكان الوحيد في العالم الذي يوجد به علاج مؤكد لحالة قدمي".

وطالب السكني كافة المسئولين, القائمين علي مسيرات العودة بأن يتقوا الله في شعبهم, وأن يشعروا بمعاناة الجرحى, ويقفوا بجانبهم.