نشر بتاريخ: 2019/04/28 ( آخر تحديث: 2019/04/28 الساعة: 12:42 )

خاص بالفيديو|| الأسير المحرر طه عفانة.. خرج من السجن مصابًا بالسرطان فكافأته السلطة بقطع راتبه

نشر بتاريخ: 2019/04/28 (آخر تحديث: 2019/04/28 الساعة: 12:42)

غزة- محمد عابد: يُقال أن الفلسطيني كتب عليه العيش في قلب المعاناة والألم، لتصبح الحسرة هي الصبغة التي تتلون بها حياة الفلسطيني، فلكل بيت حكاية وألف رواية وقصة، ومن بين هذه الحكايات كانت قصة الأسير المحرر الجريح طه عفانة.

سرطان خلف القضبان

البداية كما يقول الأسير عفانة لـ«الكوفية» كانت عقب خروجه من ضمن صفقة وفاء الأحرار عام 2011، بعدما قضي 10 سنوات خلف القضبان، حينها اكتشف الأطباء إصابته بالسرطان، ليدخل بعدها رحلة معاناة طويلة لا نهاية لها.

قطع الراتب

في شهر يناير تفاجأ عفانة بقطع راتبه من قبل السلطة برام الله، دون أي مبرر، وبهذا تضيف السلطة فصلا جديدا لمعاناته، فهو أب لأربعة أطفال، يسكن منزل مستأجر، وها هو الآن بعد قطع الراتب بات مشرداً، حيث يرقد في المستشفي الإندونيسي، فيما تسكن زوجته في منزل عائلتها وأطفاله الصغار في منزل عائلته.

معاناة لا تنتهي

كان المشهد الأشد بشاعة إصابة عفانة بطلق ناري في القدمين خلال مشاركته في مسيرات العودة أدي إلي بتر قدمه ليصبح مقعدا علي كرسي متحرك.

يقول المحرر "عفانة" لـ"الكوفية": "أنا أسير محرر قضيت في سجون الاحتلال 10 سنوات متتالية، تم اعتقالي في 9/11/2001 إلي أن تم إبرام صفقة تبادل الأسري صفقة وفاء الأحرار، خرجت من السجن لأتنسم هواء الحرية، ولكن اكتشف الأطباء وجود سرطان في مفصل الحوض، وتقرر تحويلي للعلاج في مصر، بعد سيل من المناشدات حصلت علي تلك التحويله والتغطية المالية الخاصة، وقضيت رحلة علاج مريرة، ولازلت أتعالج حتى اليوم من مرض السرطان، إلي أن جاءت مسيرات العودة وبدأنا بالمشاركة في تلك المسيرات علي أمل أن يتحقق حلمنا في العودة إلي أراضينا المحتلة، وفي يوم 9/11/2019 خلال تواجدي في منطقة أبو صفية تعرضت للإصابة بطلق ناري متفجر دخل في القدم اليمني وانفجر في القدم اليسري، أدي ذلك الطلق إلي تهتك العظام والمفصل أسفل القدم".

رحلة علاج مريرة

يتحدث "عفانة" لـ"الكوفية" عن رحلة العلاج التي لازالت مستمرة قائلاً: "لحظة إصابتي تم نقلي إلي المستشفي الميداني شرق مخيم العودة، وتم إجراء الإسعافات الأولية اللازمة، ومن ثم تم نقلي إلي مستشفي العودة شمال القطاع، بعدها جرى تحويلي إلي مستشفي الشفاء وسط مدينة غزة لأقضي 16 يوماً في العناية المكثفة وسط غيبوبة، وبعد الإفاقة من الغيبوبة تم تركيب جهاز بلاتين للقدم، ولكن كنت أعاني من تهتك في العظام أدي إلي نقص 16 سنتمتر من القدم، وتم إجراء 16 عملية جراحية في القدم في مستشفي الشفاء والإندونيسي، تلك العمليات التي تم إجرائها علي مدار 75 يوماً، ومن ثم غادرت المستشفى على أمل إكمال العلاج والمتابعة مع أطباء بلا حدود، ولكن بلا جدوى.

ألم جديد

لم تتوقف المعاناة عند هذا الحد.. هكذا قال "عفانة"، مضيفًا:  كنت علي موعد مع ألم جديد بعد فشل الأطباء في زراعة عظام، وكذلك التهاب القدم الحاد، فقرر الأطباء بتر القدم مساء 4/4/2019 في مستشفي الإندونيسي، لأقضي 75 يومًا جديدًا في مستشفي الإندونيسي ولا زلت حتى الآن في المستشفي".

لماذا قطعوا راتبي؟

"عفانة" أكد أن أكثر شيء مؤلم مر به كان علمه بقطع راتبه في شهر يناير الماضي من قبل السلطة برام الله، دون سبب، عندها شعر أنه شخص بلا قيمة.

وأضاف أنه الآن يقتات على إعانات الناس، ويجلس في انتظار من يعطيه 50 شيكل، لا يعلم ماذا يفعل بها وكيف يسير بها شؤون أسرته، الأمر الذي جعلني أشعر بالحسرة على ضياع عمري، وزهرة شبابي التي قضيتها خلف القضيان، وفي النهاية يصدر قرار بقطع راتبي.. فكيف أعيل أسرتي بعد قطع راتبي وكيف أدفع أجرة المنزل وأنا مبتور القدمين.

مناشدة

في نهاية حديثه لـ"الكوفية" وجه "عفانة" مناشدة للسلطة قال فيها: "لا أناشد أحد لتركيب طرف صناعي بدلًا من المبتور، ولا أريد علاج بالخارج فأعلم أني لن أتمكن من السفر، بسبب المنع الأمني، ولكني أناشد السلطة بكافة مكوناته وقادتها لإعادة راتبي، لأنه قوت أطفالي، ومن حقهم وليس لأحد الحق في قطعه".