نشر بتاريخ: 2019/05/02 ( آخر تحديث: 2019/05/02 الساعة: 13:07 )

خاص بالفيديو|| بلال مسعود.. بوعزيزي فلسطين الذي رفض المسؤولون علاجه فرحل وأحرق القلوب

نشر بتاريخ: 2019/05/02 (آخر تحديث: 2019/05/02 الساعة: 13:07)

غزة- محمد عابد: بلال مسعود شاب فلسطيني ثائر، انتفض لفلسطين ولبي ندائها، ولكن لم ينتفض له أحد من المسئولين، الجميع تركه يعاني ألم الإصابة، ألم أصبح كابوساً يطارد بلال في الصحو والمنام، لم يتواني بلال لحظة في الدفاع عن الحق الفلسطيني في العودة، الحق الفلسطيني في الدفاع عن القدس ونصرتها، لبي في البداية نداء القدس وانتفض لها، حين أعلن الرئيس الأمريكي ترامب نقل السفارة إلي القدس، فكان أول الثوار المحتشدين عند الحدود الشرقية لقطاع غزة، ومن ثم التحق في مسيرات العودة ولم ينقطع لحظة عن تلك المسيرات.

بلال مسعود ذلك الأشقر العشريني، صار علي خطي الشهيد أحمد جرار ابن الضفة الغربية، لطالما حلم بالعودة إلي أراضينا المحتلة، وهذا الذنب الذي ارتكبه من وجهة نظر العدو الصهيوني، بلال ذلك الشاب الذي أربك الاحتلال  بحجر ومقلاع، لا ينتظر أن يتناول طعام الغذاء مع والدته بل كان يأخذ طعامه ليتناوله مع رفاقه في مخيم العودة ,عام وأكثر من عام مرت علي إصابة بلال ولم يتحرك له أحد من المسئولين ,حرم من العلاج وترك يعاني إلي أن كان علي موعد مع القدر والرحيل بعد أن أقدم علي إحراق نفسه مساء 21/4/209 بعد قضاء 10 أيام متتالية في العناية المكثفة، انتقل إلي جوار ربه مساء الثلاثاء 30/4/2019.

""الـكوفية"، التقت بوالدة بلال مسعود التي تحدثت عن ظروف إصابته وقالت: "أُصيب بلال في الجمعة الثانية لمسيرات العودة الكبرى 6/4/2018، خلال مشاركته في مسيرة العودة في منطقة أبو صفية، حيث أصيب بثلاث طلقات نارية أحدها أصابت يده اليمني، وطلقين في قدميه، كانت الطلقات التي أصابت قدمي بلال طلقات متفجرة، أدت إلي تهتك العظام وانقطاع شرايين الدم الرئيسية، ودخل في غيبوبة، لينقل بلال علي إثرها إلي مستشفي الإندونيسي شمال القطاع، ليقضي أربعة أيام في المستشفي حيث تم تشخيص حالة القدمين بتر، ولكنه رفض البتر، فقرر الأطباء إجراء عدة عمليات له، ولكنها لم تنجح فقد أصيبت قدميه بسقوط حاد، وكذلك شرخ في العصب، وتهتك في عظام القدم، أدت إلي صعوبة التئام العظام وعودته إلي وضعه الطبيعي، وقرر الأطباء تخريجه من المستشفي بسبب زيادة أعداد الجرحى هناك، ليعود مرة أخري بعد تدهور حالته ليقضي 5 أيام في مستشفي  الشفاء في مدينة غزة، تم خلالها إجراء عملية زراعة عظام، ولكنها لم تنجح، وكذلك تم إجراء ثلاث عمليات أخري له أيضا باءت بالفشل وتسببت في قصر القدم ؟.

تحويله للخارج لم تكتمل

بعد سيل من المناشدات حصل بلال مسعود علي تحويله للعلاج في جمهورية مصر العربية ولكن الحظ لم يحالفه ولم يتمكن من مغادرة القطاع، وحصل علي تحويله جديدة للعلاج في الأردن ولكن الحظ لم يحالفه أيضا، بسبب الرفض الأمني الإسرائيلي له، وبقي بلال يتلقي العلاج في غزة ويتابع في أصدقاء المريض وأطباء بلا حدود، إلي أن نصحه أحد الأطباء بضرورة البحث عن واسطة للحصول علي تحويله جديدة لان الأمل مفقود من علاجه هنا في القطاع، وبالفعل سعت عائلته للحصول علي تحويله جديدة ولكن الإمكانيات المادية حالت دون ذلك، فلم يتمكن من توفير ثمن جواز السفر، ولم يتمكن من توفير مواصلات الطريق , ولم يتمكن من توفير العلاج الخاص".

قرار الانتحار لم يكن بهدف الانتحار

حين عجز بلال عن توفير ثمن جواز سفره، وتوفير علاجه وثمن مواصلات الطريق للسفر، وحين سمع كلام الطبيب أنه لا أمل من علاجه هنا في غزة، انهارت نفسيته، وسيطر عليه اليأس, وتمالك منه شعور الإحباط، وقرر أن يشعل النار بنفسه، حين سكب علي نفسه البنزين، وأشعل النار في نفسه، أمام مرآي ومسمع والدته وأصدقائه، لينقل بعدها إلي المستشفي في حالة خطيرة جد، قضي هناك عشرة أيام حرق خلالها قلب عائلته، إلي أن انتقل إلي الرفيق الأعلى".

جنازة مهيبة

حين جاء نبأ وفاة الشاب بلال "إنتفضت جباليا رأس علي عقب، لأن الجميع سمع بقصة هذا الشاب، والجميع قرأ مناشداته للمسئولين، الجميع يعيي جيدا أنه بحاجة للعلاج، بلال شاب أحبه الصغير قبل الكبير في مخيمه، كان يساعد الجميع، لذلك خرجت جباليا عن بكره أبيها في تشيع جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب ليواري جسده الطاهر الثري.

بلال أحرق نفسه ليوصل رسالة للمسئولين

بلال الذي عاني لما يزيد عن عام كامل، حين أقدم علي إشعال النار بنفسه لم يكن يريد أن يموت كافراً كما قال البعض، ولكنه أراد أن يوصل رسالة لكافة المسئولين أنه إنسان يحق له العلاج , كان يريد منهم أن يشعروا بألمه، ووجعه، أن يشعروا بمعاناته لا يشاركوه إياها، بلال حين لبي نداء الوطن واستجاب لصوت الوطن لم يكن ينتظر مكافأة أو رتبة ولكنه كان يحلم أن يحيا حياة كريمة في وطنه، ولكن قيادات هذا الوطن لم تكترث له ولم تقدر تضحيته وتركته يتخذ قرار الموت رغما عنه.