سياسيون لـ«الكوفية»: الاحتلال يسعى لتصفية القضية ولا بديل عن توحد الفصائل
سياسيون لـ«الكوفية»: الاحتلال يسعى لتصفية القضية ولا بديل عن توحد الفصائل
غزة_ محمد جودة: واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الغاشم على قطاع غزة المحاصر، في مشهد أعاد للأذهان حرب 2014، الأمر الذي أسفر عن سقوط 7 شهداء، ومئات الجرحى، فيما لاتزال الحصيلة مرشحة للزيادة.
التصعيد جاء بعد فترة من الجمود، أو ما أطلق عليها "التهدئة" بين فصائل المقاومة والاحتلال، حيث سعى بنيامين نتنياهو قبل عدة شهور لإبرام صفقة مع الفصائل في القطاع للتهدئة، حتى يضمن الفوز في الانتخابات والبقاء في منصبه لفترة خامسة، وهو ما حدث بالفعل.
محللون سياسيون أكدوا لـ"الكوفية" أن الأوضاع لم تحدد بعد، وأن كل الاحتمالات واردة بشأن التصعيد، مطالبين الفصائل بالتوحد لمواجهة العدوان الاسرائيلي والمخطط الأمريكي الهادف لتصفية القضية الفلسطينية.

عبد الحكيم عوض: الاحتلال ينفذ جريمة حرب
حمل عضو المجلس الثوري لحركة فتح الدكتور عبدالحكيم عوض، الإحتلال الإسرائيلي مسؤولية التصعيد الراهن في غزة.
وأضاف، في تصريح لـ"الكوفية"، أن استمرار الاحتلال بـ"قصفه للمواطنين والمنازل والمنشآت في قطاع يندرج تحت جرائم الحرب، دون أي رادع دولي يضع حدا لتغول الاحتلال في استباحة الدم الفلسطيني.
وتوقع عوض، بأن تثمر الجهود المصرية في احتواء التصعيد الراهن وعدم تفاقمه خلال ساعات أو يومين على أبعد تقدير، مضيفا: "وقف التصعيد لا يعني إنتهاء المعاناة في قطاع، وأنه لابد من ضغط دولي على الاحتلال برفع الحصار عن قطاع غزة، ولا يمكن منطقيا أن تقوم إسرائيل بحصار غزة وتجويعها وإغلاق معابرها وإغلاق البحر أمام الصيادين واستهدافها للمواطنين السلميين بإصابتهم وقتلهم بأسلحة محرمة دولية، ومن ثم يطلب من شعبنا الصمت أمام كل تلك الجرائم".
وطالب عوض، "المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، مضيفا: على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته أمام كل ما يرتكبه جيش الاحتلال الاسرائيلي سواء في قطاع غزة او الضفة الفلسطينية والقدس المحتلتين.
ودعا عوض الفصائل الفلسطينية إلى العمل على الوحدة الوطنية لمواجهة العدوان الإسرائيلي والمخطط الأمريكي الهادف لتصفية القضية الفلسطينية وفقا للصفقة المسماة "صفقة القرن".

الشريف: التصعيد مستمر
من جهته قال المحلل والكاتب السياسي الدكتور طلال الشريف، إن التصعيد الجديد على قطاع غزة، هو حالة من "محاولات الضغط في إتجاه تخفيف أو رفع الحصارعن القطاع".
وأضاف في تصرح لـ"الكوفية": "التصعيد الحالي يأتي بعد أن زالت كل أسباب إنتظار تنفيذ تفاهمات التهدئة وهي الانتخابات وتشكيل الحكومة الاسرائيلية، والتي على ما يبدو تريد إسرائيل المماطلة في تنفيذها، وإدارة الظهر لها لتفويت الفرصة على فصائل الغرفة المشتركة من التحكم في حالة الاشتباك وقواعده الجديدة".
وأشار إلى أن "تطورات الحالة الراهنة واحتواء التصعيد وتوسيع رقعة الاشتباك أو توقفها سيكون مرهون بالتدخلات والجهود التي يبذلها الجانب المصري".
وأضاف: سنكون أمام حالتين، الأولى: "في حالة التصعيد واتساع دائرة التوتر، سننتقل لحالة جديدة بالمطلق إما فرض شروط إسرائيل لتهدئة بعد إشتباك موسع لن يصل لحرب شاملة، إلا في ظروف نادرة وخطيرة قد تطرأ على الاشتباك أو فرض المقاومة شروط جديدة تعتبر نصرا لأجندة المقاومة وتتغير عندها الحالة في غزة تحسنا أو تدهورا".
وأكمل، الحالة الثانية وهي "إنحسار الاشتباكات وتهدئة الوضع من جديد، حينها سنعود لحالة الروتين السابقة وهذا هو المرجح والأكثر توقعا.
عطا الله: الجهود المصرية ستحتوي التصعيد
من جانبه توقع المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي أكرم عطالله، أن يكون التصعيد الحالي على قطع غزة محدودا.
وأضاف عطالله، لـ"الكوفية"، أن التصعيد الراهن مرتبط بالظرف الإسرائيلي الداخلي، خاصة أن إسرائيل معنية جدا بإنجاح احتفال الأغنية الأوروبية الذي سيعقد في الفترة بين 14 و18من الشهر الجاري"، وكذلك احتفالات إقامة دولة إسرائيل (نكبة فلسطين)، منتصف الشهرالجاري، مضيفًا: على الأغلب فإن التوتر الحالي سيمر بأي شكل من الأشكال، "وبعد ذلك ربما يختلف الأمر".
وتوقع عطالله، نجاح الجهود المصرية في احتواء التصعيد الإسرائيلي على القطاع.

ياغي: التصعيد مستمر
من جهته وصف الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي، "جولة التصعيد السائدة ضد قطاع غزة، هذه الأثناء ليست كسابقاتها من جولات الاشتباك، لا من حيث الظرف الدولي، حيث ينشغل العالم بالوضع في فنزويلا إضافة إلى تأجيل الاعلان عن الخطة الأمريكيه المسماه صفقة العصر"، في حين الإقليم منشغل في العقوبات الأمريكية التي دخلت حيز التنفيذ ضد إيران.
وأضاف ياغي في تصريح لـ"الكوفية": "بالنسبة للأوضاع المحلية فـ"هناك يوجد تفاهمات لم تلتزم بها دولة الاحتلال"، والتي تمت برعاية مصرية إلى جانب مشاورات نتنياهو لـ"تشكيل حكومة جديدة برئاسته، لذلك سنرى جولة مؤلمة وقوية، لكنها ستنتهي بتفاهمات جديدة وطويلة، تعطي نتنياهو الفرصة لتشكيل حكومته اليمينية بعيدا عن طرح كيفية التعامل الأمني مع غزة والتي هي أحد مطالب حزب ليبرمان وحزب اليمين الموحد".
ووتوقع ياغي، استمرار التصعيد الإسرائيلي لعدة أيام قبل التوصل لهدنة حقيقية إن لم تتدحرج الأمور بسب خلل ما يتسبب به صاروخ او قصف طائرة، مضيفًا: إسرائيل تريد استباق مهرجان الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)، ويوم إعلان قيامها بعملية محدودة تجلب هدوءًا يتم الاتفاق عليه ولفترة طويلة بعض الشيء، وتؤدي إلى رفع بعضا من الحصار المفروض على قطاع غزة، وإعطاء فرصة للأطراف الاقليمية للضغط لتحقيق مصالحة فلسطينية داخلية تعمل على رفع الحصار بشكل كامل قبل الاعلان عن الخطة الأمريكية في منتصف حزيران المقبل".
وتوقع ياغي، أن "الجهاد الاسلامي قد يكون عائق امام سرعة التوصل للهدنة، ولكن في النهايه سيلتزم الجهاد بالموقف الذي تجمع عليه فصائل المقاومة.
مع تواصل العدوان الإسرائيلي تبقى كل الاحتمالات واردة، فالأوضاع تنذر بالإقتراب من تكرار مشهد حرب 2014، لكن الظروف السياسية تحتم على الاحتلال إنهاء تلك العملية العسكرية في أقرب وقت، وقبل فترة كافية من مهرجان الأغنية الأوروبية "يورو فيجن"، الذي يظل حتى هذه اللحظة رهن صواريخ المقاومة.