نشر بتاريخ: 2019/05/07 ( آخر تحديث: 2019/05/07 الساعة: 01:30 )
حسن عصفور

ما بعد غزوة غزة ومنحة قطر...المشترك الإنساني أولا!

نشر بتاريخ: 2019/05/07 (آخر تحديث: 2019/05/07 الساعة: 01:30)

دون التوقف كثيرا أمام ما تحاول بعض الأطراف القيام به، لتبهيت قيمة "الحدث الغزي" وفقا لرغباتها، أو تقزيم نتائجها الى الجانب مالي دون غيره، فتلك مسألة لا يجب التوقف أمامها لأن غايتها في "النفس اليعقوبية" معلومة جدا، ولن تتوقف في القريب.

لكن المسألة الراهنة المباشرة على جدول الأعمال بعد الغزوة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والمواجهة الوطنية لها في ظل عمل عسكري مشترك (التقييم النهائي في مرحلة لاحقة)، هو كيفية العمل المشترك لمواجهة البعد الإنساني الذي انتجته تلك الغزوة، دمارا وقتلا وتشريدا.

الأولوية المباشرة، وخاصة بعد أن تقدمت دولة قطر مشكورة، بـ 480 مليون دولار دعما لمختلف القطاعات، هو كيفية إدارة "المال – المنح – المساعدات" التي تصل الى قطاع غزة، لضمان المساواة، وكي لا تتكرر مظاهر سلبية مأساوية منذ الحرب العدوانية عام 2014، لا زال عشرات من عائلات دمرت منازلهم مشردين، او باتوا مشردين بعد توقف الأونروا عن دفع ايجار بيوتهم، نتاج عجز مالي.

الاعتراف بقيمة العمل المشترك العسكري في الرد على العدوان، يجب أن يكون الحافز المركزي لكيفية تعميم تلك التجربة على مختلف الأنشطة التي تواجه قطاع غزة وأهله، وخاصة مواجهة كل ما له علاقة بما تركته تلك الغزوة الأخيرة على القطاع، ولذلك وجب الاتفاق على تشكيل "هيئة وطنية مشتركة" لمتابعة الخسائر الإنسانية والاقتصادية، بالتعاون مع المؤسسات القائمة، وأن تكون ذاتها هيئة رقابة وإشراف عليها، وألا يكون المال المقدم لقطاع غزة بيد جهة واحدة.

الاهتمام الفوري المباشر بالبعد الإنساني لما بعد العدوان، ليس هبة من هذا او ذاك، بل هو ضرورة وطنية يجب أن تكون أولوية لأن من دفع ثمنا للغزوة لا يجب تجاهله كما كان في فترات ماضية، خاصة وأن الجبهة الداخلية مثلت رافعة هامة لدعم حركة الفعل الكفاحي، دون نسيان أن المواجهة لن تتوقف عند هذه الغزوة وما نتج عنها من اتفاقات.

بالتأكيد قد ترى بعض مراكز الحزبية الحاكمة في غزة، ان ذلك مساس بها وبسلطتها، وهذا غير دقيق وأيضا غير صحيح، فما سيكون لم يعد ملكا لحزب أو فصيل، والمعركة ليست صاروخا فحسب، بل هي وحدة متكاملة، تبدأ أولا بالمواطن الحارس الأمين على الجبهة الداخلية والضامن الأول للأمن الداخلي قبل أي جهاز أو فصيل، وهو من يدفع الثمن أكثر من كل الأجهزة.

والعمل الإنساني المشترك ليس تشكيكا بل تطويرا وتحسينا كي يتماثل مع "العمل العسكري المشترك"، فلا يجوز أن تكون قوة الردع مشتركة وبعده يذهب كل في طريق، فتلك نزعة تكرس الأسوأ في الجانب البشري، وتفتح الباب لكل أبواب الشك والريبة، اين كانت الحقيقة، وقطاع غزة منطقة مغلقة تصبح الشائعة بها حقيقة الى زمن حتى لو تم معرفة أنها غير ذلك.

كل رسالة مشتركة هي نصر سياسي مضاف، وتعزيز للوحدة الداخلية التي تآكلت كثيرا، بل وصلت الى مرحلة من الانهيار، ولولا بعض ملامح المواجهة سواء في أيام الجمع عبر مسيرات كسر الحصار او المواجهة العسكرية لكان المشهد كارثيا.

ولسنا بحاجة للتأكيد، ان العدو، بكل مسمياته، لن يترك "الجبهة الغزية" تسير فرحة بما تحقق عسكريا، ولن يقف متفرجا، بل سيعمل بكل السبل لنهش الجسد حيث يستطيع، فلا يجب مساعدته تحت أي ذريعة كانت.

المشترك قوة، فلا تهزموه ببعض مطامع حزبية – فئوية...!

 

ملاحظة: استنفرت أمريكا قوتها السياسية لدعم الكيان الفاشي في تل أبيب، ترامب، بومبيو ومستشارين وكل من هب ودب من "بني صهيون الأمريكان"، لولا الوجع الذي كان لما كانت هيك فزعة...تسلم الأيادي اللي أوجعت!

 

الكوفية تنويه خاص: منع حركة حماس وزير من حكومة رام الله من تقديم "الخدمة" خطوة غير حكيمة، فما دام يعمل وله مقر معترف به وكانت تسمح لمن سبق لا يجوز المنع، لتعتبره "هيئة إغاثة"...بطلوا "صبيانية