خاص|| الفصائل ردًا على كوشنر: لا نقايض أرضنا بالمال
خاص|| الفصائل ردًا على كوشنر: لا نقايض أرضنا بالمال
شعبان فتحي: عبرت الفصائل الفلسطينية عن رفضها للورشة الأمريكية في البحرين ومخرجاتها، والتي أعلن مستشار الرئيس الأمريكي جارد كوشنر، بعض تفاصيلها اليوم، وتتضمن ضخ استثمارات بالمليارات في الأراضي الفلسطينية، مؤكدين أن المساع الأمريكية ما هي إلا محاولة يائسة لقتل الطموحات السياسية للشعب الفلسطيني، في إقامة دولته.
كوشنر يغازل الفلسطينيين بالمال
قال جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن أول مرحلة في "صفقة القرن"، تشمل استثمارات قدرها 50 مليار دولار، وإقامة طريق بتكلفة 5 مليارات دولار عبر "إسرائيل" لربط الضفة الغربية بقطاع غزة، حسبما نقلت عنه وكالة "رويترز"، اليوم السبت.
وذكرت "رويترز"، أن مسؤولين أمريكيين ووثائق، أوضحوا أن "صفقة القرن"، تشمل 179 مشروعًا للبنية الأساسية وقطاع الأعمال، وتقترح إقامة طريق بتكلفة 5 مليارات دولار عبر "إسرائيل" لربط الضفة بغزة.
ومن المقرر أن يعلن، كوشنر صهر ترامب، عن "صفقة القرن" خلال "الورشة الأمريكية في البحرين" هذا الأسبوع، وفقا لرويترز.
وبحسب التقارير، تتضمن الصفقة تخصيص 25 مليار دولار للضفة الغربية وقطاع غزة على مدار 10 سنوات قادمة.
ومن المرتقب أن تكشف الولايات المتحدة في 25 و26 يونيو/ حزيران الجاري، خلال "الورشة" عن الشق الاقتصادي من "صفقة القرن"، التي لم يُكشف عن شقها السياسي بعد.
لا مجال لمقايضة الحق الفلسطيني بالمال
حركة حماس أكدت في بيان صحفي أن الإدارة الأمريكية لا تزال تعيش في وهمها بأن الشعب الفلسطيني يمكن أن يقايض حقوقه ومقدساته بأي مشاريع أو أموال، وأخر تجليات هذا الوهم حديث كوشنر عن رصد أموال للورشة الأمريكية في البحرين.
وأكد المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع أن تصريحات "كوشنر" ومقترحاته الاقتصادية تكشف أهداف "الورشة" وتحويل قضية الشعب الفلسطيني إلى قضية إنسانية واقتصادية بهدف تمرير صفقة القرن وهو ما يرفضه شعبنا وسيواصل نضاله لإفشال ذلك.
إبتزاز مهين للعرب
حركة فتح أكدت أن الحل المقدم من الإدارة الأمريكية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قائم على استخدام المال العربي لقتل الطموحات السياسية للشعب الفلسطيني.
وقالت الحركة في بيان لها، "أليس الأجدرُ بالعرب أن لا يسمحوا لأمريكا بابتزازهم بهذا الشكل المهين وأن يقوموا عوضاً عن ذلك بإعادة طرح المبادرة العربية للسلام وتوفير الغطاء المالي اللازم لتنفيذها؟".
جريمة أخلاقية
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الدكتور جميل عليان، قال إن الورشة الأمريكية في البحرين هي الشكل الأكثر تعبيرا عن الرؤية الأمريكية والصهيونية لحل المشكلة الفلسطينية والتي تؤسس لحل القضية الفلسطينية بعيدا عن اَي ابعاد سياسية او حقوق وثوابت للشعب الفلسطيني.
وأكد د.عليان في تصريح صحفي أن المشاركة في هذه الورشة أيا كانت الإفرازات او الضغوطات هي جريمة أخلاقية ووطنية وعروبية وسياسية، معتبرا المشاركة اصطفافا مع المؤامرة الصهيو أمريكية ضد الشعب والأرض الفلسطينية.
وأضاف: إن مؤامرة الازدهار مقابل السلام تزيد من اشتعال المنطقة ضد أمريكا وإسرائيل ولن تجلب لدعاة هذا الشعار والمشاركين فيه سوى المزيد من العنف والمواجهة في المنطقة".
وأشار عليان إلى أن الإجماع الفلسطيني بداية جيدة لمواجهة صفقة القرن، مستدركا بالقول: لكن هذه الخطوة تحتاج إلى بدايات قوية تقلب الطاولة على الجميع وأهمها العودة الى مربع إلغاء أوسلو وكل مخرجاتها ومواجهة الصفقة بعيدا عن كل مظاهر الخلاف والانقسام وتحويل هذه المواجهة الى فرصة للمصالحة وترتيب البيت الفلسطيني".
ودعا د. عليان إلى رفع الغطاء عن كل فلسطيني يحاول المشاركة في ورشة المنامة والارتقاء بالتنسيق الوطني بين كل المكونات السياسية والحزبية للشعب الفلسطيني.
لا عذر لكل المشاركين في الورشة
القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر، قال "لا عذر لكل من يشارك عربياً في الورشة الأمريكية بالبحرين، الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، والأصل أن يتم مقاطعة مؤتمر الخزي والعار من النظام العربي الرسمي".
خطة لمواجهة "صفقة ترامب"
قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض، إن "الرفض الفلسطيني للورشة الأمريكية في البحرين، لم يعد كافيًا، وبات المطلوب اتخاذ خطوات جادة لمواجهتها تتمثل في إعلان حركة حماس قبول الحكومة الفلسطينية الواحدة والتمثيل الفلسطيني الموحد عبر منظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم الذهاب للاتفاق على التفاصيل المختلف عليها فلسطينيا بما يضمن الاتفاق على معالجة أوجه الخلاف والتباين كافة.
وكتب "العوض" على صفحته بموقع "فيسبوك"، "من أجل مواجهة الخطى المتسارعة لعقد ورشة البحرين التي تمثل حجر الأساس لانعاش صفقة القرن وفِي ضوء اتضاح المشاركة غير المبررة لعدد من الدول العربية، لم يعد مجرد الإعلان عن الرفض الفلسطيني على أهميته كافيًا ، بل بات المطلوب خطوات عملية لمواجهة تلك الورشة".
سيظل الرفض الفلسطيني موجودًا طالماً بقي على هذه الأرض طفل يدافع عن حقه في دولته التي سلبها الاحتلال، وأبدًا لن ينخدع أحد في نوايا الأمريكان الخبيثة، والتي غلفوا بها الورشة الأمريكية في البحرين، مؤكدين أنها منجم الذهب الذي سيحول فلسطين إلى جنة الله في الأرض، متناسين أن الفلسطيني لا يقايض أرضه بالمال.