غزة- عهدأبو خوصة: لم يترك الاحتلال الإسرائيلي أيًا من إجراءات القمع والقهر والابتزاز والمنع والأساليب التعسفية، إلا واستخدمها بحق شعبنا.. المجال الرياضي أيضًا لم يخل من هذه التدخلات، حيث يمنع الاحتلال الرياضيين الفلسطينيين من المشاركة في المسابقات الرياضية للألعاب المختلفة في المحافظات الشمالية والجنوبية بشكل موحد، أسوة بكل دول العالم.

الاحتلال عدو الرياضة

الاحتلال عمد إلى فصل شقي الوطن في كل شيء، حتى طال الأمر المسابقات الرياضية، مما نتج عنه إلغاء الاحتكاك والمشاركات الرياضية بين الضفة والقطاع، باستثناء المباريات النهائية فقط.

لقاء طال انتظاره

يلتقي، يوم غد الأحد، بطل الضفة الغربية في كأس فلسطين مركز شباب بلاطة مع نظيره مركز خدمات رفح الفائز في بطولة الكأس، والتي تقام في قطاع غزة على ملعب رفح في مباراة الذهاب لتحديد الفائز ببطولة كأس فلسطين.

بلاطة في القطاع

وصلت البعثة الرياضية لمركز شباب بلاطة إلى قطاع غزة، عبر معبر بيت حانون، أمس الجمعة، وكان في استقبالها أعضاء الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم واللجنة الأولمبية، ومجلس إدارة خدمات رفح وعدد من الرياضيين.

وأعرب اللاعبون عن سعادتهم الغامرة بعد وصولهم إلى القطاع، خاصة أن معظمهم يدخل القطاع للمرة الأولى في حياته.

عراقيل إسرائيلية

بعد مواجهة كل العراقيل والإجراءات العقابية التي وضعها أمامهم الاحتلال الإسرائيلي، نجح لاعبو فريق بلاطة في دخول القطاع.

الاحتلال مارس ضغوطًا غير مبررة وفرض إجراءات عقابية على الفريق، كان من بينها رفضه منح الكابتن سعيد أبو الطاهر، المدير الفني لفريق بلاطة، تصريحًا لدخول قطاع غزة، مما منعه من المشاركة مع فريقه في المباراة المقررة مع مركز شباب رفح على كأس البطولة.

قال اللاعب مركز شباب بلاطة وكابتن المنتخب الوطني عبد اللطيف البهداري لـ"الكوفية": الحمد لله سعداء بوجودنا بين أهلنا وجمهورنا في غزة، وهو حلم كل لاعب اللعب بدخول القطاع واللعب في ملاعب غزة.

وأضاف، "استعداداتنا كانت جيدة وبعد سفر طويل، نسعى لتحقيق الفوز والحصول على البطولة".

مواجهة الشقيقان

وقال "البهداري"، "بالنسبة لمواجهة شقيقي الذي يلعب ضمن صفوف مركز خدمات رفح، هذه المواجهة أتمناها منذ فترة طويلة، وكل لاعبي خدمات رفح أشقائي، وسبق لي اللعب إلى جانب الكابتن إسلام أبو عريضة ومحمود النيرب ومحمد حجاج، وأفتخر أني حققت إنجازات مع فريق خدمات رفح، وأتمنى الفوز بلقب الكأس مع فريق بلاطة، في النهاية هذه هي حال كرة القدم فوز وخسارة".

خدمات رفح يرحب ببلاطة

في اتصال مع عضو مجلس إدارة خدمات رفح "عماد شعث"، رحب ببعثة مركز شباب بلاطة ووجودهم في الشق الثاني من وطنهم بين أهلهم وحضورهم للمشاركة في مباراة الذهاب على الرغم من كل الإجراءات الاحتلالية والمصاعب التي واجهت الفريق حيث أشار"شعث" إلى أن الاحتلال على مدى أربعة مواسم متتالية من بطولة كأس فلسطين تعمد منع لاعبين وإداريين من الفرق المشاركة في هذه البطولة من التنقل بين المحافظات الشمالية والجنوبية.

وأضاف، أن "علاقة الترابط بين الأندية في المحافظات الشمالية والجنوبية هي علاقة راسخة وقوية، ونأمل أن يكون هناك حرية في الحركة وسهولة الانتقال بين اللاعبين والحكام والخبرات الرياضية بين شقي الوطن لما له من انعكاسات إيجابية على الحركة الرياضية في فلسطين".

يذكر أن كأس فلسطين "بطولة لكرة القدم" يقيمها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم سنويا في الأراضي الفلسطينية، وتعتبر البطولة الثانية من حيث الأهمية بعد بطولة الدوري الفلسطيني، وتشارك فيها جميع الأندية المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث تقام البطولة الكأس بشكل منفصل بين محافظات الضفة الغربية وبطولة الكأس في قطاع غزة وذلك بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي تنقل اللاعبين والأندية.

ومنذ العام الماضي 2015 انتزع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تعهدًا من "الفيفا" بالضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي للسماح للأندية والفرق الرياضية بالتنقل بين شقي الوطن، وهذا ما نتج عنه إقامة أول نهائي كأس فلسطين على مستوى الوطن بين بطل كأس الضفة وبطل كأس غزة.