نشر بتاريخ: 2019/06/30 ( آخر تحديث: 2019/06/30 الساعة: 05:41 )
إيف إنغلَر

معادون للفاشية إلا عند دعم «إسرائيل»

نشر بتاريخ: 2019/06/30 (آخر تحديث: 2019/06/30 الساعة: 05:41)

على الرغم من أن معظم العالم صوت لصالح وصْم الصهيونية بأنها شكل من أشكال العنصرية عام 1975، فإن كثيرين ممن يصفون أنفسهم بأنهم مناوئون للعنصرية في كندا، يرفضون تحدي غلاة اليمين المتطرف عندما يعملون لخدمة تلك الحركة الاستعمارية الأوروبية.

وفي مطلع شهر يونيو/حزيران، احتج 50 إلى 100 ناشط يميني بقيادة «رابطة الدفاع اليهودية»، على مسيرة مؤيدة للقدس في تورونتو. وانضمت إليهم مجموعات يمينية متطرفة مختلفة. وقد أطلقوا سيلاً من الشتائم المناوئة للعرب والمسلمين، وطالبوهم بأن «يعودوا إلى بلادهم».

واستمد مهرجان الكراهية التشجيع من عدد من معلقي وسائل الإعلام اليمينيين المتشددين.

وكانت كاتبة العمود في صحيفة «تورونتو صَن»، «سو آن ليفي»، موجودة بعد كتابة نصف دزينة من الأعمدة التي تهاجم «السّم» الذي يبثه المحتجون المؤيدون للقدس، وتتهمهم بتشجيع «الإسلام المتطرف» و«الإرهاب».

كما عمل «أبناء العهد»، وأصدقاء مركز سيمون ويزينتال لدراسات الهولوكوست، ومركز الشؤون «الإسرائيلية» واليهودية، باجتهاد لوصم المسيرة المؤيدة للقدس بالشر.

وقال «آفي بِنلولو»، رئيس مركز ويزينتال: «إن الأطفال المسلمين يُستخدَمون بيادق لترويج معاداة السامية، والكراهية والتعصب.. ونحن نوصي بقوة بأن تقوم السلطات، بما في ذلك منظمات مساعدة الأطفال الإقليمية، بالتحقيق في استخدام القاصرين لغرض التحريض على الكراهية».

وقامت المنظمات اليهودية الموالية ل«إسرائيل» بالتنسيق مع مستشار مدينة تورونتو «جيمس باسترناك، في مسعى لجعل المدينة تمنع إحياء يوم القدس.

وعملت في هذا الجهد مع رابطة الدفاع اليهودية العنصرية والعنيفة، وكانت المجموعة معاً في اللجنة التنفيذية للمدينة في الأول من مايو/أيار في محاولة لقمع يوم القدس.

ومن الجدير بالذكر، أن موقع فيسبوك، أغلق حساب رابطة الدفاع اليهودية في كندا، واصفاً إياها بأنها «منظمة خطيرة». وفي عام 2011، أجرت الشرطة الاتحادية الكندية تحقيقاً ضد عدد من أعضاء رابطة الدفاع اليهودية، يُعتقد أنهم كانوا يخططون لتفجير «بيت فلسطين» في مدينة ميسيسوجا، في ولاية اونتاريو، وفي عام 2017، نظم أعضاء الرابطة في تورونتو، حشداً من الغوغاء هاجم المحتجين عند مؤتمر لجنة العلاقات العامة الأمريكية «الإسرائيلية» في واشنطن العاصمة.

وفي الولايات المتحدة، وصف مكتب التحقيقات الفيدرالي، (اف بي آي)، رابطة الدفاع اليهودية بأنها «مجموعة إرهابية يمينية» في عام 2001، بعدما أدين أعضاؤها في سلسلة من أعمال الإرهاب، بما فيها قتل المدير الإقليمي للجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز، والتآمر لاغتيال أحد أعضاء الكونجرس.

وقام عضو في المنظمة الشقيقة لرابطة الدفاع اليهودية في «إسرائيل»بقتل 29 مصلياً فلسطينياً في مذبحة الحرم الإبراهيمي الشريف قبل 20 عاماً.

وقد تجاهلت الجماعات والأفراد الذين يزعمون أنهم يراقبون اليمين المتطرف، مسيرة الناشطين اليمينيين في يوم القدس.

ولم يقولوا شيئاً عن موظف منتخب يعمل مع رابطة الدفاع اليهودية في دار البلدية (أو عن مشاركة رابطة الدفاع اليهودية في مسيرة 20 مايو/أيار من أجل «إسرائيل»، التي نظمها «النداء اليهودي الموحّد لتورونتو الكبرى»).

وعلى مدى العقد المنصرم، بَنت رابطة الدفاع اليهودية نفسها، من خلال مضايقتها الفعالة لناشطي التضامن الفلسطينيين، مما أكسبها دعماً إيجابياً أو سلبياً من معظم المؤسسة اليهودية، ووسائل الإعلام المهيمنة وهيكل السلطة الأوسع في المدينة.

وعلى الرغم من أن رابطة الدفاع اليهودية تواجه بعض الممانعة من الليبراليين عندما تنسق مع المجموعات اليمينية المتطرفة لإضفاء صفة الشر على المسلمين، فإنه يُطلق لها العنان عندما تفعل ذلك دعماً للصهيونية.

ولعل إعادة كتابة مقتطف من قصيدة القس الألماني، مارتن نيمولر، (المشهور بمعارضته للنظام النازي في الثلاثينات)، مع بعض التغيير، تلخص الوضع على خير وجه:

«أولاً، جاؤوا للقبض على الفلسطينيين، ولم أعترض من أجلهم- لأني كنت مؤيداً ل«إسرائيل».

ثم جاؤوا للقبض على المسلمين، ولم أعترض من أجلهم- لأني كنت مؤيداً ل«إسرائيل».

ثم جاؤوا للقبض على المناهضين للفاشيين، ولم أعترض من أجلهم- لأني لم أكن مناهضاً للفاشيين عندما تعلّق الأمر بالمؤيدين ل«إسرائيل».

ثم جاؤوا للقبض على الاشتراكيين، ولم أعترض من أجلهم- لأني لم أكن اشتراكياً.

ثم جاؤوا للقبض علي- ولم يكن قد بقي أحد ليعترض من أجلي».

الخليج الاماراتية