نشر بتاريخ: 2019/07/07 ( آخر تحديث: 2019/07/07 الساعة: 11:55 )

خاص بالفيديو|| مي عبيد.. فلسطينية وحدت ذوي الاحتياجات الخاصة تحت شعار "أنا أستطيع"

نشر بتاريخ: 2019/07/07 (آخر تحديث: 2019/07/07 الساعة: 11:55)

غزة- محمد عابد: إن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر والطموح والإرادة، فالطموح الذي لا حدود له، لا يقف أمامه شيء مهما كان الظرف الذي يعيشه الإنسان، ثمة بضعة حروف تفصل بين العجز بمعناه المادي وعكسه، هذه الحروف القليلة تغطيها مفردة، قد يراها البعض في مواقفهم الحياتية المظلمة، مرهماً بلا مفعول، أو قرصاً مسكّناً يزيد الألم، ويفتح الجرح على اتساع نزفه، فيأبى على الرتق أو الاندمال، ويضحى فريسة العطب، هذه الحروف التي تحتويها مفردة الإرادة فعلت الأعاجيب منذ بداية الخلق، وستظل إذا ما استوعبها أصحاب المحن، وتمازجت مع الدم في العروق، واتخذوها كمصباح ديوجين يكشف لهم الحقيقة.

قادوا ونبغوا

أسماء كثيرة في القديم والحديث ملأت الدنيا فلسفة وشعراً وأدباً وفكراً، قد لا يداني الكثير منه أدب أو فكر الأسوياء من مجابهتهم، هؤلاء قادوا ونبغوا، رغم الظلام الذي يضرب أطنابه حولهم، وأضحوا قادة فكر ورؤية، وهناك الكثيرون من وي الإحتياجات الخاصة المختلفة، ممن حققوا بطولات رياضية، وقدموا أفكاراً تنم عن إبداع حقيقي، وأضحوا هم الآخرون أعلاماً في أعمالهم وأنجزوا الكثير مما لم يقدر عليه غيرهم.

"مي" لم تستسلم لإعاقتها

هكذا هي الفتاة مي عبيد، 23 عاماً، واحدة من ذوات الاحتياجات الخاصة، التي لم تستسلم لإعاقتها الناتجة عن مرض ضمور عضلي، جعلها تلازم كرسيها المتحرك منذ الطفولة حتى اليوم، ولكن المرض لم يثنيها، ولم يكسر إرادتها بل كان دافعاً لها نحو النجاح، حيث "اجتازت المرحلة الابتدائية، والإعدادية والثانوية، بتقدير ممتاز"، ولطالما حلمت أن تلتحق بكلية الطب، ولكن مرضها حال دون ذلك، فالتحقت بكلية الحاسوب، تخصص تكنولوجيا المعلومات بجامعة الأزهر في قطاع غزة، لتتخرج من الجامعة بتقدير ممتاز وتحصل على المرتبة الأولى على كليتها، ولأنها من ذوي الاحتياجات الخاصة فكرت بطريقة تخدم أقرانها، قامت بإنشاء منصة إلكترونية تهدف إلى مساعدة ذوي الاحتياجات في قضاء حاجاتهم الأساسية وهم في منازلهم لتسهيل حياتهم، وتعد هذه المنصة هي الأولي من نوعها في الوطن العربي.

الأولى من نوعها في الوطن العربي

مي عبيد تحدثت لـ"الكوفية"، عن تلك المنصة وقالت: "هي منصة الكترونية تسمى   "Ican"  منصة مختصة بذوي الاحتياجات الخاصة وعوائلهم، وهي الأولى من نوعها في الوطن العربي تهدف إلى ربط ذوي الإحتياجات بالعالم الخارجي وتساهم في توفير مختلف الخدمات والمنتجات لذوي الإعاقة، تعمل على خلق عالم افتراضي حاضن لذوي الإحتياجات مع المجتمع الخارجي ودمجهم بشكل يرفع مستواهم من فئة مهمشة إلى فئة منتجة وعاملة في المجتمع، وترسم لهم الطريق نحو استغلال قدراتهم وتطويرها لإبرازها في العالم".

منصة واحدة للجميع

وأضافت: "تتكون المنصة من مجموعة من الأقسام وهي: "الوصول إلى المحلات التجارية، والتمكن من التسوق بسهولة، التمكن من التعليم والتدريب في مراكز التدريب التي توفر مواءمة لذوي الإحتياجات الخاصة بمختلف إعاقاتهم، وأيضا ممارسة التعليم عبر الانترنت، التواصل مع مكاتب توصيل توفر لهم سيارات مهيأة في وقت قياسي، بالإضافة إلى مدونة تتضمن مجموعة مقالات تتناول موضوعات مختلفة حول قصص نجاح لذوي الإحتياجات وتوصيات بكيفية تعامل الأهل مع ذوي الإحتياجات ومواضيع ترفيهية، يتم من خلالها التواصل وفتح  حوار مفتوح بينهم ومناقشة قضايا مختلفة ووجود مستشار أسري يساعدهم".

بشر كباقي البشر

وفي الختام تمنت أن تحصل على كرسي كهربائي متحرك ليسهل لها الحركة من مكان إلى مكان أخر، وكذلك طالبت كافة ذوي الاعاقة، ألا يستسلموا إلى إعاقتهم وأن يعملوا على إثبات وجودهم في المجتمع، لأنهم بشر كباقي البشر، ولا ينقصهم شيء حتى ظروفهم لا تؤثر علي حياتهم وسيرها.