نشر بتاريخ: 2019/07/29 ( آخر تحديث: 2019/07/29 الساعة: 11:49 )
فراس ياغي

يســـــــألــونك؟!!!!

نشر بتاريخ: 2019/07/29 (آخر تحديث: 2019/07/29 الساعة: 11:49)

عَظَمة الإنسان تكمن دائما في السؤال والبحث... فلا معرفه مطلقه إلا لله، ولا معرفه جامعه في ظلِٓ مفهوم التخصص، لكن!!! في واقعنا وفي ظلِٓ قياداتنا، أصبحت المعرفة صفة دائمه يتصفون بها!!!! بل لا تكاد تنبطُ ببنطِ شفة إلا وأجابك (بعرف)، فالقائد عندنا أصبح خبير في كلِٓ الحقول المعرفيه، وعليه، كل واحد منهم يحمل في جعبته عديد الملفات، وهناك البعض منهم من أصبح أكثر من خبير وأعلى من درجة أستاذ بروفيسور في ملفات كَ المصالحه والمفاوضات والمكايدات والمناكفات، في حين يتخصص آخرين في نسج الحكايات تحت عنوان الإشاعه ومفهوم "إكذب إكذب حتى تُصدق نفسك" لأن مفهوم "اكذب على الناس" في المفهوم أعلاه أصبح غير ذي أهميه، فالجماهير تم تغيبها وتحييدها بالقمع تارةً، وبالتيئيس والاحباط تارةً أخرى.

عجبي على حالنا وأحوالنا، وعجبي من قادةٍ إمتهنوا مطلق المعرفه والمعرفه المطلقة، وعجبي من شعب لم يستكن يوما للإحتلال ولن يستكين لكنه لا يرى ماذا حلَٓ به من العارفين في قيادته؟!!

سابقا وفي عهد نهضة النبي العربي محمد صلوات الله عليه وسلم كان هناك الكثير من الأسئله، منها للمعرفه، ومنها للتعجيز، فجاءت أجوبة قرآنية من العلي القدير قاطعة أحيانا، وداعية للتدبر أحياناً أخرى، في حين في واقعنا الفلسطيني إختفت كلمة "يسألونك" وأصبح السؤال من عدمه سيان، ليس بسبب الاكتفاء المعلوماتي الذاتي للجماهير، إنما بسبب قيادة إكتشف شعبها أنها "أبو العريف" وأجوبتها دائما جاهزة، مثلا، عندما يسألون القيادة عن المصالحه، جواب قيادة رام الله، إتفاق 2017 ومن الباب للمحراب، وجواب قيادة غزه، التدخلات الإسرائيليه والأمريكيه تمنع المصالحه، في حين الشعب يعلم علم اليقين في أن السبب هي مفهوم "المصالح" لدى الطرفان، فالشراكه لدى البعض هناك هي سيطرة طرف على طرف، في حين لدى البعض هناك التسليم بالأمر الواقع كما هو وفرضه على من لا يعترف به.

وا أسفاااااه!!!!!! جُلٓهم يرون أن بقاء الأمور كما هي عليه الآن مصلحة للبقاء، وبعضهم يرون في قائمة إنتخابيه واحدة مصلحة في بقاءهم، والبعض القليل لا يرى له أدنى فرصة في الزعامة دون الحفاظ على واقع التشرذم والإنقسام.

تباً لكم...إنكم بأنانيتكم تقتلون حلم شعب، وتحبطون الجبال، وتسهلون ما يتم تخطيطه لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية، ليس ترامب وفريقه الاستيطاني سيكون السبب، بل أنتم في إنقسامكم وتغيبكم للشعب من يتحمل المسئولية، ومع ذلك، سيرتد كل شيء إلى نحوركم وسيستعيد الجمهور دوره وسيحاسبكم شرٓ حساب، ومن يعتقد أن حمايته تتأتى من تدمير البنية المؤسساتيه فهو واهم وعديم الخبرة، الشعب الفلسطيني يعلم في قرارة نفسه الأسباب الكامنه غير المعلنه وراء إستمرار الانقسام، وقادم الأيام وما سبقها ليست سوى نوع من التمهل لا من الإهمال...شعب الجبارين سيستعيد البوصله، والطوفان يقترب منكم كقيادة في كل يوم، فعودوا إلى صفوف الشعب، فهو مصدر السلطات حيث يسألونكم عن الإنتخابات لا عن غيرها.

ولأجيب عن سؤال: يسألونك عن الانتخابات؟ قل لا نريدها ولا نؤمن فيها وهي وصفه لإعطاء الجاهلين من هذا الشعب فرصة للإنتقام من العارفين أمثالنا، إنها وصفة لتدميرنا نحن القابضون عل جمر المعرفة،فبقاؤنا نعمة لهؤلاء الناكرين للنعم، ونحن العارفين لن نُعطيهم فرصة للإختيار لأننا خيارهم رغم أنوفهم!!!.