5 سنوات والصمت الدولي مستمر
حرق عائلة دوابشة.. شاهد عيان على جرائم الاحتلال
حرق عائلة دوابشة.. شاهد عيان على جرائم الاحتلال
نابلس: يوافق اليوم 31 يوليو/ تموز، ذكرى جريمة متكاملة الأركان، تمرعلينا للعام الخامس على التوالي، تمثلت في إقدام المستوطنين، على حرق منزل عائلة الدوابشة، وقتل أفراد العائلة، الأب والأم وطفلهم الرضيع، وهم أحياء، بقرية دوما جنوب نابلس.
تفاصيل المحرقة "منتصف الليل"
تسلل مستوطنون متطرفون، في فجر يوم 31 يوليو، سالكين طريق الجبل المجاور لقرية دوما، المحاذي لإحدى المستوطنات التي أقيمت على أراضٍ فلسطينية، ليحطموا زجاج النوافذ، وبدأوا بإلقاء المواد والزجاجات الحارقة، ليضرموا النار بمنزل المواطن سعد الدوابشة، ويشتعل الحريق في أرجاء المنزل بالكامل، استيقظ أفراد العائلة على أزيز النار ورائحة الدخان، حاولوا الهرب، لكن دون جدوى، كانت ألسنة اللهب أسرع فالتهمت النار أجسادهم لتحرق الأخضر واليابس، ويطال ذلك العائلة فردًا فردًا، حيث استشهد سعد وزوجته ريهام 27 عامًا، وطفلهما الرضيع علي 18 شهرًا، وأصيب شقيقه أحمد، بحروق بالغة وخطيرة ، مكث على إثرها في المستشفى مدة طويلة، ليبقى الناجي والشاهد الوحيد على دموية وجرم الاحتلال.
"أحمد" الناجي الوحيد من المحرقة
ظلّ أحمد، الناجي من الموت بأعجوبة، بلا أب ولا أم، شاهدًا على جريمة ارتكبها المستوطنون، لم يسعف بكاء أخيه الرضيع، ولا صراخه، ولا قلب أمه المحترق العاجز عن فعل شيء لفلذه كبدها تحترق على مرأى عينيها، وأب يفقد الحيلة والمقدرة عن حماية عائلته، والنار تأكل أجسادهم، مشاعر لا يمكن كتابتها، وجعها ممتد عبر سنين سيكبر فيها، أحمد بذاكرة حديدية، لن يستطيع محوها مهما مر الزمن، شريط واحد يمرر بعقله الصغير، عائلتي احترقت حتى الموت.
القاضي والجلاد واحد
بحسب نيابة الاحتلال فإن 4 مستوطنين، بينهم قاصران اثنان متهمون بحرق العائلة، وفي 8 يوليو/تموز أفرجت المحكمة العليا عن مستوطن إسرائيلي متهم بحرق العائلة بدعوى عدم بلوغ المتهم سن الرشد وقت الجريمة، وإلزامه بالحبس المنزلي.
وجاء قرار المحكمة الإسرائيلية، بعد إدعاء هيئة الدفاع عن المتهمين، أنه جرى الحصول على اعترافات أحد المستوطنين مرتكبي المجزرة، بواسطة الإكراه وتحت التعذيب.
فيما استنكرت عائلة دوابشة، ماحدث، فهي لم تثق للحظة واحدة بمسار قضاء الاحتلال، وعبرت في أكثر من مناسبة عن رفضها لكل المحاكمات التي جرت حتى الآن، واصفين إياها بـ"المسرحية".
غضب دولي
تحولت الجريمة إلى قضية رأي عام محلي، وعلت الأصوات المنددة بالجريمة، كما قولبت باستنكار واسع حول العالم، حيث تصدرت عناوين الصحف، ونشرات الأخبار، رافقتها صور الجريمة في غاية الوحشية، الأمر الذي قوبل بانتقادات واسعة وإحراج دولي للاحتلال.
أدان الأمین العام للأمم المتحدة بان كي مون، في حینھا، الحریق المتعمد في قریة دوما، وطالب بتقدیم مرتكبي ھذا العمل الإرھابي إلى العدالة، وقالت مسؤولة الشؤون الخارجیة والأمن في الاتحاد الأوروبي، فیدیریكا موغيریني، "یجب على السلطات الإسرائیلیة اتخاذ إجراءات حاسمة لحمایة السكان المحلیین"، وأضافت "أننا ندعو إلى المساءلة الكاملة، وتطبیق القوانین، وعدم التسامح المطلق مع عنف المستوطنین.
وقدمت السلطة الفلسطينية، مذكرة إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة مرتكبي الجريمة.
ولاقت الجريمة استنكارًا على نطاق واسع حول العالم، حيث ندد الجميع بجرائم الاحتلال والمستوطنين وانتهاك إسرائيل لكل القوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان.
أصبح الواحد والثلاثين من يوليو/تموز من كل عام، مناسبة لاسترجاع تفاصيل مؤلمة لجريمة سجلها التاريخ وأضافها إلى سجل الانتهاكات والمجازر التي يقترفها الاحتلال بحق الفلسطينين، وشاهد عيان على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.



