*من داخل زنزانته: رسالة الأسير "مليطات" لوالدته
*من داخل زنزانته: رسالة الأسير "مليطات" لوالدته
القدس المحتلة: أرسل الأسير،وسيم مليطات، اليوم الأحد، المعتقل في سجن (هداريم)، المحكوم بالسجن المؤبد و15عامًا، رسالة إلى والدته، يعايدها، من داخل زنزانته في سجون الاحتلال، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وذلك نص الرسالة كما نشرها نادي الأسير:
"أمي، آه يا أمي... كم أنا مشتاق لمخاطبتك بهذه الصفة؛ كيف لا، وأنا محروم منها نحو سبعة عشر عاماً من البعد والفراق؟! كيف لا، وأنا مشتاق لكي أطبق فمي على حروف اسمك، وكأنني أقبلك، وأحضنك، وأغفو على صدرك، وترتاح كف يديك على جبهتي بعد طول عناء وغياب؟!
وها هو العيد يأتي يا أمي، فعذراً لغيابي الطويل عنكِ، وعذراً لك على ساعات سهرك الطويلة، واستحالة نومك؛ حتى لا تغفو عيناك عن ساعة السفر ومطاردتي من سجن لآخر
نعم، أنا آسف يا أمي، آسف على ساعات انتظارك الطويلة على المعابر والحواجز، وعلى كل ما اقترفه الجنود الغزاة بحقك وبحق كبريائك، وأعتذر عن كل آثار المعاناة التي حفرت تجاعيد الآلام وطول الانتظار ومكابدتك للزمان على وجهك الجميل، أعتذر لقلبك العنيد الذي لا يزال يرفض الاستسلام، ويرفض الاستجابة لفعل الغياب، وفعل المؤبد الظالم، أعتذر لعينيك العميقتين اللتان تغمرانني تحتضنانني، رغم بُعد المسافات والحواجز الفاصلة
أمي، يكفيني فخراً أنك أمي، بصلابة إرادتك، وقوة عزيمتك؛ فأنا أطمئن لتفاؤلك الفطري، وإصرارك على غرس الأمل، وإيمانك بحتمية اللقاء والنصر. أمي، أستميحك عذراً مرة أخرى؛ لاستمرار هذا الحال، وبقاء الاحتلال البغيض، وعدم تلبية نداءاتك في كل مرة احتجتِ إليّ، ولم تجديني.
وفي العيد يا أمي، أقول لك: كل عام وأنت حبيبة عمري، وتوأم روحي، كل عام وأنت أمي، وعذراً على بُعدي"
ابن قلبك وسيم