فلسطينيات قهرن المرض..
خاص بالفيديو والصور|| ناجيات من السرطان يواصلن معركة "الإصرار على البقاء"
خاص بالفيديو والصور|| ناجيات من السرطان يواصلن معركة "الإصرار على البقاء"
غزة - محمد عابد: بلا استئذان يقتحم جسدك ويحاول السيطرة عليك بكل الطرق، ليضعف قوتك ويجعلك تستسلم، ينهش الجسد بلا رحمة، وحين ينتصر السرطان تتحول حياتك إلى جحيم، بين أركان المستشفيات وغرف جلسات العلاج الكيماوي وعمليات الاستئصال وغير ذلك من المحاولات الطبية الهادفة لقهر هذا الوحش القاتل.
استطاعوا قهر السرطان بالإرادة والتحدي
لم يعد السرطان هذا المرض المرعب الذي يصيب الإنسان ويشعره بقرب نهايته، بل يمكن أن نتعامل معه كأي مرض تمكن من السيطرة عليه فقط إذا كان المصاب يمتلك قوة وعزيمة، فالسيطرة على المرض لا تقتصر فقط على الأبحاث العلمية وطرق العلاج الحديثة، والتي لن تصنع بمفردها شيئا، حيث أكدت العديد من الأبحاث والدراسات أن الدعم النفسي يرفع نسبة الشفاء وأن الحالة النفسية القوية لها تأثير كبير على تقوية جهاز المناعة، ومن ثم مقاومة هذا المرض الشرس.

هناك العديد من النماذج الحقيقية لأُناس هزموا "الخبيث"، واستطاعوا قهر السرطان بالإرادة والتحدي، وهو ما أسهم في شفائهم واستطاعوا تحقيق أحلامهم وبدء حياة جديدة، ليصبح بالنسبة لهم أو لهُن "لا شيء"، بعد أن كان يعني "الموت".
سيدات وفتيات كثيرات، بالرغم من إصابتهن بالمرض إلا أنهن لم يستسلمن وحاربن هذا المرض بكل الطرق الممكنة، وأبدعن في التحدي والإصرار ليمتهنّ مهنة ويبدأن مشاريعهن الصغيرة الخاصة، ليتمكن من فتح بيوتهن وتوفير جزء من تكاليف الأدوية والعلاج، ويشكّلن قصص نجاح وإبداع لم تكن لترى لولا الرعاية التي توفرها الجمعية الفلسطينية لمرضى السرطان التي نظمت الدورات والورش وكل جوانب الدعم والمساندة لهن، فقصص نجاح عديدة ومتنوعة من هؤلاء السيدات المربضات واللواتي تلقين التدريب خاصة في فن التطريز.
مشاريع خاصة بهن
هنا في "الجمعية الفلسطينية لرعاية مرضى السرطان"، تقول نادرة أبو عويمر منسقة البرامج، إن "الجمعية تقدم عدة خدمات للمريضات والمتعافيات، منها البرنامج الصحي الذي يشمل الفحص الذاتي، والكشف المبكر، وعقد ورشات العمل لترتيب متابعه الحالة الصحية للمرضى، وكذلك توفير طبيبة خاصة بشكل دائم لمتابعة حالات المريضات، كما يوجد لدينا برنامج التوعية والتثقيف لحماية مرضى السرطان، وهناك العديد من الخدمات الإغاثية التي تقدمها الجمعية".

وأضافت أبو عويمر لـ"الكوفية"، لقد لمسنا حاجة الناجيات من مرض السرطان إلى مشاريع خاصة بهن، لتصبح بمثابة باب رزق خاص بهن، لتحسين حالتهن النفسية والانخراط في المجتمع وممارسة هواياتهن الخاصة، فعملنا على توفير كافة الأدوات اللازمة للتطريز، متمنية أن يتم دعم المشروع بالكامل، وأن يبقى مستمرًا لتمكين السيدات في المجتمع الفلسطيني.

وحول الصعوبات التي تواجه هذا المشروع، قالت أبو عويمر، "من خلال المشاركة في العديد من المعارض لمسنا ضعف الحالة الشرائية في قطاع غزة ما تسبب في حالة إحباط للناجيات من مرض السرطان، ناهيك عن عدم وجود ممول لهذا المشروع، خاصة وأن هذا المشروع أُقيم بجهود ذاتية من الجمعية فقط".
الأمل والحب والمساندة ساعدني على التعافي
مريم الشبلي، ناجية من مرض السرطان وإحدى المشاركات في هذا البرنامج، قالت لـ"الكوفية"، منذ خمس سنوات اكتشف الأطباء إصابتي بمرض السرطان، وبدأت معه رحلة العلاج وخضعت لجرعات العلاج بالكيماوي، استمرت لثمانية أشهر، والتي أصبحت أشعر خلالها أنني سأفقد حياتي، ولكن الأمل والحب ومساندة عائلتي ساعد على التعافي، بعد إجراء عملية جراحية للقضاء عليه بالكامل".

وتوضح الشبلي، قائلة "بعد التعافي من المرض بدأت في حضور ورشات التوعية في الجمعية، والتحقت بالمشروع الذي نفذته الجمعية، ما ساعدني على تعزيز موهبتي وإثبات قدراتي، والذي كان له دعم نفسي كبير لنا كسيدات، خاصة ونحن نبدأ بالتطريز".
وتتابع الشبلي، "عندما أبدأ بالتطريز أشعر بأن هناك أملًا في الحياة والمستقبل أري أن كل شيء جميل وأن لا شيء مستحيل"، وتتمنى الشبلي أن يتم تطوير المشروع وأن يتم إنشاء قسم خاص للمطرزات، موجهة رسالتها لجميع مرضى السرطان.

وختمت الشبلي حيثها لـ"الكوفية" بالقول، إن "كل سيدة هنا لها حكايتها مع المرض، وقصتها في مواجهتها والتغلب عليه وتحقيق ذاتها في المجتمع".
موهبة التطريز محاولة لتفريغ الطاقة السلبية بداخلهن
الأخصائية النفسية نور صقر تحدثت لـ"الكوفية"، فقالت إن "السيدات المحاربات لمرض السرطان بحاجة ماسة إلى التفريغ النفسي كعامل أساسي للعلاج، ومن هنا لمسنا فيهن موهبة التطريز في محاولة لتفريغ الطاقة السلبية التي بداخلهن وهذا جزء أساسي من العلاج".