نشر بتاريخ: 2019/10/30 ( آخر تحديث: 2019/10/30 الساعة: 06:23 )

خاص بالفيديو|| "مستشفى المطلع يستغيث" والسلطة لا تكترث.. الأزمة إلى أين؟

نشر بتاريخ: 2019/10/30 (آخر تحديث: 2019/10/30 الساعة: 06:23)

غزة – محمد جودة: يعيش مرضى السرطان، حالة من القلق الشديد على حياتهم جراء توقف الخدمات العلاجية عنهم في ظل الأزمة المالية وشح الأدوية بمستشفى المطلع، وهو المستشفى الوحيد الذي يقدم العلاج لمرضى السرطان في الأراضي الفلسطينية.

وأعلنت إدارة مستشفى المطلع بالقدس المحتلة قبل أسابيع، توقفها عن تقديم العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، وتوقفهاعن تقديم العلاج لأمراض أخرى باهظة الثمن، بعد شح المخزون الدوائي.

ونظم آلاف المواطنين من النشطاء وبمشاركة "الحملة الوطنية لإنقاذ مرضى السرطان"، وقفة احتجاجية أمام مستشفى المطلع في القدس، وأخرى في الضفة وقطاع غزة، احتجاجا على تقاعس السلطة في توفير العلاج لمرضى السرطان مطالبين الحكومة الفلسطينية بتسديد الديون المتراكمة عليها لإنقاذ حياة مرضى السرطان.

حملة تبرعات لإنقاذ مرضى السرطان

أطلقت مجموعة الناشطات بالقدس المحتلة، أمس الثلاثاء، حملة تبرعات لمرضى السرطان، وتمكنت الناشطات في اليوم الأول من جمع أكثر من مليون وربع المليون شيقل من أهالي مدينة القدس المحتلة، لتأمين علاج مرضى السرطان بمستشفى المطلع.

وأكدن الناشطات، أن حملة جمع التبرعات من أجل مرضى السرطان مستمرة من أجل الوقوف بجانب المرضى.

"المطلع" يناشد والحكومة لا تجيب

من جانبه دعا مجلس إدارة مستشفى المطلع، مساء الثلاثاء، السلطة الفلسطينية إلى دفع المستحقات المالية المتراكمة عليها بشكل عاجل، من أجل الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية لمرضى السرطان، مشددًا على أنه في حال عدم سداد السلطة الفلسطينية للديون المستحقة، ستتقلص خدمات الرعاية الصحية لمرضي السرطان، بمن فيهم الأطفال.

وقال مستشفى "المطلع"، في بيان له وصل لـ"الكوفية"، نسخة عنه، "يواصل المستشفى تقديم خدماته الطبية للشعب الفلسطيني بالضفة الفلسطينية وقطاع غزة منذ ما يزيد عن سبعين عاماً حيث يتخصص بمعالجة مرض السرطان، يلتزم المستشفى بتقديم خدماته بأعلى مستويات الجودة وهو حاصل على شهادة الاعتماد الدولي من قبل الهيئة الدولية المشتركة JCI.

مهددون بالتوقف

وأضاف البيان، أن المستشفى يراعي تقديم العلاج للمرضى على أعلى المستويات المهنية والأخلاقية، مؤكدا أنه لا يستطيع الاستمرار في تقديم الخدمات للمرضى إلا إذا أوفت الحكومة الفلسطينية بالتزاماتها المالية والقانونية وقامت بدفع الديون المستحقة عليها بالوقت المحدد وبشكل منتظم.

السلطة مدينة بـ180 مليون شيقل
وأوضح المستشفى، أن الديون المطلوب من السلطة سدادها تبلغ 45 مليون يورو "180 مليون شيقل"، وهو الأمر الذي يهدد الاستدامة المالية للمستشفى حيث لم يعد بمقدوره شراء الأدوية لمعالجة المرضى وبشكل يهدد حياتهم وحقهم في الحصول على الرعاية الصحية.

وطالب المستشفى، السلطة الفلسطينية بمزيد من النقاش خلال الفترة المقبلة لمعالجة هذه الأزمة المتكرر والمستمرة فيما يخص تقاعس الحكومة بتسديد المبالغ في موعدها.

السلطة لا تكترث

جدير بالذكر أن السلطة الفلسطينية سددت مبلغ 25 مليون شيقل من قيمة المديونية المتراكمة، وهو ما اعتبرته إدارة المستشفى غير كافٍ.

60٪ نسبة العجز الدوائي

 وكانت قناة "الكوفية"، قد رصدت في تقريرين منفصلين بالقدس وقطاع غزة، ظروف المرضى في ظل توقف العلاج، حجم المعاناة والوجع الذي يتعرض له المرضى وذويهم، حيث قال مدير عام الصيدلة  بوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، لـ"الكوفية"، أن "نسبة العجز في الأدوية والعقاقير الخاصة بعلاج مرضى السرطان بغزة بلغت 60٪ من إجمالي الأدوية التي يحتاجها مرضى السرطان".

وأضاف البرش، أنه "كان يتم تحويل المرضى لمستشفيات خارج قطاع غزة من أجل سد العجز، ومنها المطلع والنجاح والاستشاري العربي، لكن اليوم يتم رفض استقبالهم بحجة عدم تغطية التكاليف ووجود علاج، وهو ما انعكس بشكل سلبي على الأوضاع الصحية لمرضى السرطان وخاصة الأطفال منهم".

أزمة غير مسبوقة

يقول مدير مستشفى المطلع، منير نمور، لـ"الكوفية"، إن "الأزمة كانت دائمة، ولم يمر علينا يوم واحد به راحة مالية منذ توليت إدارة المستشفى قبل 5 سنوات من الآن، في البداية الأزمة كنا نتعامل مع علاجات مثل الأكامول ولكن حاليا أصبحت الأزمة خانقة جدا، حيث لم يحصل في تاريخ مستشفى المطلع أن اقتربت قيمة الديون من 200 مليون شيقل، لم نعد قادرين على شراء أدوية رخيصة الثمن، ناهيك عن الأدوية التي تكلف ما يقارب 30 إلى 40 ألف شيقل في الشهر للمريض الواحد .

 

الكوفية