نشر بتاريخ: 2020/08/17 ( آخر تحديث: 2020/08/17 الساعة: 07:42 )
حمادة فراعنة

نتباهى ولا نخجل

نشر بتاريخ: 2020/08/17 (آخر تحديث: 2020/08/17 الساعة: 07:42)

لم يكن الأردن ثورياً متطرفاً مدعياً، مثلما لم يكن مستسلماً خنوعاً لإرادة الآخرين ونفوذهم، بل وطنياً واقعياً، قومياً حكيماً، تمليه مصلحة الأردن والأردنيين أولاً، وعدم التعارض مع المصالح القومية ثانياً.

لم نذهب إلى حفر الباطن في التسعينيات، رغم أن الأردن خطا اجتياح العراق للكويت وطالبت وأعلن بشجاعة ضرورة بالانسحاب العراقي من الكويت بدون قيد أو شرط، ولكنه وقف ضد التدخل الأميركي، وضد حفر الباطن لأنه كان يدرك أن ذلك يعني تدمير العراق وشطب قوته وتفوقه وقدراته، ومع ذلك لم نذهب إلى حفر الباطن، ولم نكن مع سياسات الرئيس الراحل صدام حسين، رغم العلاقات الحميمة التي جمعته مع الراحل الملك حسين، وكنت شاهداً ومراقباً في بغداد للقمة الرباعية التي جمعت الأردن وفلسطين واليمن مع العراق يوم 4/12/1990، وقالها الملك حسين هامساً بعد العودة: يا خسارة راح العراق.

وتمت محاصرة الأردن سياسياً واقتصادياً، واختار الملك الراحل الوحدة الوطنية، والمصالحة، ولجنة الميثاق ومشاركة الشيوعيين والبعثيين واليسار والقوميين والليبراليين مع الإخوان المسلمين، ليكون معاً في مواجهة الحصار.

وفلسطينياً استقبل الأردن جورج حبش ونايف حواتمة، وانفتح على الجميع، ولكننا دفعنا مغامرة العراق ودماره وخرابه واحتلاله في مؤتمر مدريد 30/10/1991، ومعاهدة السلام 26/10/1994.

وتكررت المأساة، بنتائج الربيع العربي: دمار سوريا وليبيا واليمن، ورفضنا التدخل في العراق وسوريا وليبيا واليمن ودفعنا بالحصار الماثل، ولكننا لم نرضخ.

في 6/12/2017 أعلن ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة للمستعمرة الإسرائيلية، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب، ورفضنا القرار الأميركي، وشكل الأردن رأس حربة سياسية في دعم الموقف الفلسطيني الرافض، وبادر الأردن في عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب يوم 10/12/2017، وعقد القمة الإسلامية في اسنطبول يوم 14/12/2017، والاتحاد البرلماني العربي في الرباط يوم 18/12/2017، وانتهاء بعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23/12/2017، وجميعها رفضت الموقف الأميركي.