نشر بتاريخ: 2020/08/29 ( آخر تحديث: 2020/08/29 الساعة: 03:17 )
بقلم: شلومو بن عامي*

رؤيا نتنياهو للسلام.. «هذيان» محمّل بالمصائب وخيانة كبرى للصهيونية

نشر بتاريخ: 2020/08/29 (آخر تحديث: 2020/08/29 الساعة: 03:17)

إزاء الادعاء بأن العالم يتحدث، الآن، عن "عقيدة نتنياهو" من أجل تحقيق السلام، يجدر القول إن توق اليمين في إسرائيل للتوصل الى اتفاق مع العالم العربي دون الالتزام بحل القضية الفلسطينية لم يولد مع بنيامين نتنياهو. فمنذ توقيع اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر ترسخت في إسرائيل فروقات في المقاربة بين اليمين واليسار حول الطريقة التي من خلالها يمكن السعي الى التوصل الى اتفاقات سلام. آمن اليسار بشكل عام بأن الاتفاق مع الفلسطينيين هو المدخل الحصري للسلام مع العالم العربي. ورسخت مبادرة السلام السعودية، التي كانت مبادرة عربية عامة من العام 2002 لفترة طويلة، هذا التشخيص، عندما اشترطت التطبيع بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، رغم الثمن الباهظ الذي يشمل إعادة "المناطق" وحل مشكلة اللاجئين.

ولكن قبل سنوات من ذلك، في كامب ديفيد، أظهر مناحيم بيغن وأنور السادات بأن إسرائيل يمكنها التوصل الى سلام مع مصر، الدولة العربية التي دونها لن تحدث حرب شاملة ضد إسرائيل، حتى دون حل المشكلة الفلسطينية. صحيح أن بيغن وافق على تعهدات وصيغ بعيدة المدى في القضية الفلسطينية، لكنه هو والسادات أدركا أن الامر يتعلق بسلام منفرد، وأن القضية الفلسطينية يمكن أن تضع في طريق هذا السلام عقبات في المستقبل لكنها لن تؤدي الى الغائه. هكذا، بقي السلام مع مصر على قيد الحياة، وتجاوز حرب لبنان، وقتل السادات، والربيع العربي، والانتفاضتين ومعهما تعميق الاحتلال في "المناطق". صمد السلام ونجا حتى من رئاسة محمد مرسي، الرئيس المصري الذي جاء من صفوف "الإخوان المسلمين".

سعى بيغن الى إدخال القضية الفلسطينية في كبسولة تحيطها أوضاع سلام أو عدم اعتداء مع دول عربية، الامر الذي سيمنعها من التحول الى عامل محفز لحرب شاملة. وللحقيقة، أيضا لم يتمسك ابطال السلام من اليسار دائما بمبدأ مركزية القضية الفلسطينية. بدأ رابين حملة السلام خاصته بالتفاوض مع سورية. ولو أنه تمكن من التوصل الى السلام مع دمشق لكان من المشكوك فيه أن يذهب الى "أوسلو". أراد الأردن التوصل الى السلام مع إسرائيل فقط في أعقاب الخوف من أن اتفاقات اوسلو ستبقيه دون أي تأثير في الفضاء الفلسطيني، ما يعتبر أمرا وجوديا بالنسبة للمملكة الهاشمية.

توسل شمعون بيريس ايضا، الذي لم تكن لديه القوة لاستكمال اتفاق الخليل، لحافظ الأسد فور قتل رابين لـ"يطير أعلى وأسرع" (حسب تعبيره) نحو اتفاق سلام ثنائي. ايضا بدأ ايهود باراك محاولته للسلام بدمشق، رغم أنه اعتبر التوصل الى اتفاق مع السوريين شرطا حيويا للانسحاب المنظم من لبنان، وليس بالضرورة محاولة لتحييد المسألة الفلسطينية. بالتحديد ايهود اولمرت هو الذي سعى بشجاعة الى سلام في الساحتين، السورية والفلسطينية. وتعامل معهما على أنهما أوان مستطرقة.

مثل أسلافه، ايضا يوجد لنتنياهو دافع مفهوم لوضع بصماته بعمل سياسي كبير. فهو أيضا في ولايته الاولى تفاوض مع سورية حول اتفاق سلام شمل النزول من هضبة الجولان (هو بالطبع ينفي ذلك). واستكمل في حينه اتفاق الخليل، جزء من اتفاقات اوسلو.

في العام 2014 ذهب نتنياهو بعيداً مع ادارة اوباما، الى اتفاق اطار مع الفلسطينيين. ولكن في نهاية المطاف، مثل ارئيل شارون من قبل، أدرك العبرة التي تم تعلمها من محاولات السلام لزعماء اليسار: تُعتبر المفاوضات مع الفلسطينيين مثل الدخول الى فوضى، التي في نهايتها ستكون هناك قرارات تؤدي الى فقدان السلطة. لحظة مؤسسة في هذا السياق كانت اتفاق واي الذي وافق فيه نتنياهو على الانسحاب من 13 في المئة من اراضي الضفة، ما أدى الى حل الائتلاف. والخوف من فقدان السلطة هو الذي يحدد منذ ذلك الحين علاقته بالمسألة الفلسطينية، حتى عندما يكون واضحا أن غياب قرار حاسم سيدهور إسرائيل الى الهاوية، وحتى عندما تجرنا جمهورية مستوطنين في "المناطق" الى دولة ثنائية القومية في وضع حرب اهلية مستمرة.

استندت الصياغات بعيدة المدى، التي وافق عليها نتنياهو في النقاش حول اتفاق الاطار في 2014، الى افتراض أن ائتلافه اليميني لن يوافق عليها. في حين أن الرئيس اوباما كان على قناعة بأن نتنياهو يلعب ألعاب سلام مع نظرة الى ايران، على صيغة "بوشهر مقابل يتسهار"، التقدم في الساحة الفلسطينية مقابل عملية أميركية ضد مشروع ايران النووي. وعندما "خان" الأميركيون نتنياهو عند توقيع الاتفاق النووي مع ايران، فقد اهتمامه بفلسطين.

صحيح ايضا أنه طوال المفاوضات اعتمد على أن محمود عباس سيخرج لصالحه الكستناء من النار. وهكذا، رفض الرئيس الفلسطيني الوثيقة. لم تكن هذه المرة الاولى التي منح فيها انفصال الحركة الوطنية الفلسطيني عن الواقع الدعم للرفض الإسرائيلي. فؤاد عجمي، المستشرق الأميركي من اصل لبناني – شيعي، كتب في كانون الثاني 2001 غداة الرفض الفلسطيني لخطة سلام كلينتون عن الميل القسري للحركة الوطنية الفلسطينية الى "التمرد على منطق الأمور" والتوقع الدائم بأن تأتي قوة غامضة لمساعدتها وكأن قوانين التاريخ لا تنطبق عليها.

منذ ذلك الحين بقي امام نتنياهو أن يبحث عن هالته في الشرق الاوسط الواسع. الربيع العربي وتهديد ايران وتحدي الاسلام الراديكالي للانظمة المحافظة في المنطقة والرعب الذي اصابها عند انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة وفقدان مركزية القضية الفلسطينية، كل ذلك استندت اليه إسرائيل من اجل رعاية تعاون سري، أمني بالاساس، مع المحور السني بقيادة السعودية. وتطورت هذه العلاقات خلال السنين أيضا مع الامارات.

إن حرص نتنياهو على تأطير اتفاق التطبيع مع الامارات بأبعاد تاريخية وكأنه اتفاق سلام، يضعه في المستوى ذاته، حسب تعبيره، مع بيغن ورابين، هو خدعته البلاغية المميزة. السلام مع دول المواجهة، مصر والأردن، وبالتأكيد حل القضية الفلسطينية هي حقا أمر وجودي.

إن الكشف العلني عن العلاقات مع الامارات، والتي تجري منذ سنوات، مثل العلاقة مع العشيقة في الظلام، هو خيار استراتيجي لا يحل أي تحد وجودي لإسرائيل. ودق نتنياهو المخجل على صدره وكأنه خلافا لأسلافه صنع السلام دون اعادة أراض، هو تضليل مميز: أي أراض امتنع عن إعادتها لدولة تبعد آلاف الكيلومترات عنا، ولم تكن لنا في أي يوم حرب معها أو نزاع على الحدود؟

إذا صمم رغم ذلك على أن يقود النقاش في موضوع الاراضي فإن الضم في الضفة – الذي وعد به اليمين الاستيطاني والذي منذ البداية كان غير قابل للتطبيق – تم دفنه نهائيا على يد اتفاق التطبيع. وإذا اراد هو أو أحد ورثته إحياءه في الوقت الذي تكون فيه سفارة الامارات في تل ابيب، فهذا سيكون خرقا لاتفاق التطبيع وسيتم اغلاق السفارة. بالتحديد الطريقة التي ضخم فيها نتنياهو وترامب اتفاق التطبيع الى درجة اعتباره انجازا تاريخيا، سهلت على الامارات اعتبار نفسها وكأنها دولة مواجهة، اتفاق السلام مع إسرائيل يلزم الامارات بتطوير قدراتها العسكرية مثلما حدث مع مصر والأردن في اعقاب توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل. ودول مواجهة مثل مصر والاردن وسورية اعتبرت دائما السلام مع إسرائيل مقدمة لانعطافة في الولايات المتحدة وممرا لمساعدات أميركية اقتصادية وعسكرية.

لا يوجد شك في أنه لو أن رابين وباراك واولمرت ونتنياهو، أجل نتنياهو، الذين تفاوض جميعهم مع سورية على اتفاق سلام على اساس الانسحاب الى خطوط 1967، توصلوا الى اتفاق مع عائلة الأسد في دمشق، فإن سورية كانت ستتحول الى حليفة للولايات المتحدة بالضبط مثلما حدث مع مصر، وستنتقل من التحالف مع الاتحاد السوفييتي الى التحالف مع الولايات المتحدة، كتعويض عن السلام مع إسرائيل. ليس صدفة أن سورية بدأت اظهار اهتمامها باتفاق سلام مع إسرائيل عند تفكك الاتحاد السوفييتي.

نتنياهو، الذي رفع اتفاق التطبيع الى مستوى اتفاق السلام مع مصر، وهناك من اعتبروه، لشديد الدهشة، اتفاقا مهما جدا (هذا ما فعله رئيس "الموساد" السابق شبتاي شبيط)، ليتفضل، إذاً، وليبتلع ثمنه المتمثل بتزويد سلاح أميركي ذي نوعية استراتيجية. الحرب يصنعونها بالمكائد، أما السلام فيجب أن يكون موضوعا أكثر شفافية. ذهب نتنياهو الى هذا السلام مع العصا المعروفة، نفى بأنه باع الضم، وفتح الطريق أمام تزويد طائرات متملصة وطائرات بدون طيار متقدمة للامارات، وهي خطوة تمثل كسرا لمبدأ التفوق النوعي لإسرائيل الذي تم احترامه من كل الادارات السابقة في أميركا. وكما هو مقبول في طريقة الادارة الديكتاتورية التي عودنا عليها، أيضا أبعد عن كل هذه العملية كل من وزير الدفاع ووزير الخارجية، رئيسي الاركان السابقين، اللذين يمكن أن يفهما في هذه الامور شيئا أو شيئين.

ليس الخوف، الذي لا اساس له من التسريب، هو الذي جعله يعمل في الظلام، بل المعركة على من يكون له الفضل، ولا يقل عن ذلك الخوف من أن يقوم بتوجيه اسئلة صعبة فيما يتعلق بالخيوط البالية التي تركها، على سبيل المثال موضوع شراء السلاح المتطور من قبل الامارات، في الوقت الذي يكون فيه متحمسا للاعلان عن "سلام تاريخي". هكذا قام ايضا في حينه بإقصاء وزير الدفاع ورئيس الاركان عن المصادقة التي اعطاها للمستشارة الألمانية، انغيلا ميركل، على بيع غواصات متقدمة لمصر.

الامارات دولة صغيرة وثرية مع نزعة انتشار استراتيجية لدولة عظمى، يدها توجد في كل شيء، لذلك اعداؤها كثر. حلفاؤنا الجدد يوجدون الآن في حروب بعيدا عما هو حيوي بالنسبة لإسرائيل، ويجب عليها الحفاظ على عدم الانجرار الى نزاعات لا تتعلق بأساس أمنها القومي. مصر والامارات غارقتان الآن حتى العنق في الحرب الاهلية في ليبيا الى جانب روسيا والجنرال المتمرد ضد الحكومة المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، خليفة حفتر. وعلى الطرف الثاني للمتراس تتواجد تركيا وقطر وايران والمليشيات الاسلامية. تعمل الامارات ايضا في سورية بالضبط الى جانب النظام (بصورة غير مباشرة الى جانب إيران) في الحرب ضد غزو تركيا لشمال الدولة.

الحذر واجب، ولو لأنه مثل الأميركيين يوجد لنا نحن الإسرائيليين ميل الى العمل في هذه المنطقة كسياح ساذجين في بلاد أجنبية (تعبير لمارك توين في رحلاته في البحر المتوسط وفي الارض المقدسة، الذي يصف السذاجة المتجسدة للأميركيين عند خروجهم من بلادهم). في حرب لبنان الاولى، التي انجرت فيها إسرائيل الى الايمان بالتحالف الذي نسجته مع المسيحيين، تعلمت بالطريقة الصعبة حدود قدرتها على التصرف في إطار ثقافة الإنكار وتغيير الولاء بشكل سريع في المنطقة.

هذا ليس سيناريو خياليا تماما، أن تقوم دول الخليج بثورة دبلوماسية وايجاد طريقة للتعايش بسلام مع ايران. سلطنة عمان، مثلا، توجد في وضع كهذا. في الواقع، الاتفاق النووي بين ادارة اوباما وايران، والذي اثار غضب إسرائيل والسعودية ودول الخليج، بدأ بمفاوضات سرية جرت في سلطنة عمان.

ومن غير الصحيح ايضا الادعاء بأن نقطة الانكسار في العالم العربي هي بين السنة والشيعة: هذه النقطة توجد في الصراعات على القوة والموارد والنفوذ. وخلافا للولاء الديني فإن التفضيل الاستراتيجي يمكن أن يتغير. عمليا، توجد للامارات مؤخرا مواجهات اكثر مع محور تركيا – قطر، الدولتين السنيتين، مما يوجد لها مع ايران. بالاجمال، تركيا وقطر، وليس ايران، هما اللتان ترعيان "الاخوان المسلمين"، عدوة دول الخليج، ومن بينها دولة الامارات.

تخلت الامارات ايضا، مؤخرا، عن الحرب ضد الحوثيين الذين ترعاهم ايران في اليمن، وتركت السعودية وحدها في المعركة. وتتعاون الامارات في الوقت الحالي مع ايران في الحرب ضد وباء "كورونا"، حتى أنها قامت مؤخرا بتحرير مئات ملايين الدولارات الايرانية التي تم تجميدها في بنوك محلية، وهي خطوة تعتبر تحديا فظا ضد سياسة "الضغط بالحد الاعلى" لادارة ترامب على ايران.

هل من المحتمل، إذاً، أن ليس محاربة ايران هي الدافع الرئيسي الذي يقف من وراء هذا "السلام التاريخي"، بل بالذات محاربة تركيا؟ هذا يفسر الرد العنيف للرئيس اردوغان على الاتفاق. ولا يقل عن ذلك السرعة التي أعلنت فيها بشكل علني عن دعمها لليونان في صراعها مع تركيا في مسألة التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط. وليس مستبعدا أن شراء الطائرات المتملصة والطائرات بدون طيار، هجومية متطورة، تعتبره الامارات عاملا ديناميكيا في قرارها كشف علاقتها مع إسرائيل، وبذلك تعطي حقنة تشجيع لترامب في حملته الانتخابية، وهو محفز جيد للصفقة المطلوبة.

يضلل نتنياهو عندما يشير الى معارضته تزويد الإمارات بسلاح نوعي استراتيجي كهذا. هذا السلاح هو "قلب" السلام التاريخي خاصته، بالضبط ليس أمرا زائدا. صحيح أن المحور السني يعتبر إسرائيل قوة عسكرية وتكنولوجية من الجدير التعاون معها ضد أعداء مشتركين، لكن الاكثر اهمية بالنسبة لهم هو ربط الولايات المتحدة باتفاقات على سلاح متطور كطريقة اخرى لمنع خروجها من المنطقة ("هذه مشكلتهم"، رد ترامب على هجوم ايران الفتاك على منشآت النفط السعودية قبل سنة تقريبا).

إسرائيل هي الخط الواصل الى قلب أميركا، والطريق لتقليل النزعات الانفصالية ووقف تراجعها عن التزاماتها لحلفائها. سلاح استراتيجي ليس منتوجا معروضا على الرف، ينساك البائع بعد لحظة من شرائك له. في هذه الحالة يتحول الى بديل عن حلف دفاعي. وتأطير اتفاق التطبيع مع الامارات كجزء من الحرب مع ايران، ما يترك انطباعا جيدا في الرأي العام الأميركي، ويساعد في الحفاظ على التدخل الأميركي في المنطقة.

اتفاق التطبيع هذا يجب أن نضع الى جانبه نجمة صغيرة لامعة. سيكون خطأ تاريخيا اذا سخرت إسرائيل من تحالفاتها الجديدة، وبدلا من تجنيدها لدعم حل عادل لتحديها الوجودي – القضية الفلسطينية – استمرت في استخدامها لإدانة الاحتلال الفاسد والمفسد. خطة ترامب، كما سيقال، لا تعتبر حلا عادلا، لا من قبل الفلسطينيين ولا من قبل المجتمع الدولي، وايضا لا من قبل افضل الادمغة المتخصصة بالشؤون الأمنية في إسرائيل.

أعرف كم هو صعب ومحبط محاولة التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ولكن افتراض أن تحالفات عسكرية كهذه أو غيرها هي العلاج للخطر الوجودي الكامن في التدهور نحو دولة ثنائية القومية، هو هذيان محمل بالمصائب. هذا سيكون مثل وضع جنوب افريقيا، الذي لا يمكن في أي يوم أن يؤدي الى حل في جنوب افريقي يتمثل بسلطة الاكثرية العربية. ومصيره أن يتطور الى حرب اهلية مستمرة. هذه هي الخيانة الكبرى للفكرة الصهيونية، قبل أن تحدث فيها الطفرة الخبيثة في السنوات الأخيرة.

 

عن "هآرتس"

*وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، ونائب رئيس مركز توليدو الدولي للسلام.