نشر بتاريخ: 2020/09/03 ( آخر تحديث: 2020/09/03 الساعة: 05:16 )
بقلم: غيرشون هكوهن

إعطاء الضوء الأخضر لمشروع الاستيطان

نشر بتاريخ: 2020/09/03 (آخر تحديث: 2020/09/03 الساعة: 05:16)

مع إغلاق الباب، ربما «فقط حالياً»، أمام تنفيذ السيادة في مناطق الاستيطان في «يهودا» و»السامرة» وفي غور الاردن، حان الوقت للعودة الى منطق الصهيونية العملية. رغم أن دولة إسرائيل سبق أن اقيمت في العام 1948، إلا أن الخلاف بين منطق الصهيونية السياسية ومنطق الصهيونية العملية يبقى حاضراً، وكأننا عدنا الى ثلاثينيات القرن الماضي.

من الواضح في النظرة التاريخية ان الميلين كانا ضروريين وصحيحين، وأكمل الواحد الآخر. في المكان الذي سد فيه نمو المشروع الصهيوني في الميل السياسي، تواصل بزخم الميل العملي في الحقائق التي ثبتت على الارض. ومع تخلي البريطانيين عن مشروع التقسيم للجنة بيل، بقيت الموافقة المصممة لبن غوريون على المشروع، وأصبحت تفوقاً سجل في صالحه في البعد السياسي. في البعد العملي كان زخم اقامة مستوطنات السور والبرج هو الذي صمم المجال في انتشار الاستيطان اليهودي استعدادا للمستقبل. الميل العملي هو الذي ثبت الفرق الجوهري بين المساحة الضيقة التي عرضت على اليهود في لجنة بيل في العام 1937 وبين المساحة الواسعة ببضعة اضعاف التي عرضت على الدولة اليهودية في مشروع التقسيم في 1947.

جابوتنسكي، الذي عمل اساسا بأفق الصهيونية السياسية، تساءل بالفعل عن مشروع السور والبرج. لم يكن واضحاً له كيف يمكن لبضع نقاط استيطانية منعزلة تتناثر في الرحاب أن تؤدي الى احتلاله بكتلة حرجة من التواجد اليهودي. ولم تكن الفجوة بين بن غوريون وبين جابوتنسكي تتمثل فقط بالتفضيل الذي اعطاه كل منهما لإنجازات الامر الواقع مقابل الانجازات بالحكم الشرعي، بل أيضا بالشكل الذي نظرا به الى المقياس الذي يقرر التواجد اليهودي في الرحاب. فقد قاس جابوتنسكي مدى التواجد بالكمية وبالتواصل الاقليمي، بينما بن غوريون بفهمه الروسي، أمسك بالرحاب، عبر شبكة التواصل المتشكلة فيه والمصممة له بشكل دينامي. يعبر هذا النقاش بكامل حضوره عما يلزم من دولة إسرائيل؛ وهو استئناف الزخم الاستيطاني في أرجاء «يهودا» و»السامرة».

ان اقتراح الرئيس ترامب لتقاسم الرحاب في «يهودا» و»السامرة» وفي غور الاردن، وان كان ازيل حاليا عن الطاولة، يلزم قيادة دولة إسرائيل بالاعتراف بالصراع الجاري على السيطرة في مناطق ج، بقيادة السلطة الفلسطينية. ليس مفاجئا ان رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، هو الذي يستنفد في هذه الساعة منطق «الصهيونية العملية». ففي عملهم في الرحاب ثبتوا منذ الآن حقائق لا مرد لها. عندما تحددت مناطق ج، بتوجيه من رئيس الوزراء، اسحق رابين، ضم نحو 60 في المئة من مناطق «الضفة الغربية». في ميل التوسع الفلسطيني، تقلصت هذه المنطقة عملياً ثلثاً. في مداولات الكابينت التي جرت في الموضوع قبل سنة وجه رئيس الوزراء نتنياهو تعليماته لوقف الميل. ولكن قيادة المنطقة الوسطى والادارة المدنية تركزان على سلم اولويات غير قادر على وقف الميل الفلسطيني. ان السبيل الصهيوني البن غوريوني هو السبيل الوحيد ذو احتمال التحقق: اعطاء ضوء اخضر للاستيلاء على «المناطق» الحيوية من خلال مشروع الاستيطان الإسرائيلي.

في السعي الى تصميم الرحاب بحكم الامر الواقع، بتوجيه من خريطة المصالح الإسرائيلية مطلوب ثلاثة ميول: اقامة مراع بانتشار واسع، اقامة مدينة جديدة في قلب غور الأردن، على طريق الون في منطقة معاليه افرايم – جيتيت، ونشر شبكة طرق جديدة ومتطورة. وحيال الازمة الاقتصادية والاجتماعية ايضا تعرض الصهيونية العملية الربط الصحيح: استنفاد امكانية البناء والاستيطان في الرحاب المفتوحة كرافعة اقتصادية وكبشرى صهيونية منعشة وجارفة.

 

 عن «إسرائيل اليوم».. ترجمة الأيام