نشر بتاريخ: 2020/09/12 ( آخر تحديث: 2020/09/12 الساعة: 04:40 )
بقلم: بن كسبيت

تتجه نحو الإفلاس: إسرائيل بحاجة إلى جبهة إنقاذ

نشر بتاريخ: 2020/09/12 (آخر تحديث: 2020/09/12 الساعة: 04:40)

ينبغي تشكيل جبهة إنقاذ للدولة. هكذا ببساطة. جبهة تضم كل من يؤمن بأن الدولة، مؤسساتها، استقرارها، وأنظمتها أهم من المصالح الشخصية، الحزبية الضيقة، والغريبة.

جبهة كل من يؤمن بأن الحقيقة أقوى من الكذب. جبهتنا كلنا: يميناً ويساراً، أسود وأبيض، متديناً وعلمانياً، شرقياً وغربياً، يهودياً وعربياً.

كلنا نعيش هنا معاً. كلنا متعلقون الواحد بالآخر. كلنا في القارب نفسه. دولة بلا منظومة قانون، بلا سلطة قانون، بلا منظومة إنفاذ، بلا محاكم، بلا شرطة، بلا نيابة عامة، بلا حماة حمى – هي دولة مفلسة.

إسرائيل تبدو في الأسابيع الأخيرة دولة تدور بسرعة هائلة في دوامة يبدو الإفلاس صغيراً في وصفها.

جبهة إنقاذ إسرائيل يجب أن تضم كل الإسرائيليين الوطنيين. كلهم. هدفها واحد: منع تفكك مؤسسات دولة إسرائيل.

فهذا التفكك يجري أمام عيوننا المذهولة بوتيرة متصاعدة. بدأ هذا بتردد، قطرة قطرة، فأصبح معمعاناً مجنوناً.

يقف رئيس الوزراء كل مساء ويكذب بوقاحة لسكان إسرائيل. يختلق تلفيقات ويسوقها للجماهير. والآن يتبين أن يعقوب أبو القيعان لم يكن «مخرباً»، بل كان بالإجمال حجر شطرنج آخر في مساعي روني ألشيخ وأفيحاي مندلبليت لإدانة نتنياهو.

جبهة إنقاذ إسرائيل يجب أن ترسم خطاً أحمر وتوقف عنده مغتالي الدولة.

هذا الآن وإلا فلن يكون. هذا هو الحاجز الأخير. هّدمت كل السدود منذ الآن، وسقطت الحواجز.

نحن لسنا في الدقيقة التسعين، بل في زمن الجراح. قريباً جداً سيفوت الأوان.

في هذه الأيام ينبغي لكل واحد أن يقف أمام ضميره. نعم، أنتم في «الليكود» أيضاً، أيها النواب الصامتون.

أولئك الذين يعرفون الحقيقة. أولئك الذين يعرفون بأن أحداً لم يُحك ملفات لرئيس الوزراء.

اولئك الذين يتذكرون ما قاله رئيس الوزراء ذاته الذي حققت المنظومة مع سلفه وفي نهاية المطاف بعثت به إلى السجن.

أولئك الذين يعرفون بأن أفيحاي مندلبليت هو رجل مستقيم وروني ألشيخ، رغم أنه على ما يبدو مخطئ جداً في قضية القيعان، لم يتآمر مع الصندوق الجديد، صندوق فاكسنر والجهاد للإطاحة ببنيامين نتنياهو.

أنتم، الذين قرأتم، أول من أمس، قائمة الأكاذيب الـ 6 في خطاب نتنياهو وتعرفون أنها دقيقة. أنتم الذين تفهمون ماذا بالضبط يحصل هنا وما هي تداعيات آلة الإبادة الناجعة التي تستخدم من بلفور وتسحق بالجميع: الشرطة، النيابة العامة للدولة، النائبة المرافقة، نائب الدولة، المستشار القانوني للحكومة، القضاة، جهاز القضاء وأول من أمس جاء أيضاً دور رئيس المخابرات.

كلهم يلقى بهم إلى الطاحونة، كل بدوره. من لا يوقف هذا الآن، سيلقى به هو أيضاً.

الدولة بحاجة ماسة إلى إصلاحات. منظومة إنفاذ القانون بحاجة ماسة إلى إصلاحات. إلى تعديلات. إلى زيادة الشفافية. تعزيز جهاز الرقابة وتعديلات عديدة أخرى.

11 سنة متواصلة كان في الحكم وكان يمكنه أن ينفذ كل هذا. ولكنه لم يتكبد العناء. كان مريحاً له هكذا. والآن يتذكر أن يبعث أسطولاً من الجرافات للتدمير التام للمنظومة.

وكأنه يوجد هنا منظومة سلطة قانون بديلة. وكأنه سيكون ممكناً إعادة بناء الذات من خطوة كهذه.

وكأنه سيكون ممكناً العمل بلا مؤسسات سلطوية رسمية. وكأن سلطة القانون هي دمية يمكن تفكيكها وتركيبها.

يجب وقف هذا. «كلنا». «أزرق أبيض» يجب أن يوضح لبنيامين نتنياهو صباح اليوم بأنه إذا لم يتوقف على الفور عن اغتيال الدولة التي يقف على رأسها، فإنهم سيفككون الرزمة المهزوزة. وفي «الليكود» ينبغي أن ينهض النواب الشجعان وأن يقولوا لهذا الرجل كفى. ليس لهذا انتخبت. ارفع يديك عن دولة إسرائيل. في كل أرجاء الطيف السياسي ينبغي أن ينهض أناس يعرفون الحقيقة وأن يقولوها.

نعم، نفتالي بينيت أيضاً. فهو يعرف الحقيقة على نحو ممتاز. فقد كان هناك. وكذا الصحافيون اليمينيون المستقيمون والوطنيون، وقد بوركنا بكثير منهم، ينبغي أن يفهموا أنه يوجد حدود لكل أحبولة.

هذا ليس موضوع يمين أو يسار، هذا أبسط أكثر بكثير: لا توجد لنا بلاد أخرى. لا يوجد لنا مجال مناورة. لا يوجد لنا ترف الخطأ أو الزلل. هذا إما الآن وإلا فات الأوان.

 

عن «معاريف»