نشر بتاريخ: 2020/09/12 ( آخر تحديث: 2020/09/12 الساعة: 04:42 )
بقلم: ايهود باراك

إسرائيل تعاني أعراض مما حدث في الأنظمة الظلامية

نشر بتاريخ: 2020/09/12 (آخر تحديث: 2020/09/12 الساعة: 04:42)

تتصرف إسرائيل كدولة تحت التصفية. تتغير القرارات مرتين في اليوم. لا توجد إدارة أزمة أو استراتيجية خروج، ميزانية، جلسات حكومة، مفتش عام للشرطة، أو مدعٍ عام للدولة.

خلال نصف سنة طلب من الجمهور أن «يستمتع»، واختفى بنيامين نتنياهو، فقط من أجل أن يكتشف بأنهم لم يستعدوا لموجة ثانية.

لم تنقل الإدارة إلى جهاز الأمن، ولا يوجد نظام لقطع سلسلة العدوى وما شابه.

الفيروس لا يرى المناورات، أيضا المليون مواطن الذين تم تركهم مهملين حتى الآن لمعاناتهم ومصيرهم هم وأبناء عائلاتهم دون أمل.

وثمن الضرر الذي لا يمكن تخيله، 100 مليار شيكل تقريباً، سيدفعه أحفادنا.

«إغلاق شامل» في فترة الأعياد سيكون خاتماً نهائياً لفشل شامل للحكومة ومن يقف على رأسها، وسيزيد بدرجة كبيرة الضرر الذي وقع، ومن شأنه أن يحسم مصير الحكومة.

في ظل الوباء والمعاناة يقود نتنياهو محاولة انقلاب في الحكم. حملة هدفها إجبار المجتمع على إنقاذه من رعب القضاء بكل ثمن.

تجري الحملة بنجاح غير قليل لأن أجزاء من الجمهور، بمن فيهم من يتولون وظائف ومنتخبون، يعانون نوعاً من العمى الجماعي، «المفهوم السائد»، إذا شئتم، ويرفضون الاعتراف بخطورة التهديد علينا جميعاً من سلوك شخص متهم وملاحق، يتمثل بالانجرار إلى إهمال غير شرعي بصورة صارخة.

حول نتنياهو التشهير بكل من يقف في طريقه إلى فن. هجومه الفظ على النيابة العامة وعلى القضاة في بداية محاكمته كان صادماً للمؤسسات في البلاد، لكن الجمهور تعود عليها وتوقف عن أن يصدم، فلا يوجد هنا شيء أصيل.

لا أساليب نتنياهو ولا العمى في النخب. أيضا ولا الحيونة في أجزاء من وسائل الإعلام.

كل ذلك سبق وحدث في الأنظمة الظلامية في الماضي.

اسمحوا لي القول إن عدم الأهلية يقع عندما لا يحارب من يجب عليهم الدفاع عنها من أجلها. حان الوقت للاستيقاظ.

إن كل شيء يمكن أن يكون مختلفاً. أين المستشار القانوني الذي يقوم نتنياهو بوقاحة بتغطيته بالريش؟

لماذا يتأخر التحقيق في قضية الأسهم وابن العم والتقارير الكاذبة لمراقب الدولة؟

وماذا مع تسوية تضارب المصالح التي أمرت بها المحكمة العليا ويرفض نتنياهو التوقيع عليها؟ كيف ينام قضاة المحكمة العليا؟ أين بني غانتس وغابي أشكنازي؟ أين قضاة المحكمة العليا في الماضي ورؤساء كليات الحقوق؟ لا يوجد بينهم من لا يعرف ما الذي يحدث هنا.

في ظل الوباء والكارثة التي وقعت على رأس الملايين يقود نتنياهو عملية إحراق للنادي، أو بدلاً من ذلك مساومة مثل رجال المافيا على الانتخاب أو الحصول على عفو قبل المحاكمة.

كل احتمال من هذين الاحتمالين وحتى صفقة ادعاء يتم شطب الرشوة منها وبند المس بالشرف ستضع خاتم العار على جبهة المجتمع والدولة الذين خضعوا فعلياً لابتزاز يشبه ابتزاز المافيا. هذه حقيقة صعبة، لكن هذه هي الحقيقة. دولة إسرائيل ستخرج أيضا من هذه المعضلة، مكلومة ويسودها النزاع، جريحة لسنوات، لكنها ستخرج.

كما قلنا، خرجنا في الماضي من اختبارات أصعب، لكنني أتجرأ على القول إنه سيذكر إلى الأبد ليس فقط أولئك الذين حاولوا اغتيال الديمقراطية، بل أيضا الذين وقفوا وصمتوا، سيذكرون بالسوء.

لا تنظروا إلى الجوانب، بل انظروا في المرآة. «الأمر ليس في السماء... الأمر قريب جداً منك، بفمك وقلبك يجب عليك فعله».

 

عن «هآرتس»