نشر بتاريخ: 2020/10/17 ( آخر تحديث: 2020/10/17 الساعة: 02:30 )
وليد بطراوي

تكريم الإنسان

نشر بتاريخ: 2020/10/17 (آخر تحديث: 2020/10/17 الساعة: 02:30)

شاهدت مقاطع من جنازة الفنان المصري محمود ياسين. لفت نظري انه تم إخراج جثمانه من مركبة ملونة بالأبيض والأزرق كتب على مقدمتها «سيارة تكريم الإنسان». وهي فكرة، حبذا لو تم تطبيقها عندنا بدلا من تلك السيارات السوداء الموحشة المكتوب عليها «نقل الموتى».

كامل الأوصاف

أستاذ مدرسة بعث رسالة «بتعرف شو المسؤول اللي بدنا إياه حال صارت انتخابات؟ لازم تكون هاي الشروط متوفرة فيه. بدنا مسؤول انسجن وذاق الم الفراق والفقدان، وقعد سنين وهو يدور على وظيفة علشان فش عنده واسطة، اشتغل عدة شغلات خارج تخصصه وشهادته، وبعدين لقي شغل في القطاع الخاص وبس انفصل تعسفي ما لقي حد يوقف جنبه، وبس توظف بالحكومة اكتشف انه مهما كان نشيط وبدو يثبت حاله طول ما هو مش من عظام الرقبة عالفاضي، مهما سمع من الكلام المعسول والحلو والتشجيع، بس عند الترقيات لاقى أنه عظام الرقبة هي الأولى. بدنا مسؤول قعد كذا شهر ما يقبض راتبه، لدرجة إنه في بعض الأحيان كان يروح على الشغل مشي، وصار يخجل من كثر ما استدان من الناس، واضطر يبحث عن شغل ثاني بعد الدوام علشان يوفر لأسرته الحد الأدنى من العيش الكريم، فبطل يشوف أولاده ومرته إلا آخر الأسبوع لأنه بطلع وهم نايمين وبرجع وهم نايمين. بتعرف ليش بدنا هذا النوع يصير مسؤول عنا؟ علشان بس تقوله والله ما في معي مصاري اجي على الشغل يصدقك، علشان بس تقوله اضطريت اشتغل بعد الدوام علشان اجيب فوط وحليب لابني واسكر حساب الدكانة، وادفع فواتير المي والكهربا وقسط البيت يصدقك، علشان بس يعلن عن ترقية أو مسابقة لمنصب أعلى يعمل مسابقة نزيهة مش يعطيها لعظام الرقبة، علشان وعلشان...مش مثل هالايام أصلا المسؤول مش عارف شو يعني راتب ومعاه حق لأنه بطبش فيه، مهي كل حياته على النثريات، سيارة وبنزين ومرافقة وأجرة بيت مدفوعة (إذا كان بيته بالإيجار) وشو بدك متوفر، فهو مستحيل انه يصدق انه الموظف اللي صار له مش قابض كذا شهر ما معه أجرة الطريق لأنه ببساطة هو في واد والمسخمطين اللي مثلنا بواد آخر. هاي المواصفات اللي بدنا إياها تكون متوفرة في السيرة الذاتية لمسؤولينا المستقبليين، لا بدنا دكتوراه ولا ما يحزنون، ولا قائد بحجم وطن، بدنا حد مثلنا وعاش ظروفنا بس».

جحا أولى

في المجتمع الفلسطيني، هناك عقدة، لم يستطع احد حلها حتى الآن. عقدة الأجنبي. فكلما ذهب احدهم لاستئجار بيت، يقول المالك، «أريد ان أؤجر أجنبياً». وإذا ما وجد شخص في نفسه الكفاءة للحصول على وظيفة في منصب عالٍ، يجد ان أجنبياً، أتى الى المنطقة لتعلم العربية، يحتل هذا المنصب ليس لكفاءته، بل لأنه اجنبي. حتى ان عدداً من الكفاءات الفلسطينية لا يتم الاعتراف بها، إلا إذا عملت في مؤسسة أجنبية، او سافرت الى الخارج، وبهذا تأخذ الشرعية من الأجنبي، ويحترمها الفلسطينيون.

الحردانون

كلما ظهرت مشكلة، نسمع عن استقالة مسؤول، وآخر يقرر إغلاق مؤسسته أمام الجمهور احتجاجاً على تردي الأوضاع، وثالث يعتكف في منزله، ورابع يأتي بأقاربه ليحموه، وإذا استمر الحال كذلك سنجد ان الجميع قد «حرد» في بيته، وستكون هناك دعوة للمواطن ان يؤازر الحردانين، وستخرج تظاهرات تطالب بحقوقهم، وستشكل نقابة لهم! أليس من الأجدر ان تكونوا اكثر إيجابية يا معشر الحردانين، وان تواجهوا هذا الوضع المتردي بالعمل لا بالحرد؟

لو كنت مسؤولاً

كوني ولي أمر، فأنا مسؤول عن تربية أبنائي وبناتي، وأتحلى أيضاً بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الآخرين. ولهذا، عليّ ان احرص، في هذه الأوقات الصعبة من تفشي فيروس كورونا، على صحة أبنائي وبناتي وصحة الآخرين من أصدقائهم وزملائهم. فلا يعقل ان اتركهم على أهوائهم يسرحون ويمرحون ويختلطون، هرباً من «نقّهم» وتخلصاً من كثرة «غلبتهم»، ولأنني اعتقد أننا محصنون، فنحن من «الطبقة» التي لا يصبها الفيروس!

الشاطر أنا

الواحد بعد كل هالسنين من الشطارة صار يعرف يميز الناس من أول نظرة. لأنه ياما في ناس ببين على وجوهها أنها ولا احسن وأطيب منها بتلاقيها العكس، وفي ناس بيكون وجههم بيقطع الخميرة من العجينة بس ولا أطيب ولا احسن. مش كل واحد بيضحك في وجهك معناه هو من جوا بيضحك، واللي مكشر ممكن يكون مش قادر يضحك او يبتسم لأنه هموم الحياة اكبر، لكن عند الجد بتلاقيه رغم كل هالهموم أول واحد بيكون جنبك.