نشر بتاريخ: 2020/10/27 ( آخر تحديث: 2020/10/27 الساعة: 02:49 )
صلاح الزحيكة

لعبة الخداع وعودة الأمل المنشود

نشر بتاريخ: 2020/10/27 (آخر تحديث: 2020/10/27 الساعة: 02:49)

أحاول في استعراض ما آلت إليه قضيتنا أن ألقي الضوء على مراحل الخداع التي مررنا بها من قبل الثنائي الأمريكي الإسرائيلي منذ رحيل الشهيد ياسر عرفات وبدء عهد جديد عهد الرئيس محمود عباس، وما بينهما المرحلة الانتقالية .
ما بين عهد الراحل ابو عمار وعهد القادم ابو مازن الذي رفع شعار الرخاء والامن والأمان للشعب الفلسطيني مستشهدا بالاية الكريمة خلال حملاته الانتخابية التي قام بها في معظم مدن الضفة والقطاع حينها وهي من سورة قريش " فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف " انتهى الاستشهاد .
كنت حينها امينا لسر اقليم القدس ومسؤول حملته الانتخابية بالقدس ، حين بدأ حملته الانتخابية في بير نبالا من ضواحي القدس مستهلا خطابه الانتخابي بالآيات القرآنية الكريمة من سورة قريش وكنت حينها بجانبه وخفت بعفوية ساذجة ان يلخبط بالآيات ورددتها على مسمعه ، لكنه التفت الي وقال وسط هتافات الجماهير بحياته " حافظها ".....
لم يدر بخلدي حينها انها جزء من الوعود الخادعة التي وعد بها خليفة ابو عمار من قبل الثنائي " بوش - شارون ' بان مرحلة ابو مازن لن تكون مثل ما قبلها ، وان الازدهار والرخاء للشعب الفلسطيني وان الدولة المستقلة لفلسطين قادمة على طبق من ذهب .....!!
واجزم ان رئيسنا لم يدر بخلده ولم يساور الشك صدره ان لعبة خداع مورست عليه قبل وراثته لعهد ياسر عرفات وبعدها ، ويؤكد ذلك ردة فعله بعد اعلان ترامب لصفقة القرن وقبلها اعلا ن القدس عاصمة لكيان الاحتلال واغلاق مكتب م ت ف في واشنطن وغيرها من الاجراءات حين اعلن قطع علاقته بالادارة الامريكية وبعدها بفترة اعلن عن وقف التنسيق الامني وغيره مع اسرائيل . 
وليس ادل على شعوره بالوعود الخادعة والخداع الذي وقع في شباكه من خطابه الذي القاه في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر ايلول الماضي في الامم المتحدة ، كان خطابا ممزوجا بالكبرياء المطعون لرجل اعتقد انه يستطيع ان يختم حياته السياسية بالوصول الى الامل المنشود بتحقيق الامال المشروعة للشعب الفلسطيني بالحرية وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية .
وكم شعرت بكبريائه المجروح حين قال في خطابه ذاك : " لقد كرست حياتي شخصيا لتحقيق السلام المنشود وبالذات منذ العام ١٩٨٨ ومرورا بمؤتمر مدريد  واتفاق اوسلو في العام ١٩٩٣ الى يومنا هذا ...." .   
وما اوصلنا الى حالتنا هذه من انهيارات جدار عمقنا العربي المتمثل في اتفاقات التطبيع مع كيان الاحتلال من قبل ثلاث دول عربية بشكل علني وأربعة دول عربية على الاقل بشكل خفي ، كل ذلك مرده سنوات الضياع والسراب والخداع الاميركي الاسرائيلي الذي عشناه بعد رحيل ياسر عرفات الى يومنا هذا .....
معذرة سيدي الرئيس ليس تقليلا من قدرك ومكانتك ولكن كان عليك ان تخرج بخطاب لشعبك ولامتك العربية تصارحنا فيه بانك خدعت وتقولها بكل قوة وصراحة وتعلن تحملك للمسؤولية كاملة ، على غرار ما فعل الرئيس الخالد جمال عبد الناصر حين تحمل مسؤولية الهزيمة في حرب عام ٦٧ واعلن استقالته واعادته الجماهير العربية قبل الجماهير المصرية وطالبته بالعدول عن الاستقالة والاستمرار ونال ثقة كل الشعوب العربية وحكامها .
واليوم لم يفت الوقت ان تقدم على هذه الخطوة وتخرج بخطاب صريح وواضح لامتك العربية والإسلامية ولشعبك تعلن فيه تعرضك كقائد وزعيم لهذا الشعب للخديعة الامريكية الاسرائيلية الممثلة بالثنائي ترامب نتنياهو طوال السنين الماضية  لنستطيع معك ان نوقف حالة الانهيار والتصدع لقضيتنا باعتبارها القضية المركزية الاساس لامتينا العربية والإسلامية .....  
وحين ذاك يكون لهذا مابعده ، ان نكون قد تعلمنا الدرس وان يكون تجديد البيعة لكم لقيادة دفة السفينه لبر الامان وذلك عبر فتح المجال لإعطاء مساحة وفضاء واسع للحريات ونهج يتميز بالشفافية مع الشعب واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية عبر رفد وتجديد اطرها وكذلك لفتح باعتبارها العمود الفقري للمنظمة ورائدة العمل والفعل الفلسطيني .      
قد يكون ذلك جزءا من جواب السؤال ما العمل الذي بدأ يطرحه المحللون والكتاب والمثقفون واصحاب الراي والساسة ممن يعز عليهم رؤية الهاوية التي يطمح طرفي الخداع ان يوصلوا شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والاسلامية اليها .