نشر بتاريخ: 2020/10/29 ( آخر تحديث: 2020/10/29 الساعة: 02:14 )
بقلم: نحتسايا يعقوب والكسندرا لوكاش

"واي نت" _ طرزان الإسرائيلي يقفز وراء خطوط العدو السوداني

نشر بتاريخ: 2020/10/29 (آخر تحديث: 2020/10/29 الساعة: 02:14)

بداية الثمانينيات. رجل «الموساد»، دافيد بن عوزيئيل (75 سنة)، الملقب بـ»طرزان» يجد نفسه في مهام بشمال السودان، ستصبح لاحقاً جمهورية السودان، وفي الحال تلقى اعترافا في أعقاب الإعلان عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وروى ابن عوزيئيل، أمس، في هذه المقابلة مع «واي نت»: «لست واثقاً أنهم سيسرهم رؤيتي».

أساس المجد في المنطقة وجده ابن عوزيئيل بالذات في دولة جنوب السودان. وبمرور السنين يستعيد الذكرى كيف حصل على لقب «مؤسس جنوب السودان»ـ تلك الدولة التي أقامت منذ 2011 علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بعد سنتين من إعلانها الاستقلال. وعلى حد قول ابن عوزيئيل، «وصلت الى هناك في 1969 في وفد صغير من (الموساد)، في بعثة استطلاع، للتعرف على جنوب السودان. هل سيقاتلون إذا أعطيناهم السلاح؟ «هل سيتقاتلون فيما بينهم بهذا السلاح؟».

«في الشمال المسلم، الذي هو الخرطوم، يعتزمون تصعيد الوضع في الجنوب، عبر نقل مليون ونصف المليون إلى الجنوب، وبهذا تنتهي المشكلة التي تسمى جنوب السودان. فلماذا تبعث دولة إسرائيل بفريق؟ كان في حينه «مفهوم المحيط» حيث يتم من خلاله تجاوز الدول العربية من حولنا والتوجه الى دول اسلامية بما في ذلك جنوب السودان. أما السودانيون الجنوبيون فقالوا أمرا بسيطا: «أعطونا السلاح للدفاع عن أنفسنا». وبمجرد القتال فإننا نشغل جيش الشمال الذي يوجد في الجنوب فلا يرسلون وحدات عسكرية لمساعدة المصريين في القناة».

* إذاً، أنت الذي أقمت جيش الثوار هناك من الصفر تقريبا وبيديك حققت إقامة جنوب السودان في نهاية المطاف؟

- «مع كل التواضع، نعم، هم يقولون هذا. أنا أقمت جيش الثوار، ولكن المهم بالنسبة لي هو أن أشير إلى أن النهج لم يكن استعمارياً، جئت بنهج يقول، إن الموقف منهم متساوٍ تماما، نحن جزء منهم ونحن لسنا فوق الشعب، نحن لسنا اعلى منهم. أناس بيض يأتون بنهج إنساني ومتساوٍ جدا.

«أمر آخر، بخلاف كل انواع الدول الاخرى – نحن لم نأتِ فقط بالسلاح بل جئنا بالادوية. كان اطباء في كل بعثة، تطعيمات للرضع، كل النهج كان مختلفا تماما. هكذا تقيمين علاقة ثقة معهم. قالوا، ان المعنويات التي نطورها هنا بيننا تعطينا رغبة شديدة في أن نفعل كل ما تقوله لنا».

إلى منطقة الشمال وصل ابن عوزيئيل كما اسلفنا منذ بداية وحتى منتصف الثمانينيات في اطار الجهود لجلب يهود اثيوبيا. وروى ان «هذا يعني اننا ندخل بلاد العدو. وهذا ليس غزوا ليليا نعود بعده. انتِ تعيشين هناك، انتِ تسكنين هناك، أنتِ توجدين في منطقة وتعرفين ان كل كلمة لكِ، كل جملة غير صحيحة، كل عدم تحكم بما تقولين، يمكن أن يثير الشك.

«يجب ان تتصرفي بشكل طبيعي عندما تعرفين بأنكِ لستِ حقا من تدعين تمثيله. هذه هي القصة، ان تعيشي في بلاد العدو ولكن أن تتصرفي وتديري حملات في بلاد العدو. هذه الصحراء الكبرى التي ينبغي لكِ أن تنقذي فيها يهودا وان تهربيهم عبر حواجز للشرطة السودانية، وعبر رجال أمن يرابطون على الطريق».

عن احدى العمليات التي شهدها على أرض شمال السودان، كما يروي ابن عوزيئيل فيقول: «أناس حددنا معهم أن نلتقي بهم لم يأتوا لأننا كنا سنعود إلى الخرطوم. بعض السيارات اقتحمت الحاجز، السودانيون وضعوا براميل كي يمنعوا عبور السيارة، وببساطة اقتحم الحاجز. لم أعرف، فقد كنت في سيارتي في الخلف. عندما وصلت إلى الحاجز وجدت عشرات الجنود السودانيين يحملون الرشاشات متأهبين وأصابعهم على الزناد. ولم تكن هذه متعة بأقل تقدير.

«من المهم للمرء أن يعرف عقلية المحليين، كيف يفكر الناس وكيف يتصرفون. وكنت أعرف ما لا ينبغي عمله. بعد ساعة ونصف الساعة لم يحصل فيها شيء سألت هل يمكن أن نواصل الطريق؟ فأجابوا، نعم. ولكن البطارية كانت ضعيفة ولم يشتغل المحرك. كنا في أيديهم. كانت لدينا فوانيس لإعطاء الإشارة للطائرات. ولو فتشوا ما يوجد لدينا لما كان لنا أي تفسير لها، وما كنا سنخرج من هناك. سألت مساعدي إذا كان لديه كابل لإيصال الكهرباء ولم يكن لديه. وفي النهاية نجحنا في تحريك السيارة والانطلاق. كان هذا بمثابة وضع الحبل على الرقبة. احدى اللحظات التي خرجنا منها بمعجزة».

* كيف حصلت على هذا اللقب «طرزان»؟

- «حصلت عليه قبل 71 سنة حين انقذت رفيقا من الغرق وكان هذا مبهرا لمن كان يقف هناك، وقالوا، إن هذا أمر لم نره إلا في أفلام «طرزان» ومن يومها التصق بي هذا اللقب».

* وما رأيك بالاتفاق المتحقق مع السودان؟

- «أقول هذا بتهكم: عندما تصرخ مئة سنة الله أكبر فهل هذا يطور اقتصادا أو صناعة؟ عندما تنشغل بالإرهاب ماذا تكون تعلمت؟ وعندها يأتون أخيرا بعد سنوات طويلة جدا ليفهموا أنهم لم يتعلموا شيئا وكان يمكن لهم أن يتطوروا من قبل. يسرني جدا ألا يكون هذا السودان، في موقعه الجغرافي، دولة عدوا».

 

عن «واي نت»