أين نحن من انتفاضة الحجارة؟
د.عبدالحميد العيلة
أين نحن من انتفاضة الحجارة؟
تهل علينا اليوم ذكرى الإنتفاضة الأولى فمنذ 33 عاماً إنطلقت شرارة الإنتفاضة من مخيم جباليا الذي سمي بمخيم الثورة بعد قيام أحد المستوطنين بدهس مجموعة من العمال الفلسطينيين من سكان هذا المخيم أدى لإستشهاد وإصابة معظمهم وما أن وصل الخبر لأسماع أهل المخيم إلا وقام الآلاف من سكانه بالهجوم على مراكز الجيش الصهيوني بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة والذي خلف مجموعة من الشهداء والجرحى وما هي إلا ساعات لتعم الإنتفاضة في كل ربوع فلسطين من رفح إلى جنين والشعب الفلسطيني في داخل فلسطين التاريخية الذي شارك بالمظاهرات وتقديم الدعم المادي المستمر ..
وقد سجلت المرأة الفلسطينية أعلى مشاركة فعلية وفوجئت القيادة الصهيونية من سرعة وقوة إنتشار هذه الإنتفاضة كالنار في الهشيم والتي جاءت بعد إحباط وذل وعنصرية عاشها الشعب الفلسطيني منذ إحتلال عام 1967 ..
فبعد إنطلاق الإنتفاضة بشكل عفوي تم تشكيل قيادة فلسطينية موحدة تشرف وتدعم إستمرارها لسنوات كان من نتائجها أن يعترف الكيان الصهيوني وأمريكا بمنظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني والتفاوض معها بعد وصفها بالمنظمة الإرهابية ..
وطويت صفحات هذه الإنتفاضة 1993 بعد أن قدم الشعب الفلسطيني الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى من النساء والرجال والأطفال للوصول لإتفاقية أوسلو للسلام التى ما لبثت أن تفشل بعد أن إقتحم شارون والمستوطنين باحات الأقصى لتندلع الإنتفاضة الثانية عام 2000 وسميت حينها بإنتفاضة الأقصى قدم فيها أيضاً الشعب الفلسطيني بكل مكوناته الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى وتم إعادة إحتلال مدن ومخيمات الضفة الغربية وشهدت جنين مجزرة راح ضحيتها الكثير من الشهداء وحوصر رئيس وقائد الشعب الفلسطيني ياسر عرفات "أبو عمار" على يد الصهاينة ثلاث سنوات مع إعتداءات على مقر إقامته في المقاطعة برام الله أستشهد فيها الكثير من مرافقيه العسكريين لينتهي به المطاف بدس السم له عبر عملاء صهاينة وأستشهد أبو عمار وهو مرفوع القامة مردداً عبارته الشهيرة شهيداً شهيداً شهيداً ..
لكن أين نحن بعد إنتفاضة هزت عرش الكيان الصهيوني وأضافة مصطلح لغوي عالمي موحد أسمه " إنتفاضة "؟!..
وهل ننجح في إعادة هذه التجربة بعد تنكر الصهاينة لحقوق الشعب الفلسطيني والتنكر لإتفاقية أوسلوا التي عفا عليها الزمن ومازلنا نتمسك بها ؟!!..
هل ننجح بتشكيل قيادة موحدة والإنقسام ينخر في عظامنا منذ أعوام طويلة ؟!!..
وهل أصبح الكرسي ومكاسب السلطة المادي هو جل طموحنا ؟!! ..
هل سنبقى تحت رحمة المقاصة والتنسيق الأمني المقدس كما وصفه محمود عباس ؟!! ..
وهل سنحافظ ونتمسك بسلطة فاشلة تبحث عن مفاوضات وهمية كاذبه والأرض تنهب يومياً إلى أن ينسحب البساط كاملاً من تحت أقدامها ؟!!..
كنا سابقاً نعتبر روابط القرى ومن يسوق لها عملاء للكيان الصهيوني فهل تختلف الآن روابط القرى عن ما تقوم به السلطة ؟!! ..
الأسئلة كثيرة والإجابات واضحة ويعرفها الصغير والكبير إلى أن أصبحنا لاحول ولا قوة لنا أمام تعنت قيادات لا تبحث إلا عن مصالحها ..
لكن ذكرى الإنتفاضة ستبقى العنوان لثورة شعب ولم تكون ثورة لحزب أو حركة وهي تمثل لي ذكرى عطرة رحم الله كل شهداء فلسطين والشفاء لجرحانا البواسل والحرية للأسرى القابعين خلف القضبان في سجون الإحتلال الصهيوني .