ألكسندر فينسكي.. من "الدفتر الرمادي"
نشر بتاريخ: 2021/03/12 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 06:39)

في ما مضى، مشيتُ مُسمّماً منحدرَ الطريق

ومشى الزمنُ إلى جانبي.

صغار العصافير غنّت في الأجمّة.

في أماكن شتّى، تغوّر العشبُ.

كساحة قتال، نهضَ بحرٌ جبّارٌ على بُعدٍ.

لا غنى عن القول إنّه كان من الصعب عليَّ التنفس.

فكّرت لماذا أفعال النحو وحدَها

أُخضِعَت للساعة، للدقيقة، للسنة،

بينما البيتُ، الغابةُ، والسماءُ

كمغول من نوع ما

تحررت دُفعةً واحدةً من الزمن.

فكّرتُ في هذا وفهمتُ.

وجميعنا يعلمُ

أنّ العملَ يُصبح الصين في حالة أرق

أنّ الأعمال أجسامٌ فقدت الحياة، كجثث القتلى تتمدّد.

ونحن الآن نتوّجها بأكليل من الزهور.

حركتُها كذبةٌ وكثافتها غِشٌّ،

وضبابٌ ميّتٌ يلتهمها.

الأشياء كما الأطفال النائمين في المهد.

كما النّجوم التي بالكاد تتحرك في السّماء.

كما الأزهار الوَسْنى التي تنمو بلا صوت.

الأشياء كالموسيقى، تقف ساكنةً.

توقفتُ هنا، فكّرتُ.

ذهني لا يستطيع الإحاطة بهجمة هذا البلاء الجديد.

فرأيتُ بيتاً، كالشتاء، يغوص.

ورأيتُ السنونو يرمز حديقةً

حيث لظلال الأشجار حفيفُ الأغصان،

وكظلال العقل هي أغصان الأشجار.

سمعت جريان الموسيقى الرتيب،

حاولت الإمساكَ بقارب من الكلمات.

جرّبتُ الكلمة في البرد وفي النّار،

لكن السّاعات تتمطى رصّا.

السّمُّ يتسيّد داخلي

تسلّطَ كحلم خاوٍ.

كان هذا في سالف الزمان.

"إيلاف"