صحيفة عبرية : كورونا منح إسرائيل سببا آخر لخنق قطاع غزة
نشر بتاريخ: 2021/03/18 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 15:37)

متابعات: قال الكاتب الاسرائيلي نوعا غليلي في مقال نشره بصحيفة هآرتس العبرية، اليوم الخميس، إن فيروس كورونا منح السلطات الإسرائيلية سببا آخر لخنق قطاع غزة ، حيث بات عشرات الآلاف عالقين سواء داخل القطاع أو خارجه.

نص المقال كما نشرته صحيفة هآرتس:

في مارس/آذار 2020 دخل قطاع غزة إغلاق عيد المساخر التقليدي، لكن في هذه المرة لم يخرج منه، وهو ليس الاغلاق المعتاد الذي تفرضه إسرائيل على سكان القطاع منذ سنوات. بعد انتهاء العيد وفي ظل مكافحة «كورونا» قامت الدولة بإغلاق معبر ايرز، البوابة الرئيسية إلى إسرائيل والضفة الغربية والأردن، بشكل كامل تقريبا. عشرات آلاف الاشخاص وجدوا انفسهم عالقين، سواء في القطاع أو خارجه، بدون القدرة على العودة إلى بيوتهم وعائلاتهم وعملهم. بعد سنة ما زال إغلاق كورونا على حاله.

من بين العالقين في القطاع في هذه الأثناء ع.، وهو شاب في العشرينيات، تزوج، مؤخراً، عن بعد من ن.، الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأمريكية، لا تظهر ن كمواطنة فلسطينية في سجل السكان الفلسطيني، الذي تتحكم به أيضا إسرائيل. لذلك، لا يحق لها بالنسبة لإسرائيل أن تجتمع مع زوجها في القطاع من أجل أن يتمكنا من العيش معا في الولايات المتحدة يجب عليه تسوية وضعه في السفارة الأمريكية في القدس، ولكن إسرائيل رفضت طلبه الخروج عبر معبر ايرز لحضور المقابلة التي تم تحديدها له في السفارة، بسبب كورونا.

شخصيات كبيرة في نظام الحكم وفي جهاز الصحة اجتمعت في السنة الماضية كل يوم تقريباً من أجل فحص القيود التي فرضت ردا على تفشي الفيروس، مع مراعاة الأضرار التي تتسبب بها هذه القيود لحياة سكان الدولة والاقتصاد، في الـ 12 شهرا الأخيرة اتخذ في إسرائيل أكثر من 60 قرارا تتناول التغييرات في قيود الحركة الداخلية وإمكانية دخول سكان الضفة للعمل فيها، الحاجة إلى استمرار تشديد الإغلاق على قطاع غزة لم تتم مناقشتها كما يبدو، وإذا كانت سياسة إسرائيل الداخلية هي خط متحرك يتكون من قفزات وتغييرات في المونيتور المتخيل الذي يظهر للخير أو للشر، فإن السياسة ازاء غزة ليست سوى خط مستقيم، طويل وهادئ.

 

إذا كانت توجد خطة لرفع «إغلاق كورونا» عن غزة فهي غير ظاهرة للعيان، لجان الاستثناءات تم تشكيلها في مطار بن غوريون وتم إلغاؤها، اكثر من ثلث سكان الدولة تلقوا التطعيم، في الشوارع تنتشر شائعة بأننا «سنعود الى روتين الحياة»، ولكن في معبر آيرز ما زال يسمح بالمرور فقط لمن يحتاجون الى علاج حاسم ولعدد قليل جدا من الأشخاص.

في هذا الأسبوع، بتأخير ثلاثة اشهر ونصف، بدأت من تعتبر «بطلة التطعيم في العالم» بالسماح لعمال الضفة الغربية بتلقي التطعيم في الحواجز، بسبب مصالح اقتصادية ضيقة وبسبب الإدراك الجزئي لحقيقة أن الفيروس يمكن أن ينتشر حتى عبر الأسوار.

 ولكن إسرائيل في هذه الاثناء تواصل تجاهل واجبها في الاهتمام بتوفير التطعيمات لباقي الفلسطينيين، وتحاول أن لا تراهم، لكنهم يتقاسمون معها قطعة الارض التي تقع بين البحر والنهر ذاتها، وأيضاً الوباء ذاته، من بينهم يوجد ايضا آلاف من حاملي التصاريح في غزة الذين تمنع إسرائيل خروجهم لكسب الرزق فيها وفي الضفة الغربية، وبهذا فهي تساهم مباشرة في تدهور آخر لاقتصاد القطاع.

السنة الماضية هي عدسة مكبرة لمسّ إسرائيل بالحقوق والاحتياجات الاساسية لمليوني شخص من سكان غزة، نصفهم من الأطفال، تؤثر سيطرتها تقريبا على كل مجال في حياتهم، لكنها تواصل التنكر لمسؤوليتها وواجباتها تجاه القانون الدولي والقانون الإسرائيلي، لا توجد أي طريقة لحل هذا الاخفاق القانوني والأخلاقي، الذي باسمه هي مستعدة لمواصلة تعريض سلامة سكانها للخطر، دون أن تعرف بأن سياستها تجاه غزة لا يمكن أن تستمر، وأنه يجب أن تتغير.