"انتفاضة الأقصى".. قصيدة للشاعر المصري د. جمال مرسي
نشر بتاريخ: 2021/06/08 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 16:13)

اللهُ أكبرُ يا سيلاً مِن الغَضَبِ

يا قاصفاً من رِياحِ النَّارِ واللَّهَبِ

اللهُ أكبرُ يا أبطالَ أُمَّتِنا

في سَاحةِ القُدسِ في يافا وفي النَّقَبِ

اللهُ أكبرُ كم دَكَّت حِجارَتُكُم

حصناً لباغٍ وأطماعاً لمغتَصِبِ

كم ثار بُركانُكُم يُلقي قذائِفَهُ

في وجهِ أعدائِكُم كالنَّارِ في الحطبِ

لم يُثنِ هِمَّتَكُم بطشٌ وقنبلةٌ

ألقت بها عَبثاً كفٌّ من الرَّهَبِ

اللهُ أكبرُ يا أطفالَ أُمَّتِنا

أنتم رجالٌ من الياقوت والذهبِ

لو كنتُ بينكمُ، كنتُ افتديتكمُ

بالروحِ والقلبِ لا بالشِّعرِ والخُطَبِ

يا مَن بذلتم لأجلِ القُدسِ أنفُسَكُم

أرواحُنا مَعَكُم في القدسِ لم تَغِبِ

اللهُ أكبرُ يا طفلاً ، حِجارتُهُ

كانت بمقلتهِ أحلى من اللُّعَبِ

إضرب فإنَّ يدَ الرحمنِ ضربَتُها

أشدُّ بطشاً من الأرماحِ و القُضُبِ

اضرب فإن سلاح الصمت يقتلنا

وليفرحِ الآن كلٌّ الساسةِ العرب

وليشربوا نخب تطبيعٍ و مدِّ يدٍ

لقاتلي طفلةٍ نامت بحضن أبِ

نُبْ عن ألوفِ ملايينٍ قد احتَرَقَت

أكبادُها لَوعةً مِن شِدَّةِ النُّوَبِ

ستونَ عاماً وأقصانا منابرُهُ

تدعو أيا إخوةً في الدينِ والعَصَبِ

هُبُّوا لنجدتنا، ثوروا لثورتنا

أعطوا حجارتنا دعماً من الشُّهُبِ

كم من شهيدٍ روى بالحُبِّ من دمِهِ

مسرى النبيِّ عظيمِ القَدرِ والحَسَبِ

كم من عزيزٍ أبى طَعناً بعزَّتِهِ

فاهتاجَ مُنتفضاً كالليثِ في الغَضَبِ

يا أمَّة الخيرِ في الأقصى، رسالتُكُم

قد زيَّنت طُرَّةَ الأنباءِ والكُتُبِ

فاستبشري أُمَّتِي بالنَّصرِ في وطنٍ

صبَّ اليهود بهِ وبلاً من الكُرَبِ

عمّا قريبٍ يعود الحقُّ مُنتصراً

مهما استطالَ زمانُ الزيفِ والكَذِبِ.
يذكر، أن جمال مرسي شاعر مصري يعمل طبيبًا بيطريًا، ولد في 2 فبراير/ شباط ١٩٥٧م، وهو عضو باتحاد كتاب مصر، وعضو بالعديد من المنتديات والملتقيات الثقافية، ومؤسس منتدى "قناديل الفكر والأدب"، والذي يعد أشهر النوافذ الثقافية على شبكة الإنترنت في الوطن العربي.
وترجمت قصائد د. مرسي، إلى عدة لغات أجنبية، و
نشرت قصائده وقصصه القصيرة، في العديد من الصحف و الدوريات المصرية والخليجية، كما اختيرت أبيات من شعره ضمن أسئلة امتحانات الثانوية العامة في مصر عامي 2017 و2018، وتم اختيار قصيدته "الشهيد" للتدريس بمناهج دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2020م، كما أنه أحد شعراء معجم البابطين ومعجم الألف شاعر وأحد مبدعي الموسوعة العالمية للشعر العربي.
وله عدة دواوين، منها "أصداف البحر، غربة، في كل اتجاه، أنهار لا تعرف الخوف"، وغيرها.