طهران: يعود مخرج حكايات الفضيلة الإيراني أصغر فرهادي، إلى مهرجان كان السينمائي بقصة أخلاقية في فيلم يحمل اسم "بطل"، عُرض للمرة الأولى على شاشات العرض يوم الثلاثاء الماضي.
شخصية البطل "رحيم" التي يجسدها الممثل أمير جديدي، هو غارم عاجز عن تسديد ديونه، ليدفع ثمنها من حريته خلف أسوار السجن، يتبسم له القدر عندما تعثر حبيبته على حقيبة مملوءة بالعملات الذهبية، لكنه بدلا من أن يستخدمها في سداد دينه، يقرر البحث عن صاحب العملات وإعادة الحقيبة له.
لم تمر القصة دون أن تلتقطها الآذان وترصدها العيون ويكتشفها مسؤولو السجن وتتحدث عنها وسائل الإعلام الإقليمية وجمعية خيرية محلية، لقد صنعوا من هذا العمل صورة مكتملة للعمل البطولي وحولوا رحيم إلى بطل، لكن دائنه يسدد طعنات التشكيك لقصته، مما يضطره إلى اللجوء للخداع وأنصاف الحقائق في محاولة للحفاظ على شرفه.
قال فرهادي للصحفيين، في مدينة كان "صعود مفاجئ يعقبه سقوط مفاجئ بنفس الطريقة.. شيء مثير للاهتمام بالنسبة لي، كنت أرغب في عمل قصة بهذا الشكل"، حوّل فرهادي فكرته وتصوره إلى مشروع نفذه مع طلابه الذين ساعدوه في جمع القصص حول أشخاص عثروا على أشياء مفقودة وأعادوها لأصحابها. اكتشف الطلاب أن معظم هؤلاء الناس اختلقوا القصص من وحي خيالاتهم للتفاخر بها.
وعلى غرار سيناريو "انفصال" الذي أخرجه فرهادي وفاز بالأوسكار، يمثل فيلم "بطل" أيضا دراما حافلة بالتشويق حول أناس عاديين يتعين عليهم اتخاذ خيارات أخلاقية صعبة بينما يقعون بين رحي الضغوط العائلية وضغوط السلطات العليا.
قال فرهادي، إن الفيلم يرسم صورة للحس الإيراني بالعائلة والمجتمع، عُرض فيلم "الزبون" للمخرج الإيراني فرهادي لأول مرة في كان في 2016، وفاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية. ونافس عمله الدرامي "الماضي" في كان في 2013.
ويعد فيلم "بطل"، واحدًا من 24 فيلما تتنافس على السعفة الذهبية في مهرجان هذا العام والذي يستمر حتى 17 يوليو/ تموز.