«الجزيرة» تتفرغ للمكايدات
نشر بتاريخ: 2018/12/10 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 22:58)

فقدت قناة الجزيرة الكثير من السُمعة التى تزعم أنها تستحقها والتى روّجت لصورة أنها منبر إخبارى نزيه لا يخضع إلا للقواعد المهنية، وإنه لا يهمّها إلا تلبية حق المشاهد فى معرفة الأخبار وخلفياتها، وإفادته بالرأى والرأى الآخر..إلخ! ولكن وجهها الحقيقى انكشف فى السنوات القليلة الماضية فى تغطيتها عددا من الأحداث الكبرى، ثم سقطت كل الأقنعة فى الأسابيع الأخيرة، منذ جريمة قتل جمال خاشقجى، بعد أن كسرت علناً كل القواعد المزعومة، ولم تعد تخفى الانحياز السياسى السافر، الذى بات يتبنى بفجاجة المكايدة السياسية ضد الحكام المختلفين مع سياسة أمير قطر، بل وصل الأمر إلى الاستخفاف بخبرة العاملين فى الجزيرة التى تجلت فى الأيام الأولى للجريمة بتغطية مميزة للحدث من مصادره المتعددة، ومتابعة أبعاده وآثاره فى الدول المتصلة بالقضية، مع استطلاع آراء المتخصصين ونشطاء حقوق الإنسان والمدافعين عن حرية الصحافة..إلخ، ولكن، مع مرور الأيام، نحَّى صاحب القرار الفعلى فى الجزيرة خبرات المحترفين المهنيين لديه، واستهان بأهم عناصر العمل، ومنها الجرعة التى إذا زادت عن حد معين فشل إحداث الأثر المرجوّ، بل قد تكون النتيجة عكسية!

هل يُعقَل أن يطيق جمهور المشاهدين لأى قناة فى العالم أن تَفرض عليه حدثاً واحداً على مدى 24 ساعة فى اليوم ودون انقطاع، منذ الثانى من أكتوبر الماضى وحتى الآن؟ ودون أن يكون هناك جديد نوعى يبرر إتاحة الأولية الكاملة؟ فى حين أن الخبراء يحرصون على أن لا يمل منهم الجمهور خشية أن ينفرط عنهم، لذلك يخترعون التغيير اختراعاً ببرامج أخرى، حتى إذا لم يكن هنالك حدث آخر يستحق الإبراز!

أنظر فقط إلى هذه الحالة التى تؤكد أن الانغماس فى المكايدة جعل الجزيرة تتخلف عن متابعة المهام التى تتباهى بالسبق فيها، فقد انتخب الحزب المسيحى الديمقراطى الألمانى كرامب كارينباور خليفة لميركل الجمعة الماضى، فلم تسع الجزيرة، كما كانت تفعل فى سنوات انتعاشها، للتعريف بالزعيمة الجديدة وأفكارها وسياساتها المتوقعة، ولطرح طبيعة وضع ميركل الجديد..إلخ. بل حرصت على استمرار تصدير أخبار خاشقجي!

الأهرام المصرية