ابتسامة ختمت 131 يوما من الإضراب عن الطعام، لم تكن تلك اللحظة إلا تعبيرا عن إرادة فولاذية صنعها الفسفوس ورفاقه السابقين واللاحقين، إرادة صنعت في فلسطين واخترعها الشعب الفلسطيني وستبقى مسجلة باسمه إلى يوم الدينونة.
ابتسامة الأسير الذي لا يرى سوى أن بزوغ فجر الحرية قادم رغم القساوة والمعاناة والموت البطيء، ابتسامة نحيلها إلى أصحاب القرار وصانعي السياسية في كل المعمورة وعلى رأسها أمريكا البيت الأبيض وذاك القادم من بعيد باسم وعد الرب "بينيت" بأن هذا الشعب الذي أنجب كايد ورفاقه حي وباق ولن يتزحزح عن حقه في العودة والاستقلال وتقرير المصير رغم محاولة التغابي والتجاهل بعدم ذكر اسم فلسطين والفلسطينيين في خطاب العنصري المتطرف أمام الأمم المتحدة، الابتسامة كانت الرد وهي الأمل ولا بديل عنها.
هذه الابتسامة أيضا درس وعبرة للقيادة الفلسطينية، درس في الإرادة وعبرة لمن يعتبر بشعبه، فلا حقوق ولا أمل ولا ابتسامة دون إرادة فعلية وعملية تتجاوز الكلام إلى كسر الواقع وتحطيم الأغلال، فهذا الشعب قلعة ستتكسر عليها محاولات التفكير بتجاوزه، شعب حاضر في كل الميادين، أسير يبتسم بعد الجوع والموت البطيء، وفتيان وفتيات يبتسمون في شوارع القدس وهم ذاهبون للمعتقلات.
إنها ابتسامة شعب، فلا سعادة ولا حياة مع المحتل، والنصر ليس سوى ابتسامة صابرة يملأها الأمل، لأنها هي الأمل.