خاص|| المجد للشهداء" نعالوة والبرغوثي" .. متى تعلن السلطة وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال؟؟
نشر بتاريخ: 2018/12/13 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 13:02)

"التنسيق الأمني مقدس، وسيبقى مقدس"، عبارة شهيرة تفوه بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الملأ، خلال لقاءه بوفد إسرائيلي في وقت سابق بالرغم من الإجماع الفلسطيني على تجريمه وتحريمه ومخالفته لإرادة الشعب الفلسطيني.
جاء اجتماع  وزير الشؤون المدينة في السلطة الفلسطينية "حسين الشيخ" ومنسق حكومة الاحتلال "كميل أبو ركن"  ليؤكد لنا تمسك السلطة بالتنسيق الأمني ، فعقد الاجتماع بعد ساعات من تنفيذ عملية عوفرا والتي أسفرت عن إصابة 6 مستوطنين إسرائيليين.
وكان اللقاء تم بناء على طلب كميل أبو ركن، ونقل عن مصدر فلسطيني قوله إن "أبو ركن" نقل إلى "حسين الشيخ" غضب الحكومة الإسرائيلية جراء تزايد العمليات في الضفة الغربية.
"نعالوة" شهيد بسيناريو آخر


استيقظ الفلسطينييون صباح اليوم الخميس ، علي استشهاد المطارد "أشرف نعالوة" لم يكن وقع استشهاد "نعالوة" بسيطًا على أهل فلسطين، فقد دخل قلب كل فلسطيني منذ ملاحقته قبل أسابيع عقب تنفيذه عملية قتل فيها مستوطنان.
وسجل أشرف خلال فترة ملاحقته القصيرة إرباكًا غير عادي لكافة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي شنت عشرات الحملات العسكرية الواسعة لاعتقاله.
وينحدر "نعالوة" من ضاحية شويكة في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة والتي تحولت لثكنة عسكرية إسرائيلية في الشهرين الأخيرين سيما حارة النعالوة فيها.
صحيح أن السلطة  تخفي ما تقوم به من دور في ملاحقة المطاردين، إلا أن الحقيقة تتبين وتتكشف مع مرور الوقت، إذ تسخر طاقتها لخدمة أمن الاحتلال على حساب أمن الفلسطينيين مردداً كلمة مزينة تدعي "التنسيق".
وكانت الإذاعة العبرية ذكرت في وقت سابق أنه تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين "الشاباك" والجيش وأجهزة السلطة للبحث عن منفذ عملية بركان أشرف نعالوة.
صالح البرغوثي.. حين تكون مقاوماً "أباً عن جد"

نتيجة بحث الصور عن استشهاد صالح البرغوثي
لم يختلف الوضع كثيراً عند سماع نبأ استشهاد المقاوم " صالح البرغوثي" منفذ عملية "عوفرا والتي أسفرت عن إصابة 6 مستوطنين إسرائيليين.
سيستوقفك اسم الشهيد "صالح عمر البرغوثي" بكل تأكيد، كيف لا وهو ابن عائلة "البرغوثي" المقاومة "أباً عن جد"، ولن نستطيع حصرها مهما حاولنا، فلا يمكن لتاريخ عريق في مواجهة الاحتلال، أن يحُصر في سطور.
"صالح" نجل الأسير المحرر "عمر البرغوثي" الذي أمضى  في السجن 26 عاماً، موزعة على مختلف السجون، ذاق خلالها كافة أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، وعانى من ساعات التحقيق الطويلة، ومن الحرمان من الزيارة في مرات كثيرة، وقد قضى من تلك المُدة 10 سنوات إدارية.
فما فعله "البرغوثي" قرب مستوطنة "عوفرا" الإسرائيلية ليس خبراً عابراً او عملية بسيطة يمكن المرور عنه، فهذه العملية تعد الترجمة الموضوعية للصراع الطبيعي بين القاتل المحتل والضحية.
لا بل جاءت بمثابة من يعلق الجرس للدفع بالمقاومة كي تستعيد أنفاسها من جديد في منطقة حظر فيها السلاح، وكأنه يعيد الشعب الفلسطيني إلى فترة الانتداب البريطاني على فلسطيني يوم كان سلطاته الأمنية تقوم بنفس الدور وتفسح المجال للعصابات الصهيونية بمباغتة الفلسطينيين والتنكيل بهم،ربما هي مقارنة قاسية لكن الواقع يؤيد ذلك مع بالغ الأسف.
الفصائل تنعي وتتوعد

أدانت حركة فتح  في بيان لها،  إعدام قوات الاحتلال للشهيدين البرغوثي ونعالوة، مؤكدة، أنّ الاحتلال الإسرائيلي يستطيع بقوته وجبروته ان يقتحم مدننا وقرانا ومخيماتنا ولكنه لن يقحم الخوف والإرهاب الى نفوسنا سنبقى صامدين في معركة الوجود فوق ارضنا الفلسطينية ولن نرحل باقون هنا.
وأكدت حركة "المجاهدين" إنّ الشهداء الأبطال مثل البرغوثي ونعالوة هم من يرسمون بدمائهم حدود الوطن ويعبرون بشكل حقيقي عن ارادة المقاومة لدى شعبنا، وليس أصحاب خيار التعاون الأمني.
وزفت كتائب القسام تزف المجاهدين صالح البرغوثي وأشرف نعالوة بطلا عمليتي بركان وعوفرا.
ومن جانبها أكدت حركة "الجهاد الإسلامي" علي مسيرة المقاومة والجهاد المقدس غضباً وثورة في وجه الصهاينة المعتدين الظالمين ،ودعت للتصعيد في وجه الاحتلال.
دعوات للإضراب الشامل 
دعت القوى والفصائل الفلسطينية للإضراب الشامل في كافة أرجاء الضفة المحتلة حدادا على روح الشهيدين أشرف نعالوة وصالح البرغوثي اللذين ارتقيا برصاص الاحتلال الليلة الماضية وفجر اليوم.
كما دعت القوى الوطنية والإسلامية لوقفة إجلال وإكبار لشهداء فلسطين أشرف نعالوة وصالح البرغوثي على دوار المنارة بمدينة رام الله اليوم الساعة 11 صباحا.
الأصوات تتعالي رفضاً للتنسيق الأمني
بعد الاقتحامات اليومية المتكررة والتي جرت على مدار الأيام الماضية واستباحت قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رام الله، ومداهمة خلالها قوات الاحتلال مقري وكالة الصحافة التابعة للسلطة الفلسطينية "وفا"، ووزارة المالية، وحي المصاريف الذي يقطن فيه رئيس السلطة ومعظم قياداتها، تعالت أصوات كثيرة بين قيادات في الاحزاب السياسية وبين محللين سياسيين أو ناشطين بوقف التنسيق الأمني فوراً.
خرج اليوم الخميس ،مئات الفلسطينيين في مسيرات عفوية غاضبة في مدن الضفة المحتلة عقب اغتيال الاحتلال الشهيدين صالح البرغوثي وأشرف نعالوة.
الجماهير الفلسطينية رددت هتافات تدعو للانتقام لدماء الشهيدين، وتطالب السلطة بوقف ما أسموها "الخيانة"، ورددت الجماهير التي خرجت بمسيرة غاضبة فجر اليوم في مخيم عسكر بنابلس عقب استشهاد نعالوة: " يا سلطة الكلاشنات بكفيكم خيانات"، و"التنسيق ليش ليش مرة السلطة ومرة الجيش".
وفي طولكرم أشعلت الجماهير الفلسطينية الاطارات في طولكرم في أعقاب اغتيال الاحتلال أشرف نعالوه وصالح البرغوثي.

"عباس" يتجاهل الشهداء

تجاهلت الرئاسة الفلسطينية في رام الله التراحم علي الشهيدين "نعالوة والبرغوثي" في بيان صدر عنها اليوم الخميس ، تعقيباً علي الأحداث الجارية في الضفة الغربية.

وأكدت الرئاسة أن سياستنا الدائمة هي رفض العنف والاقتحامات وإرهاب المستوطنين، وضرورة وقف التحريض، وعدم خلق أجواء تساهم بتوتير الوضع.

هل يلجأ "عباس" لوقف التنسيق الأمني بعد الاقتحامات المتكررة
بعد تصريحات الرئاسة الفلسطينية التي أطلقتها قبل أيام بأنها ستتخذ قرارات "هامة ومصيرية" في حال استمرار الاقتحامات والاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة بعدة مدن فلسطينية، تبقى الخيارات محدودة أمامها للرد على الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول إيصال رسائل للسلطة بأنه يستطيع الوصول لقلب رام الله.
ويرى مراقبون أن السلطة الفلسطينية بإمكانها قلب المعادلة من خلال وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي لوضع حد للاقتحامات المتكررة التي تقوم بها إسرائيل.
وفي هذا السياق ذكر المحلل السياسي ياسر مناع الرسائل الموجهة للسلطة بعد  هذا الاستعراض  وتجول الآليات العسكرية في قلب مدينة رام الله:
1.    ان الامن بالنسبة لـ " اسرائيل " هو المرتبة الاولى والاهم في كل شيء، اذ يشكل عصب الحياة بالنسبة لها، وبالتالي فان المحافظة على حياة مقدم على كل التنسيق الامني في حال تعارضت المصالح.
2. رسالة سياسية واضحة مفادها بانه لا سيادة ولا دولة للفلسطينيين، وان كل المظاهر التي صنعوها في محاولة لإثبات ذلك هي مجرد سراب.
3.  هذه المظاهر تدل على ان عملية جمع المعلومات الاستخباراتية عن من نفذ العملية في اوجها بسبب انعدامها حتى اللحظة.
من المؤكد أن الاحتلال يريد سلطة بدون سلطة وإطار بدون صورة ليرسم سياساته داخل هذا الإطار، فوصول الدوريات الإسرائيلية لقلب رام الله وعلى بعد أمتار من المقاطعة حدث يتكرر وسيتكرر في المستقبل طالما بقيت سياسة السلطة هي التنسيق الأمني.