رام الله: نعت فصائل وشخصيات رسمية وشعبية، اليوم الثلاثاء، الشهيد القائد\ ناصر أبو حميد (50 عامًا)؛ والذي استشهد داخل مشفى "آساف هاروفيه" الإسرائيلي، بعد صراع مع المرض تزامنًا مع إهمال طبي تعرض له من قبل إدارة سجون الاحتلال.
وحمّلت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد أبو حميد، وعن حياة الأسرى والأسرى المرضى داخل السجون الإسرائيلية. مؤكدة أن الإهمال الطبي "جريمة وقتل بطيء للأسرى".
"شهداء الأقصى" تزف أبو حميد
وزفّت كتائب "شهداء الأقصى"؛ الجناح العسكري لحركة "فتح"، الأسير الشهيد ناصر أبو حميد. مؤكدة أنه أحد قادتها "الميامين" ومن مؤسسيها مطلع الانتفاضة الثانية "انتفاضة الأقصى".
وقالت "شهداء الأقصى" في بيان لها اليوم، إن "أبو حميد" ترجل بعد مشوار جهادي طويل أوجع فيه جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه. منوهة إلى أن الاحتلال "أهمل طبيًا حالة الأسير ناصر رغم إصاباته المتعددة ومرضه فيما بعد.
وجاء في البيان، أن شهيدنا سليل عائلة مجاهدة؛ فهو شقيق الشهيد عبد المنعم أبو حميد، وله 4 من الأشقاء الأسرى يقضون أحكاماً مؤبدة في سجون الاحتلال.
وتعهدت "شهداء الأقصى" بأن تكون "شهادة الأسير ناصر أبو حميد لعنة تطارد الاحتلال.
وفي السياق، قال رئيس الحكومة ، محمد اشتية، إن ناصر أبو حميد استشهد جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى.
وأردف اشتية في تصريح صحفي، نعزي أم ناصر، الصابرة الثابتة، وعائلتها، كما نعزي أنفسنا وشعبنا بفقدان مناضل وابن بارٍ بفلسطين، ضحى بحريته من أجل كرامة وحرية شعبه ووطنه.
ودعا، الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية والحقوقية إلى الإسراع بالتدخل من أجل الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن والأسيرات والأطفال من سجون الاحتلال.
من جانبها، وصفت محافظ رام الله والبيرة، ليلى غنام، استشهاد ناصر أبو حميد بـ "الاغتيال". محملة الاحتلال المسؤولية.
وقالت "غنام"، إن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن جريمة اغتيال الشهيد ناصر أبو حميد؛ من خلال سياسة القتل البطيء التي يتبعها بحق الاسرى المرضى.
وشدد الأمين العام لـ "حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية"، مصطفى البرغوثي، على أن عمل وتضحيات الأسير الشهيد ناصر أبو حميد، وإجرام الاحتلال بحقه، سيبقى خالدًا في حياة الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه ، قال المتحدث باسم حركة "فتح"، منذر الحايك، إن استشهاد الأسير ناصر أبو حميد في سجون الاحتلال بسبب الإهمال الطبي المتعمد "جريمة عار" على جبين الاحتلال "الفاشي".
وأشار "الحايك" في تصريح مقتضب، إلى أن الاحتلال ما زال يمارس السادية وسياسة القتل ضد الأسرى داخل السجون، وعليه تحمل مسؤولية جرائمه.
وأضافت "مفوضية الأسرى" في حركة فتح، إن ناصر أبو حميد استشهد بعد صراع مع مرض خبيث وسياسة مبرمجة لقتله من قبل الاحتلال وإدارة سجونه وأجهزة أمنه.
وجددت مطالبتها بضرورة أن يقوم المجتمع الدولي والانساني بدور فاعل في توفير الحماية للأسرى الفلسطينيين وإنقاذهم من أنياب الموت في سجون الاحتلال.
وأفادت، أن المجتمع الدولي يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية باستشهاد ناصر أبو حميد، حيث الصمت المقيت الذي لازم معاناة الأسير منذ الكشف عن إصابته بمرض السرطان".
وحذرت من الأوضاع الصحية الخطيرة التي تأكل من أعمارهم وأجسادهم في ظل الصمت الدولي وتغول الاحتلال.
وفي سياق منفصل ، نعت "الجبهة الديمقراطية" لتحرير فلسطين، الشهيد ناصر أبو حميد. مؤكدة أنه "استشهد جراء الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال.
وحمّلت "الديمقراطية" في بيان لها، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن "جريمة إعدام" الأسير أبو حميد.
وقالت، اننا نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمة قتل الشهيد ناصر أبو حميد بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد ورفض الإفراج عنه للعلاج رغم المناشدات الإقليمية والدولية.
وشددت على أن "جرائم الاحتلال بحق اسرانا الابطال وبحق شعبنا الفلسطيني، لن تكون بدون عقاب وستدفع دولة الاحتلال ثمن جرائمها اليومية وعدوانيتها.
وطالبت الجبهة الديمقراطية، بالإفراج الفوري عن جثمان الشهيد ناصر أبو حميد "ليتم تشييعه بما يليق بالشهداء".
بدورها، نعت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، الشهيد ناصر أبو حميد. مؤكدة أن "العدو المجرم" يتحمل المسؤولية الكاملة عن اغتيال أبو حميد، وتداعيات "هذه الجريمة البشعة في ظل تصاعد عدوان وإرهاب الاحتلال".
وشددت "الجهاد" في بيان لها، على أن الشعب الفلسطيني "سوف يستمر على طريقه نحو حريته، ومقاومينا الذين ينتفضون على امتداد الساحات لن يغفروا للمحتل جريمته، أو يسمحوا باستمرار قتلنا واستباحة أرضنا ومقدساتنا".
ودعت المؤسسات الحقوقية والإنسانية للوقوف إلى جانب الأسرى وتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه هذه الجريمة الكبيرة، والعمل الجاد والحقيقي على لجم عدوان مصلحة سجون الاحتلال وحماية الأسرى.
ووصف الأمين العام لـ "حزب الشعب" الفلسطيني، بسام الصالحي، الشهيد الأسير ناصر أبو حميد بأنه "مثال على عنفوان التحدي والكبرياء الوطني الفلسطيني".
وأكد الصالحي في تصريح مقتضب، أن استشهاد أبو حميد "زاد من مكانته" بين الشعب الفلسطيني وأحرار العالم.
واستطرد، أن الاحتلال يكشف كل يوم طبيعته الفاشية ومنطق حقده الأسود بأبشع صور الكراهية والعنصرية التي تمثلها طبيعة الأبرتهايد والفاشية لهذا الاحتلال".
ومن جانبه ، طالب الباحث في قضايا الأسرى، رأفت حمدونة، في أعقاب استشهاد الأسير ناصر أبو حميد، المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية وأحرار العالم، التدخل للضغط على الاحتلال لحماية الأسرى الفلسطينيين المرضى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.
وحذر الباحث "حمدونة" في بيان صحفي، من استشهاد المزيد من الأسرى المرضى في السجون؛ "إذا لم يكن هنالك حالة مساندة جدية لإنقاذ حياتهم".
وأكد أن "السكوت على سياسة الإهمال الطبي سيضاعف قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة". داعيًا للتدخل والتعرف على أسباب استشهاد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال وبعد خروجهم من الأسر.
وفي السياق، قالت "الجبهة الشعبية" لتحرير فلسطين، إن الأسير الشهيد ناصر أبو حميد سخّر حياته من أجل فلسطين والقضية، وشهدت له السجون أنه كان ندًا للعدو الإسرائيلي، متحديًا السجن والسجّان، وسنوات الاعتقال الطويلة.
وأضافت "الشعبية" في بيان نعت فيه أبو حميد، لقد خاض الأسير الشهيد معركته الأخيرة من أجل الحياة بكل بسالة وإصرار، معاهدًا وطنه وشعبه وأصدقائه ورفاق دربه، أن يجسد في هذه المعركة ما جسده في حياته من مسيرة نضالية حافلة".
وتابعت، أن استشهاد الأسير المناضل أبو حميد يسلّط الضوء على جرحٍ نازف يتعرّض له الأسرى داخل سجون الاحتلال، في ظل ازدياد أعداد الأسرى المرضى، وحرمانهم المتعمد من أبسط حقوقهم".
وطالبت "الجبهة"، المؤسّسات الدولية والحقوقية والإنسانية، التوقف عن سياسة الصمت والتواطؤ، وَتحمّل مسؤولياتها المناطة بها للضغط على الاحتلال لتوفير العلاج الطبي اللازم لمئات الأسرى المرضى.
233 أسيرًا شهيدًا و10 جثامين محتجزة
وباستشهاد ناصر أبو حميد يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 233 شهيدًا؛ منذ عام 1967؛ منهم 74 ارتقوا نتيجة لجريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء)، وكان من بينهم هذا العام بالإضافة إلى الأسير أبو حميد، الأسيرة سعدية فرج الله.
ويحتجز الاحتلال جثامين 10 أسرى شهداء؛ أقدمهم الأسير أنيس دولة الذي اُستشهد في سجن عسقلان عام 1980، وأحدثهم الأسير ناصر أبو حميد.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال اليوم نحو 4700 أسير؛ بينهم 33 أسيرة وقرابة الـ 150 طفلًا قاصرًا، إلى جانب نحو 600 أسير مريض، وأكثر من 800 معتقل إداري.